مجدى قرقر: الاستقلال والحرية والشورى وطهارة اليد والتنمية والعدالة الاجتماعية وتأصيل الهوية العربية الإسلامية.. أبرز علامات رؤية للحزب نجلاء القليوبى: السياسة والدين لا يفترقان.. وهذا الكتاب تطبيق حى لهذا المفهوم مى الحكيم: أول انطباع أخذته عن الكتاب «الجهل ثم المعرفة ثم المشاركة».. وأول درس تعلمته أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لا يقتصر على الدعاة عقد المركز العربى للدراسات ندوته الأسبوعية لعرض كتاب «الرؤية الإسلامية لحزب الاستقلال»، قدمته د. مى الحكيم عضو أمانة المرأة، وعقّب عليه د. مجدى قرقر الأمين العام لحزب الاستقلال، وحضرته د. نجلاء القليوبى أمينة لجنة المرأة، والأستاذ عبد الحميد بركات، ود. أحمد الخولى أمين التنظيم بالحزب، والمهندس عادل الجندى والمستشار أشرف عمران وعدد من قادة وأعضاء الحزب، وتناول فيها المحاضرون كيفية تناول الكتاب أهم قضايا العصر وكيف رسخ القيم جميعها مرتكزا على أدلة من القرآن والسنة. افتتحت الندوة بالقرآن الكريم، ثم قدمت د. نجلاء القليوبى مديرة المركز العربى للدراسات المحاضرين واسترسلت فى حديث مختصر عن الكتاب وأهميته ومتى وكيف كُتب؟ إذ بدأت بالحديث عن المشروع الإسلامى، منتقدة من يتهم الإسلاميين بعدم وجود مشروع ولا رؤية، متعجبة من قولهم بعد ذلك: «لا بد من فصل الدين عن السياسة»، مضيفة أنه «ليس الإسلام ولا الشريعة السبب فى ما يحدث. ونحن نتمسك بقول (القرآن دستورنا والرسول قدوتنا)؛ فالقرآن الكريم بالفعل أسلوب حياة، وأعطى مساحات واسعة فى كل المسائل التى تهم البشر، سواء فى الشورى بالاختيار والنظام الاقتصادى كالزكاة، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد؛ فكافة المسائل التى تواجهنا كل يوم فى حياتنا لها حل فى الكتاب والسنة، وهذا ما يجعلنا نستند إلى المسائل العقائدية الموجودة فى القرآن الكريم». محاولة للتطبيق وأضافت: «فنحن نحاول أن نطبق هذه الرؤية على الواقع الذى نعيشه»، مؤكدة أن حزب الاستقلال منذ نشأته كان متمسكا بهذه الرؤية، وكل المعارك التى خاضها استنادا لها تقول إن حزب الاستقلال بالفعل هو الوحيد الذى عنده كتابات فكرية وخط واضح موجود فى العديد من المواقف والرؤى مذكورة فى كل الكتب، بدءا من الأستاذ عادل حسين إلى حلمى مراد ومجدى قرقر ومجدى حسين. وتابعت أمينة المرأة قائلة: «إن حزب الاستقلال أصدر هذا الكتاب ليجيب على معظم التساؤلات الموجودة على الساحة؛ إذ تناول كافة القضايا، كالبيئة والصحة والمجتمع والسكان والمرأة»، مشيرة إلى أن هذا الكتاب قد ألّفه مجدى حسين رئيس حزب الاستقلال فى آخر مرة سُجن بها بعد زيارته لغزة، مشيدة بهذا الفعل الذى وصفته بأنه صفة إيجابية؛ فقد حاول مجدى حسين الاستفادة من محبسه فى تأليف الكتب، مؤكدة أنه أفضل الكتب التى ألفها وهو بالسجن. وأكدت «القليوبى» أن هذه الرؤية تناقش فيها بعد ذلك أعضاء الحزب وأقروها، كما شارك فى كتاباتها د. مجدى قرقر ود. أحمد الخولى أيضا. أسباب اختيار الكتاب بدأت د. مى الحكيم بشرح أسباب اختيارها هذا الكتاب لعرضه: 1- أنها عضوة جديدة بالحزب. 2- بهدف تعرف حزب إسلامى له مواقف ثابتة وجلية على الأرض. وقالت إن أول انطباع أخذته من الكتاب «الجهل ثم المعرفة ثم المشاركة»، موضحة أنها عندما قرأت هذا الكتاب انتقلت من مرحلة الجهل إلى المعرفة، والآن انتقلت إلى مرحلة المشاركة؛ «حيث أعرض أنا العضوة الجديدة هذا الكتاب بعد اقتناعى به». وأوضحت أن أول درس تعلمته من الكتاب هو أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لكافة الناس ليس لفئة المعلمين أو المشايخ أو الدعاة، بل كل إنسان يرى منكرا لا بد أن ينكره بقلبه أو بلسانه أو بيده، منوهة أنها كانت تقوم بالعمل الاجتماعى الدعوى عبر الجمعيات الخيرية وخلافه من أعمال، ولكنها لم تشارك فى العمل السياسى خوفا من الممارسات التى كانت تمارس ضد السياسيين، مؤكدة خطأ اعتقادها؛ إذ ذكرت أن هذا الكتاب قال: «إن من يؤمن بالله وباليوم الآخر لا يخاف إلا من الله»، مؤكدة أن من خاف من غير الله فهو مريض يحتاج للعلاج، مؤكدة أنه لا يوجد فيمن يخرج للدعوة الإصلاحية الخوف وإلا فلن ينتج ولن يغير أى شىء. ووصفت الكتاب بأنه يمتاز بالبساطة والسلاسة وبأنه لتوسيع الأفق وإدراك المشكلات والقضايا وحلولها فقط، مؤكدة أنه يوضح كيف أن حل كل القضايا موجود ولكن لا يطبق؛ «فلا بد أن نرجع إلى الكتاب والسنة وانتمائنا الوطنى أولا، ثم يلزم الفرد أن يقوم بالإصلاحات مع الحكومة ويرفض أن تقوم الحكومة بالإمساك بكل مقاليد الأمور»، مضيفة أنه لا بد أن يقوم الفرد بدوره فى المجتمع ليشعر بالانتماء. قسمت «الحكيم» الكتاب إلى ثلاثة محاور وقسمين. أما القسم الأول فخاص بالنظريات والثانى بالتطبيق. التطبيق به علاج المشكلة أو القضية، مثل علاج التضخم العمرانى والبيئة والاقتصاد، أما النظرى فخاص بالحكم وقضاياه وكيفية الحكم. ولخّصت قضية الحكم فى سؤالين: 1- كيف أصل إلى الحكم؟ 2- عندما أصل للحكم، ماذا أفعل؟ وما الأولويات والقضايا التى يجب أن أهتم بها؟ موضحة «كيف سنجد فى هذا الكتاب كيفية الوصول إلى الحكم عن طريق الانتخاب والشورى، والمجالس الانتخابية والمجالس المحلية المنتخبة وكيفية اختيار الحاكم». وفى باب الحريات ذكرت بعض الفروق بين الديمقراطية والشورى. كما عرفت رؤية حزب الاستقلال ملخصة إياها كما جاءت فى الكتاب أنها: 1- استقلال الفرد وعدم تبعيته لأى شىء إلا للكتاب والسنة. 2- الهوية والوطنية. مشيرة إلى مقارنة عقدها المؤلف بين الماضى والحاضر؛ حيث وُجد الترابط والتآلف، وكان هناك شعراء وأدباء، وكانت المدارس تخرّج نابغين من كل المهن، وتحدثت أنه حدث تغيير فى بنية المجتمع المصرى؛ حيث رسخت اللا مبالاة والكسل والتكاسل والتبعية لكل شىء، كما انعدمت الشجاعة أو استحداث الأمور الجديدة. السياسة والعقد المنظوم كما أثارها تعبير مجدى حسين فى الكتاب بتشبيهه السياسة بالعقد المنظوم الذى يدور فى فلكه كل شىء، مشددة على نقطة واضحة فى الكتاب هى نبذ الخلاف والدخول فى المضمون، وأن نوجد آليات اختيار الحاكم بشرط أن تكون نابعة من الإسلام، متسائلة: «لماذا يرهب الجميع لفظ (أن ينبثق كل قانون وكل تعامل عن الإسلام)؟!» موضحة أن السبب فى ذلك أن «الغرب قرءوا تاريخنا أفضل منا، ففهموا أن السير على خطى الإسلام أوجد حضارة رغم أنه الفوارق فى الثقافات بين كل الدول التى دخلها الإسلام، ولكنه وحّدهم ووضع لهم نظاما واحدا ساوى الكل؛ ما أدى إلى النهوض». كما نبهت «الحكيم» على أنه عند النظر إلى الغرب وأسلوبه نجد أن عنده ازدواجية فى المعايير؛ إذ يطالب بالاستقلالية للفرد والحرية ولكنه انتهكهما فى أفغانستان والعراق، كتخطى حقوق الإنسان من تعذيب فى السجون والنساء التى اغتصبت، مؤكدة أنهم خارج بلادهم لا يعترفون بأية حقوق. بين الوطنية والعروبة والإسلام وأشارت إلى أن الكتاب فى مجمله يتحدث عن الاستقلال، وأن «هناك قضية لا بد أن ننشغل بها؛ هى قضية الوطنية والعروبة والإسلام»، مؤكدة أنه «لن ننهض إلا عندما نتحد داخليا وخارجيا.. نتحد مع الدول الإسلامية ومع الدول العربية من منطلق الدين والمصلحة»، مشيرة إلى الإثباتات التى أوضحها بالإحصائيات والأرقام «أننا بالفعل محتلون بكل أنواع الاحتلال؛ فكريا وثقافيا واقتصاديا فى كل شىء.. أصبحنا مسلمين بلا إسلام؛ لأن الإسلام أصبح عندنا عادة». وتناولت قضايا هامة يتحدث عنها الكتاب؛ منها قضية مصر والسودان، والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية «التى لن تحل إلا باتحادنا مع السودان كما كنا فى الماضى، ولكن الغرب جاء فتّتنا؛ لأنه علم أن قوتنا فى الاتحاد»، واستقصت بعض أمثلة التفتيت التى قام بها الغرب؛ «فمنها التفتيت الذى قام به الغرب أثناء احتلاله لنا، وأنه قسم 14 دولة سماها الدولة الحديثة لا تملك منفذا على البحر ولا لها أنهار؛ فنجد دولا خاضعة وصراعات قائمة دائما فى إفريقيا لهذا السبب». وشرحت كيف تعرض المؤلف للكيان الصهيونى فى كتابه قائلة: «تحدث عن القضية الصهيونية، مؤكدا أن الاحتلال فى القدم قوّى إسرائيل فى المنطقة ولم يكن الاحتلال يقصد موضوع فلسطين، بل كان القصد زرعها فى المنطقة، وخصوصا مصر؛ لأنه من قديم الأزل كانت كل الحملات والهجمات تقف عند صخرة مصر وتتكسر، سواء حملات التتار والصليبيين أو غيرهم أو ما قبل التاريخ؛ تأتى عند مصر وتنتهى»، مضيفة أنه «هناك أيضا الاحتلال الفكرى والثقافى؛ فأكثر ما فعله هو التفريق بيننا وبين الإسلام. للأسف جعلونا نحصره فى العبادات، ووقفت الشريعة عند الناس واختزلت فى قطع اليد فقط». وضع النصارى بالكتاب واستنكرت حلول قضية النصارى بجلوس رجال الدين بعضهم مع بعض وتقبيل بعضهم البعض، منوهة أن المؤلف قال إنه بدأت الفرقة بين المسيحيين والمسلمين عندما تولى البابا شنودة رئاسة الكاتدرائية، وهو كشخص له تطلعات سياسية حتى يحقق هدفه، فبدأ يسيطر على الكنيسة وأولها المصادر المالية، ثم بدأ بعد ذلك يسيطر على المسيحيين أنفسهم بالإرهاب الفكرى. ولأنه كان دارسا للفلسفة والتاريخ بدأ يجلب من بطون الكتب القديمة مكائد حصلت للمسيحيين من مختلف العصور من أيام الفاطميين، وبدأ يغذى الشعور بكره الإسلاميين، كما عمل على أن يجعل الكنيسة دولة داخل الدولة؛ كل الأنشطة تمارس بها مثل مسرح الألعاب الرياضية وما شابه، فأصبح المسيحى منفصلا عن الدولة. وإذا نظر المسيحيون فى التاريخ جيدا فسيجدون أنهم لم يتطوروا إلا فى عهد الإسلاميين؛ فعدد الكنائس التى بنيت فى العصر الإسلامى أكثر بكثير من التى بنيت قبله، متسائلة: «ما هو كنه الاضطهاد الذى يدعيه الكثير؟ هل منع المسلمون المسيحيين من ممارسة شعائرهم؟ هل منعوهم من بناء شركات أو عقارات أو ما شابه؟ أين الاضطهاد؟ فيما قام البابا قام بعمل جبهة أخرى هى أقباط المهجر، التى أفسدت كثيرا». وعندما جاءت إلى قضية المرأة قالت: «هذه القضية تواجه الإسلاميين وتضعهم أمام أنفسهم؛ فهم يتحدثون عن المرأة، ولكن أنت كحزب؛ كم امرأة فى الهيئة العليا فى الحزب؟ كم امرأة تضعها على قوائمك فى الانتخابات؟ وفى أى ترتيب؟ كم امرأة تجرى دراسة وتأخذ بها؟ كم امرأة أوكلتها بمنصب أمانة فرع على مستوى محافظات مصر؟»، مستشهدة بنفسها دليلا على أن حزب الاستقلال يفتح أبوابه للمرأة، موضحة أنها كانت فى أحزاب إسلامية أخرى ولم تجلس هكذا لعرض كتاب واحد. وعقّبت د. نجلاء على عرض الكتاب قائلة: «كل الكتاب استشهاد بالقرآن والسنة، وهو أكبر دليل؛ فرغم أنه كتاب سياسى، استشهد بالدين فى كل القضايا؛ لذلك نحن نقول إن السياسة والدين لا يفترقان»، كما وصفت موجة الكتاب بأنها تحفيزية على توطين الحقوق؛ «فإذا طبقنا هذا على مثال وليكن الحكم والسلطة فهما أداة فى تنفيذ هذه الرؤية الإسلامية فلن يأتى حاكم غير إسلامى ينفذ رؤية إسلامية؛ فلا بد أن يكون الحكم جزءا من أهداف الإسلاميين؛ ليس من أجل حصد كرسى أو سلطة بل من أجل تحقيق النفع والخير للأرض». وتطرقت إلى موضوع المسيحيين قائلة: "دائما المسيحيون معنا فى كل شىء، ولهم أدوار بارزة، ولكن شنودة بالفعل هو أداة للغرب، وكان اهتمامه أن يقيم دولة داخل الدولة؛ فهو أداة لأمريكا»، مستشهدة بالكتاب؛ إذ خصص صفحات كثيرة ضد الاستعمار والتبعية والهيمنة، وأوضح الفروق بين الديمقراطية والشورى، كما أكد أنه الغرب رغم ادعائه الديمقراطية لا يتعامل بها فى أى شىء. مصرى عرّبنى الإسلام وفى كلمته، قدم د. مجدى قرقر مقدمة وجيزة لكل القضايا التى تحدث عنها الكتاب؛ فقد قال إن الرؤية الإسلامية لا تتعارض مع الوطنية، وهى تترجم قول رسول الله: «لولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت. وأنت أحب البقاع إلىّ»، مشيرا إلى قول الشيخ محمد الغزالى البليغ الذى لخّص كل هذه المعانى: «أنا مصرى عرّبنى الإسلام»، فلا ينكر مصريته ولا ينكر عروبته ولا إسلاميته، وأكبر دليل على أن الإسلام دين الحرية أن هناك دولا كثيرة مسلمة وظلت على حالها دون أن تتعرّب، وأن هذا الشعب العظيم قهر الاحتلال وحصد الاستقلال معا، وذابت الأديان فى الوسط، معرفا الحزب بأنه حزب وطنى إسلامى عربى يؤمن بكل هذه الأمور. وأوضح «قرقر» أن «الإسلام الذى نعنيه فى خطابنا هو الإسلام الحضارى. وهنا لا بد أن نفرق بين الإسلام دينا والإسلام حضارة»، مؤكدا أن «هذا هو الإسلام الحضارى الذى نؤمن به ونتبناه نحن حزب الاستقلال»، ضاربا مثالا بالمسلة الفرعونية التى تترجم إلى المنارة القبطية ثم إلى المئذنة الإسلامية؛ فهذا هو تفاعل الحضارات، منتقدا ما قاله د. حنا عندما قال إن هناك 7 أعمدة مكوّنة للشخصية المصرية، وهذا يعنى أن كل عمود منفصل عن الآخر، مصححا أن الحضارة القوية لا تتأثر بالحضارة التى تليها؛ لأنها كانت فى زمنها قوية أيضا؛ فمصر يجب أن تعود إلى ريادتها ومسئوليتها العربية، مشيرا إلى أنه يظن «أننا بهذه الرؤية الوسطية الحضارية مؤهلون أن يكون لنا دور كبير فى هذا الوطن». كما أوجز قضايا الكتاب فى كلمات بسيطة ملخصة حددها فى 7 قيم كلها تترجم ما فى هذا الكتاب: 1- الاستقلال. 2- الحرية. 3- الشورى. 4- طهارة اليد. 5- التنمية. 6- العدالة الاجتماعية. 7- تأصيل الهوية العربية الإسلامية. معللا بذلك تبادُر «الاستقلال» إلى الأذهان أول اسم عندما اضطروا إلى تغيير اسم «العمل»؛ إذ يرى أنه أساس الداء. وقال قرقر: «نرى أننا لا بد أن نتمسك بالاستقلال ونتحرر من التبعية، وتحديدا ضد التبعية للحلف الصهيونى الأمريكى، ومن ثم هى مرتبطة بالقضية الفلسطينية التى هى قضية العرب وقضية الأمة بأكملها. والبعض يعتبر هذا الكيان الصهيونى حاملة طائرات كبيرة للولايات المتحدةالأمريكية. وهناك من يظن أن الكيان هو الذى له السلطة، ولكن نحن نؤمن أن الاثنين عدوان لا يفترقان؛ فكما قال الفقى قبل انتخابات الرئاسة الماضية: (لا بد أن يحظى الرئيس القادم بقبول أمريكى إسرائيلى)، ولكننا بعد يناير مصرون على أن يحظى الرئيس القادم بقبول ورضا الشعب المصرى لا بقبول الحلف الصهيونى الأمريكى؛ فنحن فى يناير كنا تواقين إلى النصر فقط؛ لذلك غادرنا الميدان سريعا؛ فالعلاقة الصارخة بيننا وبين الغرب —وخاصة الأمريكان والصهاينة— تضر بمصالحنا. وهذه كانت معركة العسكر؛ فهو يحارب بكل قوته للإبقاء على هذه التبعية كما يريد الأمريكان. وكل محاولات الأمريكان هذه من ضرب ومحاولة إخضاع تدل على أننا أمة حية؛ فهم لن يستفيدوا من أمة ميتة؛ فيجب أن تكون العلاقة بيننا وبين الغرب علاقة ندية تقوم على المصالح المتبادلة وعلى احترام الآخر واحترام حقوق الإنسان وعدم التدخل فى الشئون الداخلية». وتابع أن «قضية الاستقلال لا تُختزَل فى قضية عسكرية فقط، بل فى كل شىء؛ فعلى سبيل المثال الاقتصاد؛ فإن أحمد حسين بدأت الأنظار تلتفت إليه بشك واضح عندما ألف كتاب (الاقتصاد المصرى من الاستقلال إلى التبعية والتجربة)، وكان امتدادنا فى مصر الفتاة (البس من صنعك وكل من زرعك واستخدم كل ما هو مصرى)»، مُقوّيا رأيه بتذكيره بالقبض على مجدى حسين عندما رفع شعار «الموت لأمريكا»، وطلب من الشباب أن يحرقوا علمها وأن يتخلصوا من التبعية، وموقف غلق جريدة «الشعب» التى كانت أسبوعية وعدد صفحاتها كان نحو 11 صفحة، وكانت تتبنى هذا الموضوع أكثر من الأهرام اليومى وكانت 42 صفحة، وهذا حسب تحليل إحصائى لمركز الدراسات الاستراتيجية للأهرام. والقيمة الثانية فى استرسال «قرقر» هى «الحرية فى الإسلام»، وهى أيضا قيمة عظيمة من قيم الإسلام؛ ففى الجاهلية عندما قالوا لعنترة ابن شداد: «هيا حارب معنا» قال: «ولماذا أحارب معكم؟! أنا عبد»، فقالوا له: «ما اعتراضك؟! الحرية؟! خذ حريتك»، فأصبح بعدها عنترة بن شداد. والحرية هى التى أخرجت عمار ابن ياسر وسلمان الفارسى وبلال بن رباح ليكونوا الخيار فى الإسلام وسادة العالم بعد ذلك. «ونظن أن الحرية هى المظلة العليا لمقاصد الشريعة فى الإسلام؛ فمقاصدها الخمسة هى (النفس والمال والعقل الدين والعرض)؛ فهى مكون أساسى من مكونات دينا الإسلامى». وكانت القيمة الثالثة التى تحدث عنها الأمين العام للحزب هى قيمة الشورى فى مواجهة الاستبداد: «هناك فرق بين الاستعباد والاستبداد»؛ إذ عرف الاستعباد قائلا: «فهو مثل مبارك وعصابته؛ يتعامل مع الشعب كأنه عزبة ومن أملاكهم. ومن هنا نتفاخر بأننا امتداد لهذه الثورة الشعبية الوطنية: ثورة عرابى التى وقف فيها أمام الخديوى يردد مقولة الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه: (لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ولم تخلقنا تراثا ولا عقارا)؛ فهذه المقولة التى قالها عرابى قالها فى مواجهة الاستعباد الذى كان يريده الخديوى للشعب، وكان شريكه الزعيم عبد الله النديم الذى تتلمذ على يده مصطفى كامل، وهو الذى أخد منه أحمد حسين مقولة: «إننى أريد أن أبعث فى مصر الهرِمة، مصر الفتاة» وجاء خط حزب «الاستقلال» متسقا معها. وجاءت القيمة الرابعة حسب ترتيب «قرقر»، طهارة اليد فى مواجهة الفساد، والقيمة الخامسة التنمية فى مواجهة الركود، والقيمة السادسة العدالة الاجتماعية فى مواجهة الظلم الاجتماعى، والقيمة السابعة والأخيرة هى «تأصيل هويتنا الإسلامية العربية فى مواجهة التغريب»، بالإضافة إلى 3 قضايا هامة؛ هى: قضايا المرأة والأقباط والسودان، مؤكدا أن هذه العناصر العشرة تلخص الكتاب، مذكرا بأن «من أهم ما نتحدث عنه أيضا هو الفعل مع القول لا القول فقط». وأشاد قرقر بمواقف الشعب المصرى وإيمانه بالهوية والوحدة؛ إذ رفض فى الماضى الاحتلال الفرنسى، ورفض أيضا الخروج عن الخلافة العثمانية؛ لذلك ارتضى بمحمد على؛ لأنه كان ممثل الخلافة العثمانية فى مصر؛ فهم كانوا يعتبرون أمة واحدة»، مستشهدا بموقف سليمان الحلبى عندما قتل كليبر، فهل قال: «هى قضية مصرية»؟! أما القيمة الخامسة التى أفاض فيها قرقر فهى طهارة اليد فى مواجهة الفساد، «وأول ما طرأ فى ذاكرتى ما كتبه إبراهيم شكرى وأحمد حسين والذى ينطبق على ما هو موجود الآن: (كرعاياك يا مولاى)»، مشيرا إلى أن مشكلة مصر هى الفساد الموجود؛ حيث كان ثروة مبارك ورجاله 80% من الثروة و20% يملكه الشعب. وختم بالعدالة الاجتماعية؛ إذ قال: «فنحن كنا ولا نزال نصير المستضعفين والمهمشين؛ فقد قصدنا معظم من لهم مشكلات من العمال والفلاحين، ونحن كنا فى القديم لا نخجل من أننا اشتراكيون؛ لأننا كنا نأخذها من منطلق العدالة الاجتماعية بالمفهوم الإسلامى لا بالمفهوم الماركسى، كما كتب الأستاذ عادل حسين: (الاشتراكية التى أؤمن بها)»، وتساءل: «هل نتغرب أم نؤصل هويتنا العربية الإسلامية؟».