أحيا الفلسطينيون ذكرى النكبة الرابعة والستين بمسيرات جماهيرية حاشدة جابت المدن والقرى الفلسطينية، الفعالية الرئيسية في الضفة الغربية بدأت بتجمع الآلاف عند مقر الرئاسة الفلسطينية حيث ألقى الرئيس عباس خطابًا أكد فيه على حق العودة والثوابت الفلسطينية.
حشود غفيرة حملت الأعلام الفلسطينية وأسماء القرى والمدن التي هجر منها الشعب الفلسطيني قبل 64 عامًا، في مظهر يؤكد على التمسك بحق العودة مهما طال الزمن، وأطفال حملوا مفاتيح منازل أجدادهم كي يقولوا للعالم ذهب البيت ولكن الأرض بانتظار أصحابها.
وشهد قطاع غزة فعاليات سياسية وثقافية وفنية في الذكرى الرابعة والستين للنكبة، في تعبير عن تمسك الفلسطينيين بأرضهم وحلمهم بإقامة الدولة، وذلك بالتزامن مع انتصار الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية. حسبما ورد في تقرير أذاعته قناة "روسيا اليوم" الفضائية.
الذكرى 64 "للنكبة" -وهو الاسم الذي يطلقه العرب على قيام إسرائيل- وحمل الفلسطينيون خلال المسيرات التي شارك فيها قادة الفصائل والتنظيمات الأعلام الفلسطينية، ورددوا الهتافات الوطنية.
وقالت مصادر طبية فلسطينية، إن العشرات من الشبان الذين رشقوا جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة عند نقاط الاحتكاك أصيبوا بالرصاص المطاطي، وحالات اختناق نتيجة الغار المسيل للدموع.
وأُلقيت العديد من الكلمات في المهرجان المركزي في رام الله، حيث مقر السلطة الفلسطينية التي أكدت على التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم، فيما أصبح يعرف بعد عام 1948 بإسرائيل.
وامتزج إحياء الذكرى السنوية لهذا العام بما يصفه الفلسطينيون بالنصر الذي حققه الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية مساء أمس الأول الاثنين، بعد إضراب استمر شهرًا، إضافة إلى اثنين دخلا شهرهما الثالث. وحقق الأسرى خلال الإضراب جملة من مطالبهم عبر اتفاق برعاية مصرية.
وقال سلام فياض- رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال مشاركته في مسيرة جابت شوارع رام الله للصحفيين "حق العودة من الحقوق المقدسة لا يمكن التنازل عنه".
واقتبس فياض مما قاله شاعر الثورة الفلسطينية الراحل محمود درويش في الذكرى 53 للنكبة "إن أيدينا الجريحة ما زالت قادرة على حمل غصن الزيتون اليابس من بين أنقاض الأشجار التي يغتالها الاحتلال".
وأضاف قائلاً "إذا بلغ الإسرائيليون سن الرشد واعترفوا بحقوقنا الوطنية المشروعة كما عرفتها قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها حق العودة والانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، إذ لا سلام مع الاحتلال ولا سلام بين سادة وعبيد".
ولوح عدد من المشاركين في المسيرات التي أقيمت تحت شعار "حق العودة إرادة شعب" بمفاتيح منازلهم القديمة في حيفا ويافا وعكا وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية التي لا زالوا يحلمون بالعودة إليها.
وقال الرئيس الفلسطيني- محمود عباس، في كلمته على التلفزيون الرسمي "أُخاطبكم اليوم بمناسبة ذكرى كانت البداية لمأساتنا المتواصلة منذ أربعة وستين عاماً، واليوم يتوحد شعبنا بكل أطيافه لإحياء ذكرى النكبة التي شردت شعبنا ولا زال يعاني من آثارها كل مواطن ومواطنة فلسطينية، سواء تحت الاحتلال أو في مخيمات اللجوء والشتات".
وأضاف قائلاً "نكبة شعبنا عام 1948 لا مثيل لها في التاريخ الحديث للشعوب والأمم.. فتحت مقولة (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) اقتُلِعنا من مدننا وقرانا، وشُطِب اسم فلسطين عن الخارطة، وأضحى اسم الفلسطيني مرادفاً لكلمة لاجئ".
واتهم عباس في كلمته، المجتمع الدولي بازدواجية المعايير وقال "وتم التعامل مع قرارات الأممالمتحدة بانتقائية، فما كان في صالحنا نسبياً تم تجاهُلُه وما كان في صالح إسرائيل تم تثبيته، فقرار التقسيم تم نسيانه من قبل الأممالمتحدة، وشروط قبول إسرائيل عضواً في الجمعية العامة والتي نصت على الالتزام بالتقسيم وعلى عودة اللاجئين لم يلتفت إليها أحد".
وقال عباس وهو لاجئ من مدينة صفد عاش تجربة اللجوء والتنقل من بلد إلى آخر، "يتذكر جيلُنا جيلُ النكبة السنوات الأولى التي أعقبت عام 1948 ومعاناة من بقوا على أرض وطنهم، أو أصبحوا لاجئين في وطنهم أو لاجئين خارج وطنهم فكلهم في المعاناة سواء، الأخ يبحث عن أخيه والأم عن اِبنها، ويكافحون من أجل البقاء ولقمة العيش، ولكنهم لم ينسوا فلسطين ولا حقهم في فلسطين فالوطن في قلوبهم ووجدانهم".
ويقبل عباس الذي يعتبر المفاوضات خياره الأول لتحقيق السلام مع إسرائيل، بالتوصل إلى حل متفق عليه مع إسرائيل حسب القرار 194 الصادر عن الأممالمتحدة.
وأوضح عباس أن النضال الفلسطيني متواصل "وإن بأشكال مختلفة لتحقيق ثوابتنا الوطنية في إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا المستقلة على حدود الرابع من يونيو العام 1967 كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وحق لاجئينا في العودة إلى وطنهم حسب قرار الأممالمتحدة رقم 194 وبموجب المبادرة العربية للسلام".
وحذر عباس في خطابه، من اتساع الحديث هذه الأيام عن البديل لحل الدولتين، وهو "دولة ثنائية القومية" الأمر الذي قال إنه يرفضه.