بالأمس و على إحدى أرائك صينية التحرير الرخامية جلست مع صديق لى يدعى "أبوليلة" و قد أكببت على علبة مكرونة غارقة فى الصلصة المشتمة بعض من سائل الشطة, فوجئت برجل يسألنى عن مدخل المترو,المشكل ليس فى المدخل فهم كثر ,و لكن مترو السادات متوقف منذ أن رقصت سونيا فى ثلاثينها,ورقصت رابعة بين حواريها,الرجل أخضر العينين هزيل البنية تمتطى كتفه الأيمن حقيبة مختصرة و يسرى يديه تحمل "البايب"الذى بات يستخدمه على فترات متقطعة, يحدثنى بالإنجليزية,فوجدتها فرصة سانحة لإستعراض بعض عضلاتى اللغوية أمام "أبوليلة" الحقيقة أننى لم أبادر بالحديث بل فعل ,و لم أسترسل فى كلماتى مثلما أردف,فأكثرت من كلمة"yes" كما نصحتنى صديقة لى و كان إذا فغر فاهه و انكمش جلد جبهته أعرف حينها أنه يسألنى عن شئ ما, فأتخذ من ذيل كلماته بداية لحديثى معه,سألنى عن التصويت فأجبت لم أصوت ,و عما إذا كان هذا هو ميدان الثورة و الشهداء الذين أسقطوا ديكتاتورية مبارك ,فتهلل وجهى بقولة "نعم" , و استحضر ذهنه _و لا أعلم اذا كان حضره من قبل_ما حدث فيى ثلاثين يونيو و قال يالها من ثورة , قلت بالعامية "ثورة ايه يا عم الحاج غوريااه" فأخذ من أخر كلمة غوريا و قال"حريه" أنا أعرف عربى باس موس كتير..قلت: حرية ايه يابن المر..قال what"قلت هذا انقلاب سيدى المشكلة ان نظام مبارك ماذال يحكم ... فسكت هنيهة ثم رمقنى بزنهرة الغربى للعربى ..اللى هى نظرة الشحاتين دى...و قال لابد أن تصوت مهما حدث لابد لكم من ثقافة ديمقراطية, كل هذا و عزيزى "ابوليلة"الذى ارتدى بزته الأنيقة ساهم فى الرجل شاخص فيه كالدمية لا يفهم محكاه و لا مذهبه, فترجمت له بعض ماقيل فنصحنى ب"قطم" الحديث و استئناف أكل المكرونة التى ثلجتها النسمات و قال ..بصّله بقرف و هو يمشى شكله جاسوس..فى تلك اللحظه أخذ صديقى الجاسوس فى الحديث عن الجيش و مؤسساته النظيفة بالنسبة لنظيراتها المدنية التى لا تصلح للبنى آدمين .. الحقيقة بت أشعر بالإرتياب فرشقته رمقة عادل امام فى الاسانسير مع السفير الاسرائيلى و تقمصت دور عمرو خالد و هو يعرص للسيسى ..و قلت خلى بالك احنا مش مع الجيش فى الحكم آى نعم بس لو فيه عدو خارجى زى اسرائيل مثلاً ف يوم مالبست البدلة دى و لبست البيادة دى, و ضربت التعظيم دا ...الخ...فامتقع لون الرجل و أخذ فى الصفرة الداكنة و قال أووووووه ...قلت يور باسبورت بليز فوجدت عدة بلاد قد سافرها منها اسرائيل ..و هو يعمل صحفى فى التليفزيون الأسبانى ..و قال أنه جاء ليراقب ردود فعل الناس عن الإنتخابات ...و ماذاد من ارتيابى حقاً أنى وجدت قلنسوة مطمورة فى جيب قميصه فقلت انت يهودى ..قال نعم و لكن لست صهيونياً ..قال صديقى يادينى ع الخابوووووور هذا فى الوقت الذى جاء فيه أحد الأجسام المفتولة يحمل على وجهة دماغه عينين واسعتين وحاجبين سيساويان فاعتقدنا أنه أمن و ان الاسبانى جاسوس و لكن ليس اسرائيلياً بل مصرياً مأصلاً ..