ستانفورد - والعزولي .. اغرب تجربة و أبشع واقع ... نبدأ أولاً: بالتجربة، ثم نتسلل إلى الواقع المرير - فالتجربة هي سجن ستانفورد - من اغرب التجارب في التاريخ !! أصبحت نتائج هذه التجربة مُثبتة في كل مراجع علم النفس الاجتماعي .. وهي أن ( السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية). * هذه التجربة الشهيرة أثارت جدلا واسعا، حيث قام عالم النفس الأمريكي الكبير ( فيليب زيمباردو) بتجربة سميت بسجن جامعة ستانفورد، ومول هذه التجربة البحرية الأمريكية... وقد أدى دور الحراس والسجناء متطوعون، وذلك في بناء يحاكي السجن تماماً. إلا أن التجربة سرعان ما تجاوزت حدود السيطرة وتم إيقافها باكراً.. بدأت التجربة بالإعلان عنها في الجرائد للحصول على مشاركين مقابل 15$ كل يوم؛ للمشاركة في (محاكاة لسجن) مدتها أسبوعين. استجاب للإعلان 70 شخصا، اختار ( زيمباردو) منهم 24شخص كانوا الأكثر ملائمة من حيث الاستقرار النفسي والصحة البدنية. غالبيتهم كانوا من البيض، الذكور، ومن الطبقة الوسطى، وهم جميعاً طلاب في المرحلة الجامعية. قام الباحث بتقسيم مجموعة الطلبة لمجموعتين، 1- مجموعة لعبت دور مساجين 2- والأخرى سجانين، في بدروم جامعة ستانفورد الذي تم تقسيمه ليبدو كسجن! قام الرجل بإحكام الحبكة لدرجة أخذ الطلبة "المساجين" من بيوتهم مقيدين بالأصفاد على يد الطلاب الذين لعبوا دور السجانين، وقد ارتدوا زي ضباط شرطة. والقاعدة الوحيدة التي اعتُمدت في اللعبة هي( لا قواعد ولا ضوابط ) على السجانين! لهم أن يتخذوا كل التدابير اللازمة في التعامل مع المساجين كما يحلو لهم، دون أي مساءلة من أي نوع !! وكانت النتيجة كارثية .. قد أثارت جدلا أخلاقيا واسعا في الأوساط العلمية .. راقب العالم (زيمباردو) في قلق مدى التحول المرعب الذي حدث للسجانين الذين يشعرون أن لا أحد يسألهم مهما فعلوا.. فقد فوجئ وهو يراقبهم عبر شاشات المراقبة كيف أصبحوا يتعاملون بخشونة وعنف لدرجة تعذيب زملائهم، "رغم أن هؤلاء الذين يقومون بدور السجانين عرفوا من قبل بهدوئهم وتفوقهم الدراسي الذي جعلهم يلتحقون بهذه الجامعة العريقة" أوقف الرجل التجربة فورا .. وقد استنتج شيئا أصبح مثبتا في كل مراجع علم النفس الاجتماعي الآن .. وهو أن: "السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية". * وللأسف الشديد هذا ما يحدث بالفعل في الواقع الآن: انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان تحدث في سجن العزولي بالإسماعيلية .. كشف أحمد حلمي المحامي عضو لجنة الحريات بنقابة المحامين، عن كواليس سجن العزولي العسكري، وما يتم فيه من حفلات تعذيب تصل للقتل !!، وأكد عضو لجنة الحريات على حسابه الشخصي على موقع " تويتر" أن السجناء يباشر عليهم أنواع بشعة من التعذيب غير مسبوقة، لم تتوقف عند الكهرباء والتعليق بالأيام والتعذيب بالزيت المغلي .. ولكن تضمنت اعتقال النساء وتعذيبهم وتعريتهم". وأضاف المحامي المذكور: "أن المحامين لا يستطيعون لقاء موكليهم إلا بعد فتره لا تقل عن أربعة اشهر، يكون المحتجز قد تعرض لأساليب تعذيب وحشية، يترتب عليه الاعتراف بجرائم لم يرتكبها ! * وهناك تسريبات ورقية تم تسريبها من أحد السجناء، يحكي الممارسات الفاشية والغير إنسانية التي تُمارس ضد السجناء: و نص مضمون الرسالة يقول: يتم التعذيب بالتعليق على الأبواب وسكب المياه المغلية والزيت المغلي والكهرباء على السجناء، ويوجد بعض السجناء موثقي الأقدام والأيدي طوال اليوم في الزنازين الانفرادي منذ شهور. - ودخول الحمام مسموح مرة واحدة فقط قبل الفجر كل 3 أشخاص في 5 دقائق فقط موزعين على أربع حمامات ودخول الحمامات بالضرب يوميًا - الأكل قليل جدًا لا يكفي (خبز – و مكرونة)، و لا يوجد أي إضاءة في الزنزانة فمن قبل المغرب إلى بعد الفجر السجناء في ظلام دامس – يوجد في العزولي العديد من الأطفال القُصر، ويوجد قسم للنساء، يقول السجين: أنا أسمع صراخ النساء أثناء التحقيق !!" * للأسف كل الخزي والحسرة على أوضاع الإنسان في عالمنا الثالث.. سجن العزولي بالفعل تطبيقاً نموذجياً لاختبار (سجن ستانفورد) يحدث فيه كل النتائج التي سجلها العالم( زيمباردو) من إساءات وانتهاكات فجة لحقوق الإنسان، تماما كالتي حصلت في اختبار سجن ستانفورد، بل أكثر تنكيلاً وانحرافاً !.. للأسف حقوق الإنسان في العالم العربي تسير من سيئ إلى أسوء؛ فالإنسان في معظم الدول العربية يعاني سوء المعاملة والقهر والتعذيب النفسي والبدني، ومعظم التقارير التي تصدر عن منظمة العفو الدولية تندد و تتحدث عن كم الاعتقالات التعسفية والتضييق على حرية التعبير والنقد، وقتل وإهانة الصحفيين، وعدم استقلال القضاء ... كم من الانتهاكات فاقت كل الحدود و الأعراف والقوانين الدولية والأخلاقية !! و لله الأمر من قبل ومن بعد.