بعد ترويج الانقلابيين و حملة السيسي إلى ضرورة نزول الشعب إلى الانتخابات لدعم مرشح العسكر "رئيساً لمصر" ، و استخدام كافة أنواع الدعاية من لافتات و بنرات فى الشوارع و ترويج إعلامي مضلل بأنه المرشح الأنسب لهذا المنصب للحفاظ على مصر من جماعة الإخوان المسلمين "الإرهابية" على حد زعمهم ، و خروج السيسي علينا فى مسرحية هزلية أبطالها أكبر مروجي الانقلاب "إبراهيم عيسى و لميس الحديدي " , ليخاطب سيدات المجتمع الشرفاء بالنزول إلى الشارع لانتخابه لأنه "يحب الستات" ..! وبالرغم من استجابة جماعة من السيدات المنجذبات له , إلا أن الشعب الواعي استطاع إبطال هذه المسرحية الهزلية , و كان هذا واضحاً منذ اليوم الأول للانتخابات. شهد اليوم الأول للانتخابات إقبال ضعيف على اللجان , و تحولت معظم اللجان إلى ملهى للرقص و ليس مكان للاقتراع ..! و بدأت مرحلة " الشحاتة " فى اليوم الثاني من المسرحية الهزلية حيث بدأ الانقلابيون يتسولون من الشعب المصري لجمع أصوات للسيسى بعد ضآله أعداد المنتخبين بصورة كبيرة . و تمثلت بداية مرحلة "الشحاتة" في منح الموظفين أجازة رسمية لتوفير الوقت للنزول للإدلاء بأصواتهم , ثم قرار وزير النقل بفتح خطوط المترو مجانا للمواطنين طوال اليوم ، و عندما لم يتحرك الشعب و ظلت اللجان خالية من الناخبين , بدأ إعلام الانقلاب فى تكملة مرحلة " شحت الأصوات " , و امتلأت الشاشات بخطب الحث على ضرورة النزول , و خرجت الأم المثالية لثوار 30 يونيو لتشجعهم على النزول من أجل مصر ،و خرج السيسي بعدها بطريقته المعهودة فى " النحنحة " ليخبر الشعب انه خذله و كسر بخاطره , لتراجعه عن أداء واجبه الوطني , خافياً مع هذه " النحنحة " شكل من أشكال التهديد قائلا : "امتناع الشعب عن أداء واجبه الوطني سيؤثر علية مستقبلاً " .. و هذا لا يدل إلا على نجاح الشعب في إفشال مخطط مسرحية الانتخابات الهزلية . وانهار إعلاميو الانقلاب من خلو اللجان الانتخابية ووصل الأمر إلى حد سب المواطنين لعدم نزولهم , و تحول الأمر على الشاشات إلى ساحة من " الردح و الشتيمة " لعدم وطنية الشعب المصري و تخاذلهم عن نصرة مصر. ولم يختفي دور حزب "الزور" في هذا المشهد , بل قاموا بعمل حملة مكثفة للدعوة للنزول إلى اللجان , و استخدموا منابر المساجد لهذا الأمر , وبدأ برهامي بالتوسل للمواطنين بالذهاب إلى اللجان . و شهدت بعض اللجان وجود أطفال يدلون بأصواتهم فى صناديق الاقتراع , حيث تم الاستعانة بالأطفال لخلق ازدحام فى الساحة الانتخابية وقالت إحدى الناشطات أن القاضي أثناء الإدلاء بصوتها أخبرها: " تاخدى ورقتين يا أنسة " ،و قاموا بفرض غرامات على المواطنين الذين يمتنعون عن التصويت و التهديد بتحويلهم إلى النيابة العامة , و فى المقابل وعود بإعطاء رشاوى مالية لمن يذهب إلى التصويت . كما تم إصدار تصريحات في المصانع و الشركات الحكومية بتفتيش العاملين و طرد من يمتنع عن الانتخاب و أدى انهيار الانقلابيين و خوفهم من فشل هذه المسرحية إلى استخدام كافه أنواع الضغط على المواطنين للذهاب إلى الاقتراع و وصل الأمر إلى حد التهديد ، حيث قام رجال الأمن الوطني بتهديد العمد و رؤساء المدن بضرورة حشد المواطنين بسرعة و إلا سيعرضون أنفسهم إلى مشاكل , كما حدث فى بنى سويف حيث خرج العمدة بنفسه وهو يستقل سيارته منادياً على المواطنين في الميكروفون لحثهم على الانتخاب . و بالرغم من هذه "الوكسة الانتخابية" إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قامت بمد الانتخابات ليوم آخر ..! بحجة أن الجو اليوم كان شديد الحرارة وروجت اللجنة إلى أن هذا هو سبب امتناع الشعب عن الاشتراك فى هذه المسرحية , لهذا أرادت التغطية على الفضيحة بمدها يوم أخر . ولا يمكن تحليل مد الانتخابات ليوم أخر سوى أنهم سوف يستخدمون ورقتهم الأخيرة في إقناع الشعب بأن هناك الكثير من المؤيدين لهذه المسرحية الهزلية ويتوقع الكثير الدفع برجال الأمن المرتدين للزي المدني إلى المقرات الانتخابية لخلق زخم أمام اللجان ، و محاولة إثبات وجود شعبية كبيرة للسيسي ، ومع كل محاولات الانقلابيين لكسب أصوات المصريين , و استخدام هذه الأساليب الهزلية فى كسب عطف الشعب و محاولة أقناعة بالرقص على جثث الشهداء ، إلا أن الشعب المصري لن ينسى الدماء الطاهرة ولن يسلم إلى القاتل , و ما حدث من رد فعل على هذه المهزلة التاريخية يعتبر أكبر دليل على فشل الانقلاب و انه دخل في مرحلته الأخيرة و شارف على السقوط , و أثبت الشعب المصري قدرته على تحدى الظالم ، واستطاع بكل قوة إنجاح المقاطعة.