أثارت تصريحات محمد بسيوني سفير مصر الأسبق في إسرائيل والتي قال فيها ان مهمته في تل أبيب كانت كضابط مخابرات مصري في المقام الأول، انزعاجا شديدا على الساحة السياسية الإسرائيلية، وهو ماينذر ببوادر أزمة دبلوماسية بين البلدين. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يوسي ليفي قوله: "ماقيل لايحتاج لرد ، لقد اصبنا بخيبة امل لما صرح به السيد بسيوني عن المجتمع والدولة الإسرائيلية، لقد استقبلنا بسيوني عند قدومه هو واسرته لإسرائيل بالترحاب كجانب انساني ومن جانب دوره كممثل لأول دول عربية أقامت سلاما مع شعب اسرائيل". وأضاف: "واذا كان ما نسب الى بسيوني صحيحا فإن مايحمله هذا الحديث من اهانة لإسرائيل ، هو بالاساس اهانة أكبر للسيد بسيوني نفسه". من جانبه، استعرض المحلل السياسي الإسرائيلي والمتخصص في شئون الشرق الاوسط تسفي برئيل تصريحات بسيوني قائلا: "اعزائي الاسرائيليين اسمعوا ماقاله سفير مصر السابق في ندوة بمكتبة الاسكندرية ، لعله لم يدرك ان اقواله ستنتشر الى هذا الافق الرحب ويصل صداها الى اسرائيل ". وجاءت تصريحات بسيوني أثناء حضوره منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية، حين سئل عن أصدقائه في الدولة العبرية، فقال "مفيش حاجة اسمها أصدقاء، أنا كنت رايح اشتغل ومافيش صداقة حقيقية في الشغل، وبعدين أنا كنت رايح مزروع كضابط مخابرات مش رايح بمزاجي، إنتو فاكرين إني كنت بشتغل سفير"، نافياً أن يكون له أصدقاء إسرائيليون، واصفاً ذكرياته مع الإسرائيليين بأنّ "كلّها نكد". ووصف بسيوني عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي لليهود الشرقيين وزعيم حزب "شاس" الديني المتطرف والمعروف بعدائه للعرب، بأنه كان صديقاً له. ورفض بسيوني في اللقاء وصف الدولة العبرية بأنها واحة للديمقراطية، مستشهداً بسوء المعاملة التي يلقاها فلسطينيو الأراضي المحتلة سنة 1948، وقال إنه لا يوجد مجتمع إسرائيلي حقيقي وأنه عبارة عن تجمع لمهاجرين من مختلف بلدان العالم. وذكر السفير السابق، في حديثه أنّ عدد المهاجرين الروس وحدهم بلغ مليون مهاجر، تمثلت خطورتهم في هجرة 40 عالم ذرة إلى فلسطينالمحتلة ضمن المليون مهاجر، استطاعوا تنمية وإثراء القدرة النووية الإسرائيلية وأنّ إسرائيل مع ذلك فشلت في استيعابهم. وذكر بسيوني أنّ كنّاس (عامل نظافة) في الشارع الذي كان يقطن به في "هرتزليا" الواقعة شمال تل أبيب، كان بروفيسوراً روسياً يعمل في تكنولوجيا الفضاء. وقد نفي بسيوني إمكانية أن يأتي رئيس وزراء شرقي علي رأس الحكومة الإسرائيلية، على الرغم من كون موشيه كتساف الرئيس الإسرائيلي السابق، إيراني الأصل، وكذلك شاؤول موفاز. ليفني وموفاز الأسوء وبدا بسيوني غير مهتم بنتائج الانتخابات الإسرائيلية على منصب رئاسة الوزراء، واصفاً تسيبي ليفني وشاؤول موفاز بأنهما يُعدّان أبرز المرشحين "السيئين"، وإن فضّل ليفني علي موفاز مرجعاً ذلك إلي تشدّد موفاز وقت أن كان وزيراً للحرب. وأضاف بسيوني "ما يهمنيش مين ييجي ألدو ولا شاهين (لاعبي كرة مصريين متنافسين في الأربعينات)، المهم من يحيي العملية السلمية"، على حد تعبيره. ووصف بسيوني آرئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بالجثة الراقدة، مؤكداً أنّ خلايا جسده ماتت بالفعل وأنه يعيش بالأجهزة التي يرفض الحاخامات اليهود رفعها عنه. ونفي بسيوني أن تكون "أم الرشراش"، المسماة إسرائيلياً "إيلات" والمطلة على خليج العقبة مصرية، مؤكداً أنها تتبع فلسطين، وأن الأمر صار محسوماً ببيان رسمي من وزارة الخارجية المصرية التي رفضت نسب أم الرشراش الى السيادة المصرية.