ويؤكد حسين حمودة الخبير الإستراتيجى أن العلاقات الإسرائيلية المصرية قد شهدت تطورات مهمة على الأصعدة السياسية والدبلوماسية، والثقافية والاجتماعية ، والأمنية والعسكرية ، والاقتصادية والتجارية ، سواء على المستوى الرسمى أم على مستوى التفاعلات غير الرسمية خلال العامين الماضيين 2007 2008، ومن أبرزها الخامس من أغسطس 2008 ، هو إعلان وزارة الخارجية المصرية عن تعيين الدبلوماسى " ياسر رضا " سفيرا جديداً لدى إسرائيل خلفا للسفير محمد عاصم إبراهيم الذى انتهت فترة عمله ، على أن يتسلم مهام منصبه فى سبتمبر من نفس العام ، ليصبح رضا بذلك رابع سفير لمصر فى إسرائيل منذ توقيع اتفاقية السلام عام 1979 ويعد أول سفير مصرى يعمل فى إسرائيل على خلفية غير عسكرية. ومن ناحية أخرى ، أكد د. وحيد عبد المجيد بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن انتقاد وزير الأمن العام الإسرائيلى " لفى ديختر " سياسات السلطات المصرية لاعتبارها تظهر الرغبة فى ازدهار حماس وإفشال منع تهريب الأسلحة على غزة، قد قابلته القاهرة بإصدار بيان عن وزارة الخارجية المصرية يصف تصريحات " ديختر " بأنها تعكس جهلا بالوضع ومحاولة لإلصاق المسئولية بالحكومة المصرية فى محاولة منه لإضعاف الدور المصرى ، غير أن نائبا بالكنيست عاد وطالب بحرمان مصر من المساعدات الأمريكية لأنها تهدد إسرائيل والأمن القومى الأمريكى وترسل السلاح لحكومة حماس عبر الأنفاق، كما لم تضع السلطة المصرية فرصة لإدانة الممارسات الإسرائيلية إزاء الفلسطينيين أو أى من باقى الأطراف العربية فى الصراع مع إسرائيل. وأشار خبير مركز الأهرام للدراسات إلى تصاعد المواجهات كذلك بين البلدين حول الصراع العربى الإسرائيلى ووصلت على حد الأزمة خلال أعمال مؤتمر الاتحاد البرلمانى الدولى فى جنوب إفريقيا فى أبريل 2008، وذلك حينما انسحب رئيس وفد إسرائيل وممثلها فى لجنة صياغة مشروع القرار المتعلق بالبند الطارئ الخاص بالحصار على غزة والذى أضيف إلى جدول أعمال المؤتمر، وجاء ذلك الانسحاب احتجاجا على الموقف الذى تبنته مصر بضرورة تضمن مشروع القرار ثلاث إشارات صريحة تتعلق بمطالبة إسرائيل الفورية بإنهاء الحصار المفروض على الأراضى الفلسطينية المحتلة، خصوصا فى قطاع غزة. وأضاف د. عماد جاد خبير الشئون الإسرائيلية أنه فى أكتوبر 2007، قدم السفير الإسرائيلى بالقاهرة " شالوم كوهين " طلب شراء أرض الجامعة الأمريكيةبالقاهرة وأرض حديقة الحيوان بالجيزة بشيك مفتوح تحدد مصر قيمته وكذلك إطلاق اسم اسرائيل على الشارع الذى يقع فيه مقر السفارة الإسرائيلية ، وهو ما يمكن تفسيره فى إطار محاولات كسر العزلة النفسية والدبلوماسية للسفير الإسرائيلى بالبلاد. وأوضح أنه على صعيد آخر أثارت تصريحات السفير المصرى السابق لدى إسرائيل " محمد بسيونى " ، خلال محاضرة بمكتبة الإسكندرية ، التى قال فيها : " إن مهمته فى تل أبيب كانت كضابط مخابرات مصرى فى المقام الأول وليس عملا دبلوماسياً الأمر الذى سبب انزعاجا شديدا على الساحة السياسية الاسرائيلية ، واعتبرها المسئولون الإسرائيليون إهانة لبلادهم ، ذلك أن من بين تصريحات بسيونى أنه وصف ذكرياته مع الإسرائيليين بأنها " كلها نكد " . وفى حين كشف جهاد عقل مسئول العمال العرب بنقابة العمال الاسرائيليين فى خمسة من يناير 2008 عن أن هناك نحو ألفين وخمسمائة عامل مصرى فى إسرائيل ، أعلن أحمد إسماعيل مساعد وزير الخارجية لشئون إسرائيل فى السادس والعشرين من يناير 2008، عن أن عدد الشباب المصرى فى إسرائيل بصفة عامة لايتجاوز ستمائة شاب فقط وفق التقديرات المصرية ، وألف شاب وفق التقديرات الإسرائيلية ، وليس ثلاثة وعشرين ألفا كما يتردد. يذكر أن التقرير قد ورد فيه ايضاً أن وفدا من وزارة الزراعة المصرية تعرض لحادث سرقة فى مطار " بن جوريون " بتل أبيب لافتة النظر إلى أن أعضاء الوفد المصرى اكتشفوا اختفاء عشرين صليبا هدايا من إحدى حقائبهم لدى عودتهم إلى القاهرة. أما على مستوى التفاعلات غير الرسمية كشف التقرير عن أنه فى أواخر أبريل 2008، أعد الخبير الاسرائيلى " جاى باخور" أحد أكبر المتخصصين فى الشئون العربية ورئيس شعبة الشرق الأوسط فى مركز " هرتزليا للدراسات السياسية والإستراتيجية " تقريرا دعا فيه السفير الإسرائيلى فى مصر إلى سرعة القيام بالاتصال بالأحزاب المصرية أو السياسيين المصريين أو الهيئات والمؤسسات الأخرى التى تنتمى للمعارضة والدخول فى علاقات معهم خلال المرحلة المقبلة ، مؤكداً أن إسرائيل خسرت كثيراً بسبب عدم إقدامها على ذلك على مدار السنوات الماضية. جدير بالذكر أن إبراهيم نافع نقيب الصحفيين المصريين السابق قد كتب مقالاً فى أغسطس 2008، علق فيه على موقف الرسام المصرى " جورج البهجورى " الذى اتهم بالتطبيع مع إسرائيل بعد قيامه بزيارة إلى القدس ضمن وفد من الرسامين التابعين للأمم المتحدة ، وأبدى النقيب عدم معارضته لأن يقوم أى صحفى بزيارة لأى مكان " حتى ولو كان إسرائيل" وهو المقال الذى أثار مطالبات من جانب المئات من أعضاء نقابة الصحفيين بعقد جلسة طارئة لمجلس النقابة لاتخاذ موقف واضح من رأى النقيب وهو ما لم يتم حتى وقتنا هذا.