اليوم.. فتح باب تقليل الاغتراب لطلاب الثانوية العامة    الوادي الجديد تختتم أنشطة المبادرة الوطنية لتمكين الفتيات "دوّي"    قرار جمهوري بإنشاء حساب المشروعات ب10 ملايين يورو مع البنك الأوروبي.. تفاصيل    ارتفاع الجمبري.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم    ارتفاع الأسمنت.. أسعار مواد البناء اليوم بالأسواق (موقع رسمي)    "بالم هيلز" تستهدف إطلاق مشروعها الجديد في أبو ظبي بمبيعات متوقعة 300 مليار جنيه    إجراء 3 قرعات علنية للتسكين بأراضي توفيق الأوضاع بالعبور الجديدة.. الإثنين المقبل    بالفيديو.. "الغرف التجارية" تكشف خطة الحكومة لتخفيض الأسعار    قانون الإيجار القديم 2025.. إخلاء الوحدات بالتراضى أصبح ممكنًا بشروط    رئيس هيئة الدواء المصرية يبحث مع سفير ناميبيا لدى مصر تعزيز التعاون فى قطاع الدواء    "عربية النواب" تدين تصريحات نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" وتثمن الموقف المصري    100 منظمة دولية: إسرائيل رفضت طلباتنا لإدخال المساعدات إلى غزة    زوجة "بيليه فلسطين" توجه نداءً عاجلاً إلى محمد صلاح    اليونان تشهد تحسنا طفيفا في حرائق الغابات.. وحريق خيوس لا يزال الخطر الأكبر    الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء نحو 4 آلاف وحدة استعمارية في سلفيت والقدس    الموعد والقناة الناقلة لمباراة مصر وإسبانيا في بطولة العالم لكرة اليد للشباب    ريبيرو يستقر على بديل ياسر إبراهيم أمام فاركو    خوان جارسيا: لم أتردد لحظة في التوقيع لبرشلونة    موعد مباراة منتخب مصر وإثيوبيا فى تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال 26    فراعنة اليد في مواجهة نارية أمام إسبانيا بربع نهائي مونديال للشباب    إغلاق حركة الملاحة النهرية بأسوان وأبو سمبل بسبب تقلبات الطقس    "بعد فيديو ال 3 سيارات".. التحقيق مع المتهمين بمطاردة فتاتين بطريق الواحات    خلافات أسرية بين زوجين وسلاح مرخّص.. "الداخلية" تكشف حقيقة فيديو الاعتداء على سيدة بالإسكندرية    اليوم.. جنايات القاهرة تنظر محاكمة عاطلين لحيازتهما الآيس بالوايلي    انطلاق امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة السبت المقبل    النيابة تحقق فى مطاردة 3 طلاب سيارة فتيات بطريق الواحات    فيديو.. أحمد سلامة ينتقد تصريحات بدرية طلبة الأخيرة: النقابة بتعرف تاخد أوي حق الممثل والعضو    غدا.. المركز القومي للسينما يعرض أربعة أفلام في احتفاله بوفاء النيل    تطورات الحالة الصحية ل«أنغام»    غدًا .. انطلاق أولى فعاليات مهرجان القلعة فى دورته الجديدة    بعد تعرضها لحادث سير.. ليلى علوي تتصدر تريند "جوجل"    خالد الجندي: حببوا الشباب في صلاة الجمعة وهذه الآية رسالة لكل شيخ وداعية    تقرير دولي يشيد بخطوات مصر في صناعة الدواء.. والصحة تعلّق    تبلغ ذروتها اليوم.. 8 نصائح مهمة من الصحة لتفادي مضاعفات الموجة الحارة    «100 يوم صحة» تُقدم 45 مليونًا و470 ألف خدمة طبية مجانية في 29 يومًا    بسبب أمم أفريقيا.. الأهلي السعودي يسعى للتعاقد مع حارس مرمى جديد    إعلام عبري: الجدول الزمني بشأن خطة العمليات في غزة لا يلبي توقعات نتنياهو    بالأسماء.. حركة محلية جديدة تتضمن 12 قيادة في 10 محافظات    مواعيد مباريات الخميس 14 أغسطس 2025.. 4 مواجهات بالدوري ومنتخب السلة واليد    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 14 أغسطس 2025    أدعية مستجابة للأحبة وقت الفجر    التايمز: بريطانيا تتخلى عن فكرة نشر قوات عسكرية فى أوكرانيا    شقيقة زعيم كوريا الشمالية تنفي إزالة مكبرات الصوت على الحدود وتنتقد آمال سيول باستئناف الحوار    ياسين السقا يروي كواليس لقائه الأول مع محمد صلاح وأول تواصل بينهم    طريقة عمل مكرونة بالبشاميل، لسفرة غداء مميزة    ناهد السباعي عن انتهاء تصوير «السادة الأفاضل»: زعلانة    في ميزان حسنات الدكتور علي المصيلحي    الأحزاب السياسية تواصل استعداداتها لانتخابات «النواب» خلال أسابيع    الصين تفتتح أول مستشفى بالذكاء الاصطناعي.. هل سينتهي دور الأطباء؟ (جمال شعبان يجيب)    أصيب بغيبوبة سكر.. وفاة شخص أثناء رقصه داخل حفل زفاف عروسين في قنا    كمال درويش: لست الرئيس الأفضل في تاريخ الزمالك.. وكنت أول متخصص يقود النادي    تحذير بسبب إهمال صحتك.. حظ برج الدلو اليوم 14 أغسطس    المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة يحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار "صوت الإنسانية"    البحيرة: ضبط المتهمين بقتل شخصين أخذا بالثأر في الدلنجات    الجامعة البريطانية في مصر تستقبل الملحق الثقافي والأكاديمي بالسفارة الليبية لتعزيز التعاون المشترك    تداول طلب منسوب ل برلمانية بقنا بترخيص ملهى ليلي.. والنائبة تنفي    خالد الجندي يوضح أنواع الغيب    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجدى حسين يكتب : السيسى يخوض فى بحر من الجهالة .. وعصابة الاعلام تحولت من أسد هصور إلى فأر مذعور
نشر في الشعب يوم 09 - 05 - 2014


* مالا تعرفه عن حموده ورشوان والغيطانى
* كيف اشترى صدام حسين الاعلام العربى بثمن طائرة واحدة ؟!
مجدى أحمد حسين
[email protected]
نواصل حملتنا على عصابة الاعلام ونربطها بتطور الأحداث ، فكما ذكرت لقد بدأت حملة تحطيم عظام لم أقم بها من قبل على معبد الشيطان ( الاعلام ) ، ولأعوض تقصيرى فى هذا المجال ، لأن الاعلام هو الذى خرب مصر على مدار 40 سنة ، نشر الأضاليل والإفك والأكاذيب وزيف الوعى ووضع أولويات مصطنعة ، وخدم الأعداء وفكرهم ، وهو السلاح الماضى لتركيع الشعوب بدون إراقة نقطة دم واحدة . وينقل عن صدام حسين فى عهد إزدهار حكمه أنه اكتشف أنه يمكن أن يشترى الاعلام العربى وبعض الأجنبى بثمن طائرة حربية واحدة !! وبالتالى ففى إطار الانفاق العسكرى المريع خلال الحرب العراقية الايرانية ، فهى صفقة رابحة جدا . وبالفعل كانت هناك عشرات المجلات والصحف الملونة تطبع وتوزع فى أوروبا والوطن العربى تمجد فى زعامته وحمايته للبوابة الشرقية للأمة العربية . وكانت كل الصحف المصرية ( عدا جريدة الشعب ) ترسل مراسليها كل يوم إلى بغداد وتعود لتكتب الرسائل المطولة والمصورة عن قادسية صدام ضد الأعداءالمجوس . وكان رأى حزب العمل ضرورة وقف هذه الحرب بأى ثمن وعدم الانشغال بتأييد طرف ضد طرف ، رغم تعاطفنا مع الثورة الايرانية التى أخرجت إيران من دائرة النفوذ الصهيونى الأمريكى . ولتصوير حجم الوباء الاعلامى المناصر للعراق بالحق والباطل أروى هذه القصة . كنا نطبع الشعب فى دار الأخبار ، وكنت فى زيارة لمكتب الأستاذ جمال الغيطانى لتجاذب أطراف الحديث ، ثم دخل علينا الملحق الصحفى العراقى ، فهممت بالإنصراف لمتابعة عملى فى الغرفة المخصصة ل" الشعب " ، فقال لى الأستاذ الغيطانى : انتظر قليلا . ثم وجه حديثه للدبلوماسى العراقى قائلا ( لابد من ترتيب زيارة لمجدى لبغداد .. غير معقول كل الصحفيين سافروا لبغداد فكيف لايذهب هو) . فأكد الملحق العراقى : طبعا .. أكيد ..قريبا !! وانصرفت راجيا عدم إرساله أى دعوة لأننى كنت سأرفض تلبيتها بالتأكيد .وبالفعل لم تصلنى أى دعوة . ولكن عندما لم يعد يملك العراق ثمن طائرة حربية للانفاق على الاعلام ( يصل سعر الطائرة إلى مئات الملايين من الدولارات ) ، وعندما أصبح مظلوما لا ظالما ، وعندما أصبح معتدى عليه من أمريكا ، وعندما أصبحت السلطات المصرية غاضبة على صدام ، لم يجد العراق سوى جريدة الشعب تنافح عنه بقوة وصلابة إلى حد تحويل الأستاذ عادل حسين رئيس التحرير وأمين عام الحزب إلى محاكمة عسكرية !! وفى تلك الفترة كنا نسافر إلى بغداد جوا ثم برا على حسابنا الخاص . ونتعرض للموت . فتعرضت سيارة الأستاذ ابراهيم شكرى زعيم الحزب إلى قصف طائرة أمريكية خلال حرب 2003 وكان فى الطريق البرى القادم من الأردن للعراق . وتعرض وفد آخر لحزب العمل لقصف صاروخى مباشر على فندق الرشيد . وكنت قد اعتقلت عام 1991 لتظاهرى ضد العدوان الأمريكى على العراق وكان أسوأ سجن تعرضت له فى حياتى .
كنت أتحدث عن السيطرة على الإعلام عبر الحدود ، من خلال ثمن طائرة حربية واحدة ، ومن خلال موافقة السلطات المحلية ( المصرية فى هذه الحالة ). وكيف يؤدى هذا إلى صياغة الرأى العام فى اتجاه محدد مرسوم فنظام مبارك كان يمد نظام صدام بالسلاح والخبراء والجنود بالاتفاق مع أمريكا.
وفى حالتنا الراهنة فإن عسكر الانقلاب يدركون أهمية الإعلام ، فهم خبراء سياسيون فى كل ماهو شرير ، وقد ظهر هذا فى تسريب السيسى القديم الذى قال فيه إن المؤسسة العسكرية تسعى لإختراق والسيطرة على الاعلام المصرى وأن نجاحات قد تحققت فى هذا الطريق وهناك المزيد ! وفى حديثه الأخير مع الاعلاميين ورؤساء التحرير قال الحقيقة كاملة : لا حرية ولا ديموقراطية – نريد نغمة واحدة . وبالفعل تمت السيطرة التامة ، كانت هناك صحيفة الشعب الورقية وأوقفت بالبلطجة . لم يبق إلا الفضاء الالكترونى وهو لايسلم من هجمات قراصنة الأجهزة الأمنية . ولنا زميل تحت التمرين هو فى الواقع طالب بالاعلام ( محمد على ) محكوم عليه ب 3 سنوات بتهمة التصوير وممارسة الصحافة ، ويتعرض المصورون بموقع الشعب لتوقيفات وقضايا عدة . كان السيسى يتحدث بهذا الغثاء وعلى يمينه الكاتب الفذ عادل حمودة الذى كان ينصت له بمنتهى الجدية والتجاوب المصاحب بهز الرأس علامة الموافقة والتأييد ، بينما جلس على يساره ضياء نقيب الصحفيين الأشوس لايحير جوابا ولا ينبس ببنت شفة . وضياء رشوان من القوى العاملة المنظمة بجهاز المخابرات العامة ، وهو لايخفى ذلك ويمكن الرجوع لمقالاته بصحيفة الشروق فى آواخر عهد مبارك عندما كان الخلاف مستعرا بين المؤسسة العسكرية ومشروع التوريث لجمال مبارك . كان ضياء فى سلسلة مقالات يقارن بين جمال مبارك والمؤسسة العسكرية ، ويؤكد أن حكم المؤسسة العسكرية أفضل لأنها النواة الصلبة للدولة ، وهى الأكثر انضباطا والأقل فسادا والأكثر وطنية ، وكان تعبير النواة الصلبة الذى يردده رشوان وغيره من عناصر المخابرات العامة فى الاعلام والسياسة يشير بشكل خاص إلى المخابرات العامة . والآن تحقق ماتريده ياأستاذ رشوان .. وياسناوى ( وكان يكرر كثيرا حكاية النواة الصلبة ) وأصبح حكم العسكر كاملا متكاملا دون أى شريك حقيقى ، فرأينا الفساد فى ذروته ، والفوضى إلى عنان السماء ، والعمالة للأجنبى ، والفقر يترعرع ، والاقتصاد ينهار أكثر، أما الديموقراطية ( وحرية الصحافة من بينها ) فقد باتت رسميا شهيدة وفى مشرحة زينهم تبحث عن شهادة وفاة ولكن الأمن يرفض أن يعطينا شهادة وفاة بالرصاص الحى ، يصر على إعطائنا شهادة بأن الفقيدة الديمقراطية وابنتها ( وهى حبلى بها وماتت معها ) فقدتا الحياة بسبب إنخفاض حاد مفاجىء فى الدورة الدموية ، وهو السبب المعتاد الذى يكتب عندما يموت مواطن تحت التعذيب أو بالرصاص فى المظاهرات . وإن كان يجوز للسناوى أن يصمت ويعود لأصوله الناصرية التى لاتعرف شيئا عن حرية الصحافة ، ويعود عبد الحليم قنديل إليها أيضا فيقول للسيسى ( سيادتك تقصد إعلاما تعبويا )!! لا ياعبد الحليم قائدك وملهمك الذى انتحرت على أعتابه ( لايعرف يعنى إيه تعبوى ) هو يقصد ياعبد الحليم أن تخرس الألسنة ، وأنت قد بعت لسانك ، وياليتك مت قبل ذلك وكنت نسيا منسيا !
نقول إن جاز للناصريين أن يتفلتوا الآن من حرية الصحافة والديموقراطية فلا يجوز ذلك لنقيب الصحفيين رغم أنه ناصرى ( رغم أن الناصرية لم تعد تشير إلى أى شىء محدد الآن ) لايجوز لنقيب الصحفيين أن يسمع قرار إعدام حرية الصحافة وهويعتصم بصمت القبور . مع الأسف هناك كثيرون لايدركون أن الموت قاهرا أفضل كثيرا من الحياة مقهورا ! ولكن ضياء رشوان يتعامل بروح موظف المخابرات العامة ، فقد كتب كثيرا بصراحة لصالح عمر سليمان أثناء ثورة يناير 2011 ، وحاول أن يخلق حالة جماهيرية فى التحرير قبل سقوط مبارك لصالح عمر سليمان كبديل له . وأذكر أن مجموعة من الناس جاءتنى وأنا واقف فى الميدان يطلبون منى أن آتى لأتصدى له ، وقلت لهم ألستم على وعى برفض هذا ، قالوا : نعم ، قلت إذن اذهبوا أنتم وواجهوه وامنعوه من مواصلة هذا التخريب ، وهذا أفضل من تحول الموضوع إلى نزاع ثنائى بينى وبينه ، ووافقوا ويبدو أنهم نجحوا وحاصروه . ونجاح رشوان كنقيب للصحفيين أكبر دليل مادى على ما ذكرته مرارا من سيطرة المخابرات العامة وباقى الأجهزة على نقابة الصحفيين ، بما فى ذلك تخريب الجدول وتحديد من يدخل ومن لايدخل جدول النقابة .
ابراهيم عيسى جلس أمام السيسى مزبهلا ، خفيض الصوت ، يتحسس رقبته ، والسيسى يعرف عوراته ، ويعرف إنه إذا هدده فسيخرس حتى آخر اللقاء وقد كان . فأين الصولات والجولات والصوت العالى وشد الحملات يا عيسى يازعيم .. حقا إن المنافقين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا . أما لميس الحديدى فتحولت من ولية شلق إلى بنت مهذبة فى 3 إعدادى بتسأل عمه عن كذا وكذا . إذن للسيسى إيجابيات فقد استمعنا لأول مرة من نفس الأشخاص حديثا مهذبا خفيض الصوت ، يعلم حدود الاعلامى ويحترم نفسه وحدوده . والمفروض أنه يفعل ذلك لأن هذه هى المهنية الاعلامية الصائبة وليس لأنه خائف . وهذه هى سمة الانسان الوضيع المنافق ، يتجبر على من يتصور أنه أضعف منه ولا يستطيع أن يؤذيه ، ويتطئطىء الرأس لمن هو أقوى منه وأعلى ، وهذه أخلاق المستأجرين ولا أقول العبيد ، لأن لبعض العبيد أخلاقا أعلى من بعض الأحرار! والمستأجر للعمل اليدوى إنسان شريف أما من يستأجر لسانه وقلمه فهو أحط خلق الله . وبنص القرآن ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه ) العنكبوت 68
كيف تحولوا فى لحظة من أسد هصور إلى فأر مذعور ..إن الذى يحترمهم بعد ذلك أو يستمع لهم هو الضال مع سبق الإصرار والترصد .
ولايمكن أن يمر هذا المشهد لعادل حمودة وهو يطئطىء الرأس ويستعذب الكلام الفارغ الذى يقوله السيسى ويهرع إلى الورقة والقلم حتى لايفوته تسجيل الجواهر التى تخرج من فيه ، ولم لا فقد نشر فى صحيفته المروعة الفجر بالمانشيت العريض أن السيسى ألتقى بالله مرتين ، وإن لم يحدد أين ؟ فى مقر المخابرات الحربية أم فى مطار ألماظة الذى كان مختبئا به ؟ . ولعل اختفاءه كان للتحنث قبل أن يعلن نبوته . مع ملاحظة أن عادل حمودة حتى وقت قريب كان يجاهر بإلحاده ولا يؤمن بحكاية الله والأنبياء مثلنا نحن السذج والمتخلفين عقليا . وقد قرأت له مقالا احتفاليا عاطفيا طويلا فى روزاليوسف يوم ولادة النعجة دوللى ، حيث قال إنه حدث جلل يؤكد أن الخلق من قوانين الطبيعة وأن أسطورة الاله الذى خلق المخلوقات قد انتهت . وقد عمل عادل حمودة معنا فى جريدة الشعب لفترة قصيرة ولا أقول جديدا عندما اعترف بكفاءاته المهنية ، وهو زميل الكلية وإن سبقنى بعام ، ولكننى قلت للأستاذ عادل حسين وكان هو رئيس التحرير : لا أعتقد أن عادل حمودة سيعمر معنا كثيرا . وكان يتولى قسم التحقيقات . وأذكر له أربعة مواقف :
الأول : دخلت مرة على الأستاذ عادل حسين فى مكتبه فوجدت هذا الحوار العجيب ، وجدت عادل حمودة يعترض على صحفى قدم له فكرة تحقيق عن الإثارة الجنسية التى تحدث فى بعض مشاهد السينما ، وهل تتحول إلى إثارة حقيقية ؟ وقال : هذا كلام فراغ ! فتدخلت فى الحوار وقلت لحمودة : الحقيقة أنا لم أفكر يوما أن يكون هذا موضوع تحقيق صحفى ، ولكن أعتقد أنها فكرة مشوقة وجدية وتستحق التحقيق. وهنا انفجر الأستاذ عادل حسين فى الضحك ، وتغير موضوع الحديث .
بعد 22 سنة فى عام 2009 تذكرت هذا الحديث العابر، رغم عدم أهميته الكبيرة ، عندما وجدت فنانة تتحدث فيه ( آثار الحكيم إن لم أكن مخطئا ) فى قناة النيل السينمائية ، وكنت فى السجن الانفرادى بناء على طلبى ، وبعد شهور طويلة وافقت على دخول تلفزيون لبعض التسلية ، ولتخفيف عبء الدراسات والكتابة والقراءة . كانت المذيعة أو المذيع لا أذكر تقول لآثار الحكيم لماذا رفضت الظهور فى مشاهد جنسية وقبلات عنيفة ؟ ففوجئت بها تقول : لقد كان مبدأ لى من البداية وتمسكت به . ثم قالت إن هذه المشاهد لايمكن إلا أن تتحول إلى مشاهد إثارة حقيقية ولايمكن لطبيعة البشر أن تتغير، ومن يقول بغير ذلك يكابر أويخدع نفسه أو الناس . وأنا أذكر لها هذه الموقف رغم أننى قرأت لها تصريحات زى الزفت من وجهة نظرى تأييدا للانقلاب ، ولكننى أحب أن أقول الحق وأحب الإنصاف . المهم إننى عندما استمعت لهذا الكلام كنت مذهولا وانفجرت فى الضحك وتذكرت ضحكات عادل حسين ، وتكشيرة عادل حمودة .. وقلت لنفسى لقد كان الصحفى الذى اقترح فكرة التحقيق على حق . و بالمناسبة أنا لا أعلمه حتى الآن .
الثانى : أثناء عمل عادل حمودة معنا فى الشعب واعتقد أن ذلك كان فى الشهور الأولى لعام 1987 وقبل إعلان التحالف الاسلامى مع الاخوان المسلمين ، جاء شهر رمضان .. وأصر عادل حمودة على الجهر بالإفطار ، وواصل التدخين بشراهة مع الشاى والقهوة ، ولاشك أننى تحدثت أنا وغيرى معه عن هذا الجهر، وقد كان رده جاهزا : الحقيقة أنا عندى قرحة فى المعدة والطبيب يمنعنى من الصيام . وإذا كان هذا السبب حقيقيا فقد كان يمكن أن يأكل قبل وبعد وجوده فى الجريدة ، فهو لايبقى فيها أكثر من 3 أو 4 ساعات وليس كل يوم لأننا صحيفة أسبوعية ، وأيضا إذا كان عنده قرحة فى المعدة فلابد أن الطبيب نصحه بالتوقف فورا عن التدخين أو تقليله على الأقل كذلك القهوة .
ثالثا : كان عادل حمودة يكتب مقالا فى الصفحة الأخيرة لجريدة الشعب بالإضافة لتوليه رئاسة قسم التحقيقات ، وفى إحدى المقالات كتب مقالا عن ضرورة مقاطعة البضائع الأمريكية ، وعن المصداقية والوطنية فى ذلك ، وذهبت للأستاذ عادل حسين وأنا فى قمة الغضب وقلت له : بلغ السيل الزبى .. الأستاذ حمودة كتب مقالا رائعا عن مقاطعة البضائع الأمريكية وهو يعبىء مقر الجريدة بتدخينه الشره للسجائر الأمريكية ، فهل هو يعتمد على فكرة أن 99 % من القراء لن يشاهدوه ، إذن فليكتب مايريد ويفعل مايريد ؟!
لا أتذكرالآن كيف سارت الأمور، ولكن كان واضحا تصاعد التوتر بين الأستاذ عادل حسين وحموده وانتهت إلى تركه الجريدة .
رابعا : أكثر أهمية مما سبق ، كان د رفعت سيد أحمد يعمل معنا فى نفس الوقت فى جريدة الشعب ، وقال لى : كيف يعمل عادل حمودة فى جريدة الشعب وقد زار اسرائيل ؟! قلت له : لا أعلم ذلك . أثناء زيارة السادات للقدس كنت خارج مصر ولم أتابع كثيرا من الأمور بالتفصيل . وأبلغت عادل حسين طبعا بهذه المعلومة الجديدة ، وأنا أثق فى دقة ومصادر د رفعت سيد أحمد .
لم أفرغ بعد من كوارث عادل حمودة وهناك ماهو أشد وأنكى .
كوارث السيسى
لايستحق السيسى مناقشة كلامه المتهافت فى كل الموضوعات وأحسب أن شباب الفيس بوك قد طرحوه أرضا وقاموا بالواجب وزيادة . السيسى كتلة جهل متحركة ولا ينطق أى معلومة صحيحة ، فيقول مثلا إن أوروبا قطعت علاقة الدولة بالدين من 4 قرون وهذا غير صحيح بل فقط خلال القرن التاسع عشر . وهو يريد أن يحل مشكلة البطالة عن طريق تشغيل ألف شاب لنقل بضائع سوق العبور ، ورغم تفاهة الرقم إلا أنه لم يدرك أنه أثار فزع كل من يقوم حاليا بنقل الخضروات والفاكهة من سوق العبور!! السيسى سخن ولابد من وضعه فى مصحة وعلاجه بعناية ، وهى فرصة أيضا لإسقاط ملاحقته جنائيا . وهذا ملخص حالته . وإذا كان هناك من يؤيده دون استفادة مباشرة ، فهذه كارثة حقيقية يسأل عنها الاعلام . وهذا سبب اهتمامى بالاعلام .
مايهمنى فى نهاية هذه الحلقة : أن يخف الناس عن أخذ الحقائق والمعلومات من عصابة الاعلام النصابة وقد رأوا كيف ركعوا أمام أجهل إنسان فى مصر!
موقع مجدي حسين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.