حذر عددًا من قادة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب من لجوء الانقلاب لتزوير نتائج مسرحية انتخابات الرئاسة الهزلية بعد المقاطعة الواسعة من الشعب المصري وخاصة الشباب الذين هم وقود الثورة، فقد كان الاقبال ضعيفًا للغاية، وهو ما أربك الانقلابيين وهز عروشهم. وأكدوا أن مسرحية انتخابات رئاسة الدم هي الأضعف منذ يناير 2011، وأقرب ما تكون إلى ما كان سائدًا أيام منظومة التسويد خلال عهد المخلوع "مبارك"، موجهين تحية وفاء لدماء الشهداء، والتي لن تذهب هدرًا، ومؤكدين أنهم على الدرب سائرون وللثورة منتصرون.
في البداية توجه الدكتور أحمد رامي، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، بالتحية لجموع الشعب المصري العظيم الذى أدرك هزلية ما أدعى البعض أنه انتخابات رئاسية، فقد كان الإقبال في هذه المسرحية هو الأضعف منذ 2012 وأقرب ما يكون إلى ما كان سائدًا أيام منظومة التسويد خلال عهد المخلوع "مبارك".
وأضاف: هذا اليوم نرسل تحية وفاء لدماء الشهداء، والتي لن تذهب هدرًا، نؤكد أننا على الدرب سائرون وللثورة منتصرون، موضحا أن إعطاء موظفى الدولة أجازة اليوم هو من قبيل عدم حياد الدولة فى العملية الانتخابية، خاصة وأن وقت التصويت يمتد لما بعد ساعات العمل، كما يؤكد مثل هذا التصرف على أن القائمين على أمر الانتخابات والانقلاب كلاهما يدس رأسه فى التراب كى لا يرى الحقيقة".
وحول اعتراف إعلام الانقلاب بأن هناك حشد ضعيف من الناخبين، قال:" بالقطع هذا أمر يخصم من رصيد ما يودون صناعته من شرعية على غير أساس ديمقراطى من هذه الانتخابات التى جاءت على خلفية انقلاب، إلا أنه بالإضافة إلى ذلك هو خطاب لجمهور من مؤيدى ما جرى يستحثونهم على الخروج اليوم".
و تابع:" من يقتل ويصادر كافة الحقوق والحريات ومن عصف ب 5 استحقاقات انتخابية نزيهة لا نستغرب منه أن يفعل أى شئ، وبالتالي فمن المتوقع أن يلجأ الانقلاب للتزوير والتلاعب في نتائج مسرحية الانتخابات، في ظل المقاطعة الواسعة من الشعب عامة والشباب خاصة، وأن المناشدات المحتلفة التي خرجت من الانقلابيين لاستجداء نزول الناخبين للجان الأقتراع أكبر دليل علي فشل انتخابات رئاسة الدم".
بدوره أضاف الدكتور عز الدين الكومي، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى المنتخب، أن مشهد الانتخابات كان يبدو لأول وهلة باهت، حيث الإقبال ضعيف للغاية، خاصة أنه كان هناك غياب كامل لأهم شريحة فى المجتمع وهى شريحة الشباب.
ولفت إلي أن هناك الكثير من الخروقات التى حدثت داخل اللجان، مثل تقبيل قاضى للمرشح السيسي، وتوجيه الناخبين داخل اللجان، وهذه شكاوى حملة صباحى، وتسويد البطاقات التي تم رصدها، والدعاية داخل اللجان، وهناك نقل للناخبين بالسيارات، وتوزيع مواد غذائية داخل اللجان.
وأوضح أن استمرار حمدين صباحي فى سباق الرئاسة ليس بإرادته، وقد تحدثت صحيفة الإندبندت عن ذلك، فقد قالت إن الإنتخابات التى تجرى فى مصر ليست حقيقية، وهى عبارة عن فجر كاذب ليس فيها إلا مرشح واحد وآخر سمح له بالاستمرار.
وشدّد "الكومي" علي أن الأوضاع أوضحت أن هناك تزوير، فالإقبال لا يزيد على 7%، لكن كان المطلوب من الناخبين هو صورهم وليس أصواتهم لتسويق ذلك الانقلاب خارجيًا– وقد حصلوا علي بعض هذه الصور الهزيلة بالأمس لكنهم لم يحصلوا عليها اليوم أو حتي في الغد-.
وذكر وكيل لجنة حقوق الإنسان أن موقف المجتمع الدولى بقبوله الرقابة على هذه المسرحية الهزلية هو اعتراف ضمنى بشرعية الإنقلاب، وهو فجر ديمقراطى كاذب - كما وصفته الإندبندت- متسائلا:"المجتمع الدولى الذى اعترف بانقلاب تايلاند ولم يعترف بأن ماجرى فى مصر هو انقلاب، والذى سكت على جرائم بشار الأسد ماذا تنتظر منه؟".
وأكد مصطفى البدري، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية وممثلها بالتحالف الوطني لدعم الشرعية في الخارج ومنسق التحالف في تركيا، أن الشباب الذين قدموا التضحيات منذ 25 يناير وإلى الآن غابوا تماما عن مشهد مسرحية الانتخابات، ﻷنهم يبحثون عن مستقبل أفضل لهم في ظل دولة الحرية والعدالة التي لن توجد تحت مظلة الحكم العسكري الغشوم، كما غاب السياسيون الذين يعلمون جيدًا أن السياسة لا وجود لها تحت مظلة الدبابة والمدفعية، وقد غاب أصحاب القيم والمبادئ الذين يأبون أن يكونوا في مشهد واحد وسط الرقص والقبلات والانحلال والخلاعة المنتشرة حول اللجان.
وحول ما إذا كان هناك تلاعب في الانتخابات، قال:" هو موجود بلا شك، حيث التوجيه الإعلامي المضلل الزاعم بأن الاستقرار مرهون بنجاح هذه المسرحية، موجود أيضا من خلال المال السياسي لإغراء الفقراء والمساكين، كما أن التلاعب موجود أيضا في الصناديق بسبب قلة أعداد المشاركين كما ظهر ذلك في أحد الفيديوهات المسربة، ومعروف عن هؤلاء أنهم يستعينون عند الحاجة بأصوات الموتى والمعتقلين والمغتربين".
وتابع:" أما القطاعات الكبيرة المقاطعة وخاصة الشباب، فإنهم مستمرون في ثورتهم، رافضون للخضوع وغير راضين بالذل والمهانة، رفعوا شعار (إما أن نحيا كراما، أو نموت شهداء).