وصفت جريدة الجارديان الإنجليزية أحداث أمس الأربعاء ب"القمع العسكري في ميدان تيانانمين المصري"، وذلك في إشارة إلى قيام الجيش الصيني بقتل آلاف المعتصمين "السلميين" دهسا بالدبابات في ميدان تيانانمين عام 1989. وقالت الجريدة إن"الهجمة الدموية التى قام بها الجيش المصري ضد مواطنيه تمثل نقطة اللاعودة بالنسبة للحكومة". وتناولت تبعات فض الاعتصامين في رابعة العدوية والنهضة وتوضح أن حالة الطوارئ وحظر التجول الذي أعلنته الحكومة لم يمنعا اندلاع اشتباكات وأعمال عنف في عدة محافظات في مختلف أنحاء البلاد. كما تشير إلى أن الطابع العنيف الذي اتسمت به الأحداث دفع "القيادي الليبرالي محمد البرادعي إلى تقديم استقالته من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية". وتقول الجريدة "إن الشوارع المحيطة بميدان رابعة العدوية في القاهرة تحولت لتصبح تيانانمين المصرية" وهو ما يعني أنها أصبحت رمزا لمقاومة القمع العسكري. وتقول الجريدة إن الحل السياسي كان ممكنا ولو بشكل ضئيل قبل الأحداث الأخيرة وأن العقلية العسكرية المصرية ستتحلى بالحكمة لكن الآن اختفت كل آمال التوافق بين الأطراف المختلفة في مصر. وتعرج الجريدة على الموقف الإعلامي خاصة في القنوات الخاصة التى تعبر عن العلمانيين والتى استخدمت عبارات في تغطية الأحداث تحت عنوان "الحرب على الإرهاب" وهو ما يوضح محاولة العلمانيين تسديد ضربة قاضية لمعسكر الإخوان المسلمين، بحسب وصف الجارديان. وتقول الجريدة إن الفريق عبد الفتاح السيسي قائد الجيش يصر على عدم عودة الإسلاميين إلى المشهد السياسي في مصر وتقول إنه بذلك أعلن "الحرب على أكبر فصيل سياسي في البلاد". وتختم الجريدة الموضوع بانتقاد ردود الفعل الدولية وتوضح "أن استجابة المجتمع الدولي فشلت بشكل محزن في التعبير عن الأحداث المفجعة".