انتخابات الشيوخ 2025.. 11 لجنة انتخابية بإفريقيا تفتح أبوابها لاستقبال الناخبين    الاثنين 25 أغسطس 2025.. أسعار الذهب تتراجع بقيمة 15 جنيها وعيار21 يسجل 4575 جنيها    وزير التموين يجتمع برؤساء شركات المضارب لضمان انتظام إنتاج الأرز وتوفيره    حصيلة ضحايا الحرب على غزة تتجاوز 221 ألف شهيد وجريح    الكرملين يكشف تفاصيل المكالمة الهاتفية بين بوتين وبزشكيان لبحث البرنامج النووي الإيراني    الحوثيون: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على صنعاء إلى 102 قتيل وجريح    الأهلي يتجه للمحاكم القضائية بسبب أكاديمية لكرة القدم في الكويت    ناج من حادث غرق أبو تلات: الراية الحمراء على الشاطئ رُفعت بعد الحادث.. والمشرفون هربوا    كشف ملابسات واقعة قيام طفل بقيادة سيارة ملاكى فى الشرقية    تأجيل محاكمة 117 متهما بخلية اللجان الإعلامية    مسلسل ما تراه ليس كما يبدو يواصل تصدر التريند في مصر والإمارات ويتقدم عالميا مع عرض Just You    بالصور.. أحمد سعد وفريق «ديسكو مصر» يتألقون بحفل ضخم في مارينا    ياسمين رئيس تتعرض لوعكة صحية مفاجئة    الصحة الفلسطينية لإكسترا نيوز: الاحتلال ارتكب "جريمة بشعة" باستهداف مجمع ناصر    نائب وزير الصحة تبحث مع محافظ سوهاج عددا من الملفات الصحية والسكانية بالمحافظة    محافظ المنوفية يتابع سير العمل بمستشفى الشهداء العام ويطمئن على جودة الخدمات الطبية    أموريم: لست مجنونا.. أعرف شعور لاعبي مانشستر يونايتد    محافظ الفيوم يبحث مع وفد الهيئة العامة للاستثمار إنشاء مجمع صناعي للملابس الجاهزة بكوم أوشيم باستثمارات 50 مليون دولار    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم سيارتين وانقلابهما بمياه مصرف زراعي بالبحيرة    عمرو يوسف يكشف كواليس جديدة عن فيلم "درويش"    "الحرس الوطني" في واشنطن يحمل أسلحة نارية لشن عملية "تجميل العاصمة".. تفاصيل    " الشمول المالي وأهميته في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية " فى ندوة بثقافة البداري بأسيوط    بدء تشغيل مركز طب الأسرة بزاوية الناعورة ضمن مشروعات حياة كريمة في المنوفية    مصدر ليلا كورة: الزمالك تعاقد مع بارون أوشينج.. وينتظر رد اتحاد الكرة لقيد اللاعب    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الاثنين 25-8-2025 في البنوك    بيان هام بشأن وظائف البريد المصري 2025    جامعة المنوفية تعتزم تحديث استراتيجيتها لمواكبة المستجدات المحلية والإقليمية    استعلم الآن.. نتيجة الشهادة الإعدادية الدور الثاني 2025 في القليوبية بالإسم ورقم الجلوس    ختام ملتقى الفيوم للرسوم المتحركة وتوصيات لدعم صناعة التحريك    هام من وزارة الكهرباء بشأن واقعة إصابة الوزير في حادث سير    كم فرصة امتحانية بالصف الأول الثانوي في نظام البكالوريا المصرية؟    مشاهدة مباراة الأهلي وغزل المحلة بث مباشر اليوم في الدوري المصري عبر القنوات الناقلة    انتخابات الشيوخ 2025.. استمرار فتح لجان الاقتراع للمصريين بالخارج في 24 دولة بأفريقيا وأوروبا | صور    بسمة وهبة توضح حقيقة القبض على حسام حبيب.. حملة ممنهجة    المفتي الأسبق يوضح حكم الوضوء للصلاة بعد الغُسل من الجنابة    الشيخ أحمد خليل: قتل الحيوان يعتبر قتل نفس    25 أغسطس 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    العلاج الحر بالبحيرة يغلق 30 منشأة طبية مخالفة خلال أسبوع    "البحوث الزراعية" يكثف جهود الاستفادة من المخلفات ب44 ندوة إرشادية خلال أسبوع    4 علامات تحذيرية لسرطان البروستاتا على الرجال معرفتها    شيخ الأزهر يعزي أمير الكويت في وفاة الشيخة سعاد الأحمد الصباح    وزير الإسكان: طرح 79 فدانا بنظام المشاركة بالتجمع السادس في القاهرة الجديدة    مصادر طبية بغزة: 11 وفاة بينهم طفلان نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة    ما حكم شراء حلوى مولد النبى فى ذكرى المولد الشريف؟. الأزهر للفتوى يجيب    إثيوبيا تفتح بوابات سد النهضة، وشراقي يكشف تأثير قلة الأمطار على حصة مصر    طبيب يحذر من الإفراط في تناول أدوية حموضة المعدة    "فليتنافس المتنافسون".. اليوم انطلاق اختبارات مسابقة "الأزهر - بنك فيصل" للقرآن الكريم بالجامع الأزهر    ننشر أسماء مصابي حريق جامعة قناة السويس بالإسماعيلية    استمرار ارتفاع درجات الحرارة على مراكز محافظة الشرقية    الدفاع الروسية: تدمير 21 مسيرة أوكرانية فوق عدة مقاطعات خلال الليل    حظك اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025.. توقعات الأبراج    25 صورة ل كريستيانو رونالدو وجورجينا على البحر في المصيف.. ما وجهتهما المفضلة؟    الوداد ليلا كورة: المترجي وقع على عقود انضمامه إلى الفريق لمدة موسمين    في شهر عيد مولد الرسول.. تعرف على أفضل الأدعية    إيدي هاو: نيوكاسل لن يدخل الموسم بدون مهاجم    سموتريتش: سنواصل تعزيز الاستيطان في جميع أراضينا.. ولن نقيم دولة عربية إرهابية على أرض إسرائيل    «الصحي المصري» يعتمد وحدتي الأبحاث العلمية والنشر والتعليم الطبي المستمر بكلية طب جامعة الأزهر    ميلود حمدي: أهدى نقاط المباراة للجماهير.. وهذا ما أتمناه ضد غزل المحلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد سعد يكتب: «سجّانو ستانفورد»..لا خير في ثعبان صار ملكًا
نشر في الوادي يوم 11 - 03 - 2014

لم يكن عالم النفس الأمريكي فيليب زيمباردو يعلم أن النتائج ستكون كارثية .
في عام 1971 ترأس زيمباردو فريقًا علميًا بجامعة ستانفورد الأمريكية لإجراء بحثٍ حول العلاقة بين السجين والسجان وتقييم تأثير«السلطة المُطلقة»في تجربة عُرفت باسم «سجن ستانفورد».
قسّم الرجل المجموعة التي شملها البحث إلى قسمين «سجناء» و«سجانين»وصمم نموذجًا محاكيًا للسجن بكل تفاصيله، وسلم لمن وافقوا على القيام بدور الحراس هراوات وبزات من محل أزياء عسكرية، فيما ارتدى المساجين أزياء السجن ورُمز لكل سجين برقم عوضًا عن اسمه.
قبل بدء الاختبار بيوم واحد، تم جمع الحراس لحضور جلسة تمهيدية لمعرفة حدود مهامهم .. لم يكن هناك أية قواعد باستثناء استخدام «العنف الجسدي» .. زيمباردو قال لهم «يمكنكم أن تولدوا إحساسًا بالخمول لدى السجناء، ودرجة ما من الخوف، من الممكن أن توحوا بشيء من التعسف يجعلهم يشعرون بأنكم وبأن النظام وبأننا جميعًا نسيطر على حياتهم، لن تكون لهم خصوصيات ولا خلوات. سنسلبهم من شخصياتهم وفرديتهم بمختلف الطرق. بالنتيجة سيقود كل هذا إلى شعور بفقدان السيطرة من طرفهم. بهذا الشكل سوف تكون لنا "السلطة المطلقة" ولن تكون لهم أي سلطة».
وبدأت التجربة، تم اتهام السجناء بالسطو المسلح واعتقالهم من قبل قسم شرطة حقيقي قدم مساعدته في هذه المرحلة فقط من الاختبار.
تم إخضاع السجناء لإجراءات الاعتقال التقليدية بما فيها التسجيل، وأخذ البصمات، والتقاط الصور، وتُليت عليهم حقوقهم تحت الاعتقال، ثم نُقلوا إلى السجن المعد للاختبار حيث تم تفتيشهم عراة، و(تنظيفهم من القمل) ومنحهم هويات جديدة.
إلى هنا كانت الأمور تسير بشيء من المنطقية، إلا أن سرعة التطور عجلت بإنهاء الدراسة .. فبعد أيام قليلة راقب عالم النفس الأمريكي التحولات الجذرية في شخصية من يقومون بدور «السجانين».
في البداية، تطوع بعضهم لقضاء ساعات إضافية رغم أن التجربة بدون أجر .. ثم تحولت ممارساتهم إلى تجارب «سادية»وتحول السجن إلى مكان منفر، فصار الدخول إلى دورات المياه والحصول على الطعام امتيازًا قد يحرم منه السجين، أجبر السجناء على النوم عراة على البلاط وفرض العُري على بعضهم وتعرضوا للتحرش الجنسي والإذلال من قبل السجانين.
سرعان ما قرر زيمباردو إنهاء التجربة قبل موعدها بعد أن أدرك أن الأوضاع تسير من سيء إلى أسوأ لتتحول التجربة إلى فضيحة أخلاقية في المقام الأول .
انتهت التجربة بما لها وما عليها، وتوارت أخبارها بمرور الأيام والأسابيع والشهور ..لكنها بالتأكيد لم تمر مرور الكرام على «السجناء»و«السجانين»على السواء.
بطبيعة الحال نحن - كغالب المصريين- نعلم علم اليقين أوضاع «مساجين ستانفورد»النفسية ..لكن ما يعنينا بالأخص هم «السجانين»، ربما كان منهم من خضع لعلاج نفسي واستطاع تجاوز التجربة، وربما كان منهم من استمر على شهوته السلطوية وحاول أن يعود آمرًا لأي سجن، وربما حاولوا أن يشكلوا فيما بينهم «حزبًا»ليعودوا إلى سلطتهم المفقودة بوسيلة أو بأخرى.
الأزمة الأزلية منذ بدايات البشرية تكمن في أن من اعتاد السلطة لا يستطيع أن يتخلى عنها بسهولة، والغريب أنه لا يكتفي بذلك وإنما يسعى إلى «توريثها» ..فما بالك لو تضافرت تلك السلطة المطلقة -أو شبه المطلقة- مع رأس المال؛ يتحول حينها الأمر إلى «مصلحة شخصية»والويل كل الويل من المصالح الشخصية، ساعتها يتحول الصراع إلى ما يشبه«صراع الوجود» ...من السهل عليك أن تنتزع روح إنسان على أن تحرمه من «مصالحه».
لا أستبعد أن يكون من بين سجاني «ستانفورد»من رفض فكرة «الرحيل»، ولا أستبعد أيضًا أن يكون من بينهم من قال عقب إنهاء التجربة «مين قال إن إحنا مشينا؟»تمامًا كما قالها برلماني سابق عن الحزب الوطني المُنحل.
ربما كان من بين«سجاني ستانفورد»من انتمى إلى «أمانة السياسات»وعُين عضوًا بمجلس الشورى بقرار من رئيس ٍ ثار الشعب ضده ثم عاد بعد ذلك في ثوب جديد رئيسًا للوزراء بعد «انتصار الثورة»، وربما كان منهم من بدأ الإعداد لجولة انتخابية برلمانية جديدة ليُبعث حيًا في رداء من الشرعية!!.
ربما انتشر السجانون على شاشات الفضائيات يهللون ويصفقون ويطبلون لعودة نظامهم وعودة «مصالحهم»، ربما أغرقوا الدنيا في زبد من الضجيج بأن انهيار «سجن ستانفورد»يعني انهيار الدولة.
ربما وربما وربما ... كلها احتمالات ... لكن الأكيد أن السلطة المطلقة تترك بصمة غائرة في النفوس المعوجة لتبث سمومها في المجتمع ما بقيت فيه .. تلك النفوس العرجاء لا تنتظروا منها خيرًا ولا تمنحوهم الفرصة للعودة مجددًا فلا خير في ثعبان صار ملكًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.