أطل علينا القيادي بالدعوة السلفية/ أحمد فريد - وهو الأب الروحي الثاني بعد ياسر برهامي لحزب النور - ليحذر قائد الانقلاب الدموي عبدالفتاح السيسي من خطر الشيعة . وكذلك رأينا جميعًا ذلك المقطع المرئي الذي يحث فيه حزب النور المواطنين عبر سيارات بها مكبرات صوتية على أن يذهبوا للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، بعد إراض قطاع واسع من المواطنين عن المشاركة في هذه المسرحة الهزلية، مما دفعهم لتطويل مدة الانتخاب! ولا يخفى أن حزب النور والدعوة السلفية استخدما ورقة الشيعة أيضًا للضغط على الرئيس المخطوف/ محمد مرسي، وعقدوا في عهده المؤتمرات واللقاءات الإعلامية والدروس والخطب ووزعوا الكتيبات ولصقوا الملصقات التي تحذر من خطر الشيعة. إن أحسنا الظن بحزب النور والدعوة السلفية وقلنا إنهما يفعلان ذلك خوفًا على أهل السنة في مصر.. فلماذا لا يفعلان نفس الشيء ضد أمريكا وإسرائيل؟ أين مؤتمراتهم وكتيباتهم ولقاءاتهم الإعلامية ودروسهم وخطبهم وملصقاتهم التي ملأت الطرقات عن خطر التطبيع مع إسرائيل وعن خطر أمريكا وجرائمها بحق المسلمين؟ إن وجدته ستجده على استحياء وفي أضيق المساحات، بعكس جهدهم الكبير المبذول ضد إيران والشيعة. بل وجدنا العكس تمامًا، فوجدنا أن حزب النور لا يجد بأسًا من أن يجلس مع السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون، وهي صاحبة أدوار استخباراتية أمريكية في عدد من دول المسلمين، ورأينا وفدًا منهم يسافر إلى أمريكا ويجتمع بكبار الساسة الأمريكان ويطبع العلاقة معهم، وغير ذلك. فإن كان هذا مشروعًا ومن باب السياسة و"انفتاحًا" على الجميع؛ فلماذا تلومون من ينفتح على إيران الشيعية؟ فإنها داخلة في هذا "الجميع" وبلد كبير له وزنه! وإن كان التعامل مع إيران غير مشروع؛ فالتعامل مع أمريكا أولى بعدم المشروعية! خاصة وأن: إيران لم تحتل بلاد أهل السنة كما فعلت أمريكا. إيران لم تقتل ملايين المسلمين كما قتلت أمريكا. إيران - وفق مذهب برهامي - دولة غالب أهلها مسلمون، على عكس أمريكا. أمريكا هي عدو المسلمين الأول في العصر الحديث باتفاق العقلاء! ردهم أن إيران لها مشروع تشيع تنشره في بلاد أهل السنة. وهل أمريكا ليس لديها مشروع رأسمالي ديمقراطي إلحادي تريد نشره في جميع دول العالم؟؟ ولكن الجواب الصحيح عن سر عداء حزب النور والدعوة السلفية لإيران والمشروع الشيعي بصورة أقوى بكثير من أمريكا، أن هذا يتماشى مع منهج حزب النور في السير في فلك الذي يحكم مصر؛ فإن كان من يحكم مصر مع الأمريكان، سكت حزب النور عن الأمريكان، وبالطبع أمريكا ضد أن تكون إيران دولة قوية، وحكام الخليج الذين يدعمون الانقلابيين في مصر لا يريدون ذلك، وبالتالي لا يسمح حزب النور بذلك! هكذا يُستخدم حزب النور. وأعطيك مثالًا توضيحيًّا لتبيين الأمر أكثر؛ هل تذكر وقوف حكام العرب بجانب الأفغان وحثهم على الجهاد في سبيل الله ضد السوفييت في أفغانستان؟ لقد حدث ذلك عندما كانت أمريكا قد أعطت الضوء الأخضر لجميع من تتقاطع معهم مصلحتها، أما بعد القضاء على السوفييت، فقد أصبح الجهاد إرهابًا، وأصبح من يقاتل أمريكاالمحتلة لنفس البلد إرهابيين، ووضع الحكام العرب أسماء هؤلاء - الذين استجابوا لدعوتهم بالأمس للجهاد - على قوائم الإرهاب! وغير مسموح للانقلابيين بمصر مطلقًا أن ينفتحوا على إيران، بأوامر ماما أمريكا، وأوامر حكام الخليج الذين أنفقوا مليارات الدولارات لدعم حكومة الانقلاب. لا يزايدن أحد ويعدد لنا مساوئ الشيعة، فهذا خارج إطار الحديث، وإنما الكلام هو عن كيل حزب النور بمكيالين، وإلا فعليهم أن يحذروا السيسي من أمريكا علنًا كما حذروه من الشيعة - وهم يعلمون أنه لن ينفتح عليهم - ، وعليهم أن يُطلقوا الحملات الموسعة للتحذير من المشروع الأمريكي ولتعديد جرائم أمريكا منذ نشأتها على أنقاض جثث الهنود الحمر، انتهاء بقتلها الملايين من المسلمين في أفغانسان والعراق، ودعمها المستمر لإسرائيل في احتلال فلسطين والمسجد الأقصى. و لن يفعلوا