لجدّي في حيفا أرض كلها زيتون، أوصاه والده قبل موته أن يتعهدها بالزراعة، بعد 66 عاما من النكبة مات جدي من حسرته". هذه التغريدة وآلاف مثلها احتلت مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" و"تويتر" عبر هاشتاج #Nakba_66 لإحياء الذكرى ال"66" للنكبة. وبدأ نشطاء فلسطينيون اليوم، في إطلاق حملة إلكترونية، للتعريف بمعاناة اللاجئين، وأحلامهم في حق العودة إلى قراهم ومدنهم التي هُجروا منها عام 1948. وأطلق مركز العودة الفلسطيني، بالتعاون مع مؤسسات ومنظمات أوروبية وفلسطينية، حملة إلكترونية لإحياء الذكرى ال"66" للنكبة. وقال المركز في بيان اليوم، إن يوم 15 من مايو والذي يصادف ذكرى النكبة، سيكون ذروة الحملة الإلكترونية عبر هاشتاج #Nakba_66، بأكثر من 10 لغات عالمية. وسيتزامن مع انطلاق الحملة، إصدار تقارير ومقالات ومنشورات، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضح المركز أن إحياء ذكرى النكبة إلكترونيا، سيؤدي إلى زيادة الوعي وتسليط الضوء على تصميم وثبات اللاجئين الفلسطينيين على حقهم في العودة إلى وطنهم وقراهم. ويحيي الفلسطينيون ذكرى "النكبة" في 15 من مايو كل عام (وهي توافق ذكرى قيام دولة إسرائيل)، بوقفات احتجاجية ومسيرات وندوات تأكيداً منهم على التمسك بحق العودة، وارتباطهم بأرضهم التي رحل عنها آباؤهم وأجدادهم عام 1948. وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أطلق نشطاء فلسطينيون حملات تعريفية بقضية اللاجئين، ومعاناتهم. وانتشرت الأيقونات والصور الخاصة بمفاتيح العودة، وأسماء القرى، وصور لعشرات المسنين المتشبثين بأرضهم والحاملين لمفاتيح عمرها أكثر من ستة عقود. وتحت شعار :"هذه قريتي المدمرة وإليها سنعود"، نشر المئات من متصفحي فيسبوك برقيات تتحدث عن بلداتهم الأصلية وبما تشتهر. وقام فلسطينيون بإنشاء العديد من الصفحات الإلكترونية التي تنشر المعلومات والأخبار الخاصة بالتعريف بقضيتهم. ويعاني اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات الشتات ظروفاً اجتماعية واقتصادية صعبة وقاسية، ويعيشون في مساكن ضيقة ومتلاصقة. ويقوم الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمخاطبة الغرب، والحديث عن قضية اللاجئين بأكثر من لغة عالمية لكسب تعاطف الرأي العام العالمي ويرى المدون الفلسطيني والناشط الإعلامي "خالد صافي" أنّ هذا الحراك على صفحات التواصل الاجتماعي من شأنه أن ينعش الاهتمام بالقضية الفلسطينية والتعريف بملفاتها، وفي مقدمتها معاناة اللاجئين، وأوضاعهم التي تزداد قسوة يوما بعد آخر. وقال صافي، في حديث لوكالة الأناضول إنّ مواقع التواصل الاجتماعي تحولت في ذكرى النكبة إلى مدن وقرى ناطقة بأهلها وأحلامها. وتابع:" مفتاح العودة، وشجر الزيتون والبرتقال، وأسماء المدن، ووصايا الأجداد كلها كانت حاضرة اليوم". وشدد "صافي" على ضرورة توحيد هذه الجهود الإلكترونية ضمن خطة تؤسس لتضامن إستراتيجي يأخذ بالصوت الفلسطيني إلى كل مكان. ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في 58 مخيما تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.