وصفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، المؤتمر الرابع للحزب الوطني الذي اختتم أمس الأول بأنه مؤتمر لتنصيب جمال مبارك خلفًا لوالده، بعد أن مهد الحزب الطريق لنجل الرئيس عبر التعديلات الدستورية المطروحة للدراسة والتي تهدف إلى التوغل في التجمعات الجماهيرية مثل الطلاب والعمال. وأشارت الصحيفة إلى أن جمال مبارك يتصرف وكأنه الرئيس الشرعي لمصر ويجتمع مع الوزراء ويصدر لهم أوامر ويقترح ويلغي اقتراحات صادرة من الوزراء المعنيين ويساعده على ذلك الوزراء المقربون إليه ومن والده. وتنبأت الصحيفة أن يشهد مطلع العام القادم تصعيدًا كبيرًا لجمال مبارك ربما يصبح إلى حد تعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية.
وكان جمال مبارك قد عقد لقاءً مع ضيوف وباحثين أجانب يحضرون المؤتمر، وحذر فيه من أن السياسات الأمريكية في المنطقة وانحيازها إلى جانب إسرائيل تعطي المتشددين الأرض الخصبة والذريعة للاستمرار في تشددهم، بحسب بيان صادر عن الحزب.
وتحدث جمال مبارك في ختام المؤتمر عن رؤية الحزب للسياسة الخارجية المصرية، فوصف الهجوم الإسرائيلي على لبنان بأنه هجوم وحشي واستخدام مفرط في القوة ضد لبنان وضد المدنيين... وهدم البنية الأساسية في لبنان. من جانب آخر، شهد اليوم الأخير لمؤتمر الحزب، مناقشة موضوع التأمين الصحي في جلسة تحدث فيها حسام بدراوي أمين لجنة التعليم بالحزب ومشيرة خطاب الأمينة العامة للمجلس القومي للمرأة والدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة الذي اقترح فرض ضرائب جديدة على السيارات تستثمر لصالح التأمين الصحي وكذلك رفع قيمة السجائر.
وبعد انتهاء هذه الجلسة قام جمال مبارك بتكريم لاعبي منتخب مصر القومي لكرة القدم وسلم شهادة تقدير، بعدها بدأت مناقشة عامة التقارير الحزب الوطني حيث تحدث زكريا عزمي وأحمد عز جمال مبارك. وكان لافتًا في ختام المؤتمر أن غالبية الأعضاء وصفوا خطاب رئيس الوزراء الدكتور بأنه خطاب ضعيف ولم يخرجوا منه بكلمة مفيدة، وعلق أحد الأعضاء على قوله: نحن أقمنا مئات المصانع، بسؤال تهكمي: لماذا لم يذكر عدد المصانع التي بيعت؟.
وقد بدأت جلسة نقاشية حول الأمن القومي المصري وجلسة حول سياسيات الطاقة تحدث فيها المهندس سامح فهمي وزير البترول وحسن يونس وزير الكهرباء والطاقة. وبدأها جمال مبارك بالحديث عن الرئيس مبارك وإنجازاته في مجال الكهرباء. ثم بدأ الوزراء في سرد مشروعات الطاقة سواء الكهربائية أو النووية وبعدها بدأت الأسئلة وبعد انتهاء الجلسة.
وطالب العديد من الأعضاء من جمال مبارك تعيين أبنائهم ووعدهم بالحديث مع رئيس الحكومة ثم توجهوا إلى وزيري البترول والكهرباء وطالبوهما بتوظيف أكبر عدد من الأفراد ووعداهم بدراسة الموقف.
كما طالب بعض الأعضاء من أحمد عز أمين التنظيم تعيين أبنائهم في شركاته لكنه تجاهلهم، مما دفعهم إلى الهتاف ضده، فذهب إليهم سلفه كمال الشاذلي وهو في طريقه إلى تناول الغذاء وهدأهم، فهتفوا له مؤكدين أن عهده كان أفضل بكثير من الوقت الحالي.
وقد أدى إعلان صفوت الشريف الأمين العام للحزب أن الجلسة الختامية ستتأخر لمدة ساعة بسبب مقابلة الرئيس مبارك للرئيس السوداني عمر البشير، إلى تزمر البعض الذين قالوا إن وراءهم سفر، فبادرهم قائلاً: "الرئيس هيقابل ضيف على مصر فلازم نستحمل".
وكان لافتًا في اليوم الختامي للمؤتمر، التواجد الأمني المكثف وخاصة داخل اللجان والقاعة العامة بالإضافة إلى عدد كبير من أفراد الحرس الخاص للأعضاء الذين يطلق عليهم رجال أعمال حيث وصل أن عدد الحرس الخاص لأمين التنظيم أحمد عز حوالي 5 أفراد من أصحاب الأجسام القوية.