غافلون امتنا منشغلون بالورود والهدايا والملابس والحفلات، ونسوا شلالات الدم في سوريا وفلسطين ومصر والعراق وبورما، وأخيرا في إفريقيا الوسطى، مسلمو جمهورية إفريقيا الوسطى يتعرضون لتطهير عرقي، والأزمة متواصلة هناك منذ وصول الإسلاميين إلى السلطة في مارس الماضي، والوضع الأمني هناك يزداد تدهورا، بسبب العنف المذهبي الذي اجتاح الجمهورية خاصة في الأشهر الأخيرة يتعرض المسلمون المدنيون لهجمات من القتل والتنكيل بعدما حازت جماعة السيليكا - ذات الغالبية المسلمة - على السلطة، ورغم تنحى زعيم الجماعة الرئيس ( ميشيل جوتوديا ) عن السلطة في يناير الماضي ، وتولي الرئيسة (كاترين سامبا ) إلا أن هذا التنحي لم يؤدي إلى نزع فتيل الأزمة، حيث تواصلت أعمال العنف ذات الطابع الديني .. * فالجماعات و الميليشيات المسيحية تشن هجمات ضد المسلمين ما أدى إلى نزوح نحو مليون مسلم - وهو ما يعادل 20 بالمائة من السكان - عن ديارهم ( ويعد هذا النزوح الجماعي للمسلمين معدلاً تاريخياً ) والتقارير تفيد بأن الأسعار ارتفعت بشدة بعدما غادر كثير من التجار المسلمين العاصمة بانغي ، فأصبح 90 في المائة من سكان إفريقيا الوسطى يأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم؛ رغم أن دولة إفريقيا الوسطى غنية بالذهب والماس، لكن مرورها بسنوات من الاضطراب وسوء الإدارة جعلت غالبية سكانها البالغ عددهم 4.6 مليون، يعيشون في فقر حاد، وزاد حياتهم مأساة اندلاع أعمال العنف والتنكيل، * وفشلت القوات الدولية لحفظ السلام في منع التطهير العرقي ضد المسلمين، وبدء بالفعل إجلاء الرعايا الأجانب من أفريقيا الوسطى، وأرسلت فرنسا 1600 جندي إلى هناك إلى جانب قوة افريقية قوامها 5500 جندي بهدف التعامل مع الأزمة، إلا أن هذه الأعداد ليست كافية، ووافق الاتحاد الأوروبي على إرسال ما يصل إلى 600 جندي لمساعدة القوات الإفريقية والفرنسية الموجودة بالفعل للحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء، وأصدر مجلس الأمن قرارا بالتعزيزات باستخدام "كل الإجراءات اللازمة" لحماية المدنيين في الدولة التي تعاني من الفوضى منذ الإطاحة بالرئيس، وقرار مجلس الأمن يسمح بفرض عقوبات على زعماء الجماعات المتهمة بارتكاب مذابح وانتهاك حقوق الإنسان، * وهناك خشية من أن الوضع سينزلق إلى انقسام ديني على مستوى الدولة ويخرج عن السيطرة، فالوحشية الطائفية تغير لآن ديموغرافية الدولة . . وذلك في غياب التحرك الدولي الأقوى، ومن ثم تعتمد الأرواح على مناشدة المجتمع الدولي بقوة لتعزيز جهود حفظ السلام في إفريقيا الوسطى .. وإذا بحثنا عن أصل الأزمة نجد إنها أزمة دينية وعنصرية، والسياسيين العنصريين هم الذين يقفون وراء أعمال العنف بدوافع دينية.. وحال المسلمين هناك بالفعل مذري؛ فهم يعيشون مأساة إنسانية يعلوها شلالات الدم ، كما أن البنية التحتية عندهم قد دمرت ولم يعد في البلاد أي تعليم أو عناية صحية أو دواء. لقد دمرت البيوت، ( والمجاعة تتربص بهم ).. إن لم يفعل المجتمع الدولي شيئا لهم.. * والسؤال: أين مسلمو الأمة العربية والإسلامية مما يحدث للمسلمين هناك ؟ وما يحدث للمسلمين في العالم ؟ * وأين نحن من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه) رواه البخاري ومسلم .. وقوله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه البخاري ومسلم. لقد تداعت علينا الأمم عندما تركنا فريضة الجهاد وإغاثة المؤمنون في أي مكان .. بل وتغافلنا طويلاً عن حقيقة انتشار أكثر من 36 ألف جمعية تبشيرية صليبية في صحاري إفريقيا، هؤلاء مدعمون من الكنائس والمنظمات المسيحية الأمريكية، إنهم يريدون جعل إفريقيا كلها مسيحية .. فماذا فعلنا نحن ؟.