أبدى الكاتب الصحفي دافيد هيرست استياءه ممّا أسماه "النفاق العميق" وراء رد الفعل الغربي تجاه ضحايا الميدان في كييف، بالمقارنة مع ردود أفعاله على انتهاكات أخرى وقعت في أنحاء متفرقة من العالم وعلى رأسها انتهاكات حقوق الإنسان في مصر وما حدث في مذبحة رابعة العدوية. وأجرى هيرست في صحيفة "ذي هافينغتون بوست" مقارنة بين ردود الفعل الغربية على ما جرى في كييف وما جرى في أماكن أخرى من فظائع، ذكر منها ضحايا تيانانمين في بيجينغ و ضحايا ميدان ألتاميرا في كاراكاس، ومذبحة رابعة العدوية في مصر التي راح ضحيتها آلاف القتلى.
وضاف الكاتب: ففي الحدث الأوكراني تسابق الغرب وأمريكا إلى التنديد والتهديد والوعيد بالعقوبات للمسؤولين الأوكرانيين، ووصف ما يجري بأنّه "فوق الوصف، غير مقبول، وأعمال لا يمكن التسامح معها".
ويرى الكاتب أنّه "بعد يوم واحد من مجزرة رابعة العدوية في القاهرة، قطع الرئيس باراك أوباما إجازته في كرم مارثا ليقول بأنه مستاء بسبب العنف الممارس ضد المدنيين وبأنه ألغى المناورات العسكرية المشتركة مع مصر. أخذت المجزرة سبع دقائق من وقت الرئيس، ما لبث بعدها أن عاد ليستأنف لعب الجولف".
وقال هيرست "الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكاثرين آشتون من الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، كلهم كان لهم نفس رد الفعل على سفك الدماء الذي جرى في مصر، ولم يتجاوز ذلك في أحسن أحواله تعبيراً عابراً عن القلق لا يسمن ولا يغني من جوع. سوف يتذكر المصريون السرعة التي تفاعل بها الغرب حنقاً وغضباً على دكتاتور ردئ في أوكرانيا بينما كان مستعداً، وبيسر بالغ، ليأوي إلى فراش واحد مع الدكتوتارية العسكرية المتوحشة في العالم العربي."