أكدت النائبة جميلة الشنطي النائبة عن كتلة حماس البرلمانية ، على صمود المرأة الفلسطينية في وجه الحصار والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني ، مشددةً على أنها استطاعت أن تتكيف مع الواقع الأليم في غزة والضفة الغربية ، ونوهت أن صمود المرأة الفلسطينية تابعاً من انتسابها لعقيدتها الإسلامية ،التي أعطتها دافع الثبات والقوة .وأعربت عن أملها بأن تقدم الحكومة المصرية بفتح معبر رفح ،للتخفيف من معاناة الفلسطينيين المحاصرين في غزة . وفيما يتعلق بمواصلة اعتقال مصر لعدد من قادة كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس ،أكدت على أنه موقف غير مبرر خصوصاً أنها تدير مفاوضات بين حماس والاحتلال الصهيوني،لإتمام صفقة شاليط وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وقالت:"على من يتبنى ملف عليه أن تكون جعبته خالية بيضاء".ولفتت النائبة الشنطي أن دعوات عباس للحوار هي للاستهلاك الإعلامي فقط ، متهمةً الأجهزة الأمنية بالعمل على توفير أمن الاحتلال وتصفية المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية .وجاءت تصريحات النائبة الشنطي في حوار خاص لصحيفة الشعب (الجمعة 15/8) وهذا نصه.
* كيف استطاعت المرأة الفلسطينية أن تثبت قدرتها في الدفاع عن شعبها في ظل الحصار ؟ وهل نجحت في دعم المقاومة ضد الاحتلال ؟ .
أن المرأة الفلسطينية هي من تدربت ومارست وتكيفت ، لتواجه أي تقلبات للحياة والواقع المرير الذي نعيش فيه ،ولذلك أصبحت تتمتع بجهاز مناعة ،سياسي واقتصادي لمواجهة ظروف الحياة ، كما أن معرفتها بأعدائها اوجد عندها روح شديدة من المقاومة وهيأت نفسها للموت والاستشهاد في سبيل الله عز وجل وفي سبيل شعبها وثوابته وحقوقه ،ففقدت زوجها وابنها ،وأخيها ودمر بيتها.إن المرأة الفلسطينية لها جذور تاريخية جعلتها تعتز بتراثها التاريخي والإسلامي والحضاري ،وهذا أعطاها عزة وشموخ وجعلها صاحبة مرجعية قوية. إن طبيعة ارض فلسطين وشعور المرأة الفلسطينية بأنها تعيش على ارض رباط مقدسة جعلها ،تميل إلى دينها ومقدساتها.الحصار الاقتصادي على غزة لم يسبب لنا أي انهيار تام ،صحيح عندنا انهيارات كثيرة ولكنها لم تصل إلى درجة الانهيار المطلوب ،لتحطيم إرادتنا وكسر شوكتنا ،والفضل يرجع إلى المرأة الفلسطينية، التي بعلاقتها مع الرجل تجاوزت محطات الصراع كباقي المجتمعات الأخرى ،وأصبح الرجل والمرأة في خندق واحد للصراع .
*المرأة الفلسطينية كانت السباقة في الضغط على الجانب المصري من أجل فتح معبر رفح ،حل ستنشط في هذا الجانب مرة أخرى لفتح المعبر ؟
مشكلة معبر رفح ،مشكلة نعاني منها كثيراً ،وكنا في السابق نعاني منها لأن سلطات الاحتلال الصهيوني كانت تتحكم فيه ،وتغلقه متى تشاء وتفتحه متى تشاء ونقول هذا عدونا ولكن المشكلة التي نعاني منها الآن أن معبر رفح مغلق من أحبتنا في مصر مما ضاعف معاناتنا . تربطنا بمصر روابط قوية جداً ،وإننا نحب الشعب المصري حباً كبيراً ،ولكن نحن نستهجن استمرار مصر بإغلاق معبر رفح . نأمل أن تتكسر الحدود بيننا وبين مصر ،ولا نريد أن نسجل بيننا وبينهم أية مواقف وجرحنا ينزف ومتحملين هذا الجرح ،بل ونقول ليبقى ينزف حتى لو وصلنا إلى درجة الموت ، لأننا نفضل الموت على أن ندخل في عراك مع إخواننا المصريين ،ونحن نأبى على أنفسنا ذلك ،ونقول لإخواننا المصريين سنبقى ننزف حتى الموت وانتم تنظرون علينا ولن نعاديكم ونحن نحبكم وننتظر الخير أن يأتي منكم . في المرة السابقة دخلنا المعبر وكنا متأكدين ونحن داخلين إلى إخواننا وأهلنا، وحين قالوا لنا إننا سنغلقه انسحبنا. نحن ننتظر قرار عربي يأتي من مصر ،قرار عروبي إسلامي بان يعيدوا النظر بالمعبر ،وإننا لن ندخل ارض مصر إلا وهم يحتضنوننا لا أن يطلقوا علينا النار ويتصدوا لنا بالبنادق ،هذه رسالتنا لشعبنا المصري .
*مصر تتوسط بين الفلسطينيين والصهاينة لإتمام صفقة شاليط وهي لا تزال تعتقل عدد من قادة القسام في سجونها كيف تنظرين لذلك ؟
نحن غير قادرين على تفهم هذا الموقف من مصر ،حقيقةً موقف غير مبرر،أن مصر تحتجز إخواننا المجاهدين وخصوصاً أنها تدير مفاوضات بين حماس والاحتلال ،لإتمام صفقة شاليط وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين،وأقول على من يتبنى ملف عليه أن تكون جعبته خالية بيضاء وان يأخذ الملف بقوة فكيف سيثق الشعب الفلسطيني بأن مصر حازمة وإنها فعلاً جادة في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال ،ونحن اسارنا لا زالوا في سجونها ،ولا ندري أين هم موجودين ولا نسمع عنهم شيء وفي كل جلسة لقادة حماس الذين يزورون مصر يتلقوا وعود بإطلاق سراحهم لم تنفذ حتى الآن .ويقولوا لقادتنا حين تعودوا إلى غزة ستجدونهم أمامكم ،الأمر غير مبرر من قبل الشعب وهناك ضغط على الحكومة الفلسطينية وعلى حركة حماس لإطلاق المعتقلين في السجون المصرية ،ويتساءلون عن طبيعة المفاوضات التي تتم مع الأشقاء المصريين وأبناء حماس ما زالوا في السجون المصرية ،وهذا عامل إحراج للوفد المفاوض على ماذا يفاوض ،وعليه قبل أن يفاوض على إطلاق سراح قادة حماس الموجودين عندهم .
*هل تؤيدين سحب ملف شاليط من مصر وإعطائه لأي جهة أخرى ؟؟
هذا الملف له من يديره في حركة حماس ، وهم أدرى بذلك وأنا أريد أن أوصل رأي اسمعه في الشارع الفلسطيني ، عبر وسائل الإعلام للحكومة والشعب المصري ، أنه يوجد في الشارع الفلسطيني وخاصة صوت الأسرى الذي يسمعه الجميع عبر وسائل الإعلام والفعاليات الجماهيرية ، فالأسرى وعائلاتهم ينادون بالاهتمام بملفهم ويطالبون مصر بالجدية بالموضوع ، ويطالبون في حال عدم الجدية المصرية بتحويل الملف إلى طرف أوروبي آخر ، قوي للضغط على إسرائيل لإطلاق سراح الأسرى .واعتقد أن الحكومة الفلسطينية وحماس ، حريصتين على أن يكون الملف مع الجانب المصري وان يبقوا عليه .
*هناك حديث تتناقله وسائل الإعلام عن وجود بعض المشاكل والخلافات بين حماس ومصر هل هذا مؤشر لسوء العلاقات المستقبلية بينهما ؟
أقول أنه دائما المفاوضات يوجد فيها اختلاف في وجهات النظر ،وعندما تدير مصر المفاوضات بين حماس والكيان الصهيوني، مصر تنقل وجهات النظر ومن حق حماس أن ترفض وبالتالي مصر هنا تتوقف ،ومصر يفترض أنها طرف محايد بين الجانبين ،وبالتالي هناك وسائل إعلام في مصر لا تعمل لصالح الشعب الفلسطيني ونجدها منحازة للصالح الصهيوني لأن لها أجندة صهيونية وتريد أن تشعل النار في الصحف وتسعى لتضليل الشعب الفلسطيني .لكن الحقيقة هي غير ذلك ،وان من حق حماس أن ترفض العروض التي تأتي بها مصر من جانب الصهيوني ، لأن لها مطالب معينة من حقها أن تقف عندها وربما يتم الضغط علينا من هنا وهناك ،ولكن أؤكد على أن هناك أقلام مسمومة تريد أن تعكر الأجواء ،فتشن حملة على حماس وتشعل الرأي العام المصري وتصور حماس بأنها غير منضبطة وغير متعاونة ، وذلك بهدف خدمة أجندات غير وطنية .
*فيما يتعلق بدعوة مصر الفصائل الفلسطينية للحوار هل تشعرين أن مصر جادة في إنجاح الحوار والتعامل مع الفصائل دون تمييز؟
مصر كانت معنية بإدارة حوار موضوعي بين الفصائل وخصوصاً أن مصر دولة عربية وجدت بعض الملفات في فترة معينة انسحبت من يدها كاتفاق مكة وقطر ،واتفاقية المصالحة ،واعتقد أن الذي كان على ارض الواقع يدل على جدية مصر في هذا الاتجاه ،والتزام الفصائل حتى اللحظة رغم الخروقات البسيطة التي تستصغرها الفصائل ، مصر أخذت الجانب بجدية لأنها تدرك ذلك ، وإلا فإن آخر الملفات سيسحب من يديها وهذا سيضر في مصلحة مصر .
*على صعيد مواصلة أجهزة عباس عمليات الاختطاف بحق قادة حماس وعناصرها بالضفة الغربية هل هذا مؤشر على تعاونها مع الاحتلال لضرب المقاومة؟
الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنشأت لتكون حامية للمشروع الصهيوني ،وجاءت حامية للاحتلال وضد المقاومة هذه هي أجندة الأجهزة الأمنية وحتى حين كانت في غزة مشكلاتنا معهم كانت نابعة من هذا المنطلق الأمني الخادم للاحتلال ،فهي كانت تطارد المقاومة وتختطف سلاحها وتعتقل المقاومين فتخدم العدو وتنسق معه امنياً ،وتوجد دلائل كثيرة لدى الشعب الفلسطيني على ذلك، وأن الكثير من المجاهدين تم تصفيتهم وقصفهم عبر التنسيق الأمني بين الأجهزة الفلسطينية التابعة للرئيس محمود عباس والاحتلال الصهيوني. الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية تحمل نفس الأجندة ، بل زادت الآن خاصة بعد عملية الحسم العسكري الاضطراري ،التي قامت بها حماس لحماية المشروع الوطني من أذناب الاحتلال . رغم ذلك نطالب السلطة الوطنية وأبو مازن ومن حوله بأن يعودوا إلى رشدهم وشعبهم والى خندقهم وان تكون أجندتهم فلسطينية وطنية لأن التاريخ لن يرحمهم وسينتهوا لأنهم لا يملكون عنصر البقاء ، والهجمة الشرسة التي يتقاسموا فيها الأدوار مع الاحتلال في الضفة الغربية ، هذه الأدوار شعبنا واعي ومثقف ويعيها ، لذلك عليهم أن يغلقوا هذه الصفحة السوداء في تاريخهم ،ونحن لا زلنا ننادي بالحوار ونسعى إليه وفق أجندة وطنية فلسطينية على شروط الكل متفق عليها .
*من خلال متابعتك لدعوات الرئيس عباس للحوار هل شعرتي بأنها مبادرات جادة أم هي للاستهلاك الإعلامي فقط ؟
حتى هذه اللحظة حديث الرئيس محمود عباس عن الحوار لم يكن جاد وهو غير معني والحاجة الوحيدة الجاد بها عباس هي أن يرى غزة رجعت إلى الفلتان والطريقة التي كانت عليها ،فهو يحمل أجندة فتح ولا يحمل أجندة الشعب الفلسطيني ،ولطالما يحمل هذه الأجندة الحزبية لن تكون له رؤية شاملة .
*كيف تقيمين موقف المؤسسات الحقوقية العربية والدولية في دعمها لقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ؟
هي مؤسسات مقصرة بشكل كبير وواضح ،وخاصة في الدفاع عن قضايا الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ، وهذا التقصير يشعر به الأسرى وتعبر عنه رسائلهم ،لأنهم يتابعون كل صغيرة وكبيرة ،محلية وإقليمية وعربية ،ويتابعون المؤتمرات والتصريحات وكل برامج حقوق الانسان . فقضية الأسرى الفلسطينيين لو تم متابعتها في الصحف وكافة وسائل الإعلام ، لم نجد إلا القليل من المتابعات لهذا الملف في حين نجد اسم الجندي الصهيوني المختطف جلعاد شاليط يتصدر كل المواقع والمرافق التي تطالب بإطلاق سراحه ،ولذلك هناك ظلم كبير واقع على الأسرى الفلسطينيين الذين وصل عددهم إلى أكثر من 11 ألف أسير وهذه فاجعة كبرى ،أن 45 وزيراً ونائباً اعتقلوا في سابقة خطيرة لم تحدث في العالم .وكان واجب على المحكمة الدولية أن تبادر بالدفاع عنهم وتطالب الاحتلال بوقف المجزرة البرلمانية بحقهم ،ولكن موازين العالم كلها تتعامل بمعيار خاص بالكيان الصهيوني ومعيار آخر خاص بالدول العربية ، نتيجة ضعفها وسيرها في الفلك الأمريكي والإسرائيلي.
*هل الإعلام العربي بقوم بدوره في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها أم ما زال في تجاه والقضية الفلسطينية في اتجاه آخر؟
الإعلام يمكن أن يصنف لثلاثة أصناف ،إعلام موسمي يكون في ظل وجود مأساة ومصيبة تحل بالشعب الفلسطيني ،فيجعل الشعوب تتفاعل وتتعاطى معها ،مما يجبر الإعلام العربي على التعاطي بخجل مع الحادثة، ليرضي الشعوب ، وبذلك تكون الهبة موسمية ، وسرعان ما يعود لسياسة الطبل والرقص مرة أخرى. أما الإعلام الآخر هو إعلام يحمل الهم الفلسطيني ، ويكون على قدر حمل الهم العربي والإسلامي والقنوات الوطنية والإسلامية نشغل مساحة كبيرة منها ،وتوجد بعض القنوات الفضائية الدولية ، ولنا مساحة فيها وهذا التقسيم الإعلامي الذي تحوز عليه القضية الفلسطينية .ولكن بصراحة الإعلام العربي الآن يمتلك ما يقارب 50% من وسائل الإعلام العالمي ،ولكن السؤال يطرح نفسه عن نسبة تغطية هذه القوة الإعلامية العربية للقضية الفلسطينية ، مما يكشف مدى القصور الكبير للإعلام العربي يومياً على مائدة هذه القنوات .
*هل تعتقدين أن التهدئة ستتواصل وستتجدد بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال ؟
المشكلة الفلسطينية ما انتهت حتى نقول أن التهدئة ستستمر، ونحن نعرف عدونا جيداً لأنه عودنا على المكر والخداع ونقض العهود ، وفي أي وقت يجد فيه الاحتلال مصلحة للتنصل من التهدئة سيفعل ، وهذا لا يعطيه أي معنى ،لان الهدنة قامت على مصالح إقليمية وفي الوقت الذي تنتهي فيه مصلحة أي طرف ستنتهي الهدنة لأنها هدنة هشة .
*كيف ترين نجاح حماس في الدمج بين المقاومة والسياسة وقدرتها في تبني هموم الشعب الفلسطيني؟
هذا الأمر يترك للآخرين أن يقيموا هذا الوضع لكن أنا أريد أن أتكلم في جانب المقاومة ، لأننا وجدنا من أجل المقاومة لنحافظ على مشروع المقاومة ، الذي هذا أتاح الله سبحانه وتعالى من خلاله ، أن يمسك في زمام السياسة ، ليوظفها لمشروع المقاومة مما يدعم المقاومة ويعززها في الشارع الفلسطيني ، وهذا تأكيداً على أن وجودنا في السلطة حمى مشروع المقاومة ، ومن يقول أن حماس ضعفت حين تمسكت بالسياسية ، هذا اتهام باطل ، لأن جيش القسام لا زال يتصدر المقاومة في ميدان الجهاد ، ويطور من وسائله القتالية ، وما عملية اسر شاليط إلا خير دليل على ذلك . حماس مشروع مقاومة وأثبتت نفسها وان هناك حكومة في غزة تدار في شفافية واستطاعت بدخل بسيط أن تدير بالنزاهة والأمانة قطاع غزة وان الحالة الأمنية السائدة التي يحاول البعض تفجيرها ، ليظهر قطاع غزة في أمر غير لائق .أقول إن حماس استطاعت أن تقود السفينة بكل جدارة بين أمواج البحر الهائجة .