تخوض الفصائل الفلسطينية المقاومة معركة شرسة مع الاحتلال الصهيوني ، وتعتمد على نجاحها وانتصارها في المعركة على ما تبتكره من تكتيكات ووسائل قتالية جديدة تمكنها من إطلاق قذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع على البلدات والمواقع العسكرية الصهيونية المتاخمة للمناطق الحدودية لقطاع غزة . وأثبتت الفصائل الفلسطينية نجاحها في عمليات إطلاقها رغم ما يمتلكه الاحتلال من تكنولوجيا مراقبة ورصد متطورة ، سخرها لتصفية المجموعات الفلسطينية المطلقة لقذائف الهاون والصواريخ وإحباط عمليات إطلاقها. غزة من مراسلنا- عمر عوض والملاحظ في معركة صراع الأدمغة التي تخوضها الفصائل الفلسطينية ، والتي بدأت تأتي ثمارها بعد أن فشل الاحتلال بوقف إطلاق الصواريخ والقذائف من قطاع غزة ، حتى أصبحت الهم الشاغل للصهاينة في التفكير بالقضاء على هذا السلاح الفلسطيني ،الذي أحدث بداخل الكيان الصهيوني انقساماً واضحاً ، كشف مدى العجز العسكري الصهيوني في المعركة ، إلى أن وصل الأمر إلى التقليل من جدوى كافة التجهيزات والقدرات العسكرية والتكنولوجية المتطورة التي يتغنى بها الاحتلال .صحيفة الشعب التقت عدد من قادة المقاومة الفلسطينية(الأحد 15-6-2008م) للكشف عن قوة المقاومة وتسليط الضوء على تكتيكاتها العسكرية التي أربكت الاحتلال وجعلته يقف عاجزاً أمام ابتكاراتها وأساليبها القتالية.
الرعب والأزمة الداخلية
وعن قوة ونجاعة هذا السلاح الفلسطيني ؛ الذي يعد بسيطاً وبدائياً بالنسبة لقدرات الاحتلال العسكرية أكد أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الفلسطينية ، في حديث لصحيفة الشعب أن قذائف الهاون والصواريخ الفلسطينية حققت في الفترة الأخيرة نوعاً من توازن الرعب مع الاحتلال ، رغم التصعيد العسكري الأخير والواضح من قبل الاحتلال تجاه الفلسطينيين ، وقال:'القذائف والصواريخ شكلت للاحتلال أزمة داخلية على الصعيد السياسي أو العسكري'.
وأكمل:' العدو لم يستطع بكل منظومته وقوته أن يوقف إطلاق صاروخ واحد بالرغم من تصاعد الاغتيالات والهجمات ضد قادة المقاومة الفلسطينية وضد شعبنا '.
وعن نجاعة قذائف الهاون مؤخراً أكد بأنها شكلت خطراً على العدو وأرعبته أثناء اجتياحه لأي بقعة من قطاع غزة ، مشدداً على أن المقاومة الفلسطينية في الفترة الأخيرة تمكنت من ضرب أهداف إستراتيجية للاحتلال في أكبر مدى قطعته لداخل فلسطينالمحتلة لضرب مصالح وأمن الاحتلال.
وقال:'إن هذه الصواريخ محلية الصنع باتت تصيب الأهداف بأكثر دقة وحساسية فآلمت الاحتلال'.
وأوضح أن المقاومة تتقدم من يوم لآخر في قدرتها لضرب الاحتلال بكل قوة لتؤكد له بأنها هي التي تتحكم في زمام المبادرة ، وتعهد بأن تواصل لجان المقاومة الشعبية قدرتها في ضرب العدو الضربات الموجعة من خلال ابتكار كل ما هو جديد لخلق توازن رعب معه ، وشدد على أن صواريخ المقاومة الآن تعتبر وسيلة ردع حقيقية للعدو بعد أن استفحل في عداونه ، مؤكداً على فشل كافة الوسائل الأمنية التي يتخذها الاحتلال لمنع إطلاقها .
وقال:' لن يوقف الاحتلال الصواريخ حتى ولو أتى بمليون خطة كمنظومة الدفاع الحديدية التي يتحدث عنها ، وتعهد بأن تعمل لجان المقاومة على إفشالها حتى ولو انفق الاحتلال عليها كل الأموال .
إرادة أقوى من الاحتلال
ولفت أبو مجاهد بأن إرادة المقاومة الفلسطينية أقوى من كل أجهزة الاحتلال ، وقال:'كل التحديات التي تواجه المقاومين الفلسطينيين بلا أدنى شك تكشف عن أن المقاومة تتبع أسلوباً جديداً في التعامل التعاون مع الاحتلال في إطلاق الصواريخ وفي كل عملياتها'. وأكد على أن المقاومة قادرة على ابتكار خطط ميدانية جديدة مخالفة لتوقعاته ، ومغايرة لما يأمل أن يكون .
وقال:' استطاعت المقاومة أن تثبت جدارتها على الرغم من وجود عدد كبير من الشهداء إلا أنها استطاعت بتكاثفها وبأخذها للاحتياطات الأمنية اللازمة أن تكبد العدو خسائر ليست بالهينة وان تعمل ضمن خطة متكاملة على الأرض حتى أرغمت العدو على الاعتراف بأنه يواجه جيش جديد من الجيش النظامي .
بدوره بين أبو حمزة الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ،أن المقاومة الفلسطينية في صراع منذ عدة عقود مع الاحتلال المجرم ، الذي استباح الأرض والسماء والبحر فاستباح العباد في ذبحهم وقتلهم وحصارهم .
وقال:' أن كل الوسائل لسرايا القدس اليوم هي متاحة لضرب العدو في كل مكان ، وان صواريخ السرايا وقذائف الهاون لن تتوقف طالما بقي الاحتلال يمارس حماقاته وسياسته البربرية ضد شعبنا الأعزل '.
وأكمل :'ستتساقط على سيدروت والمجدل ويد مردخاي والمعابر التي لن تكون في مأمن طالما أنها تدخل الموت والهلاك لشعبنا الفلسطيني بدل أن تكون لحرية التنقل للفلسطينيين أو لدخول المواد الغذائية والإسمنتية لقطاع غزة '.
صواريخ متطورة
وعن ادعاءات الاحتلال بامتلاك سرايا القدس لصواريخ متطورة تصل لعمق المجدل وعسقلان ، أوضح أبو حمزة ، أن الاحتلال يتحدث عن أمور يريد أن يصعد من خلالها عدوانه على غزة ، وقال:' نحن نقول إن ما بأيدينا في سرايا القدس من صواريخ هي محلية الصنع ولا زالت في نظرنا بدائية لكنها تحدث نوعاً من توازن الرعب مع الاحتلال '.
وتوعد الاحتلال بأن تضرب هذه الصواريخ البسيطة ما يقارب ال'17 كيلو' في عمق الاحتلال داخل فلسطينالمحتلة. وأكد على أن الصواريخ أجبرت رئيس بلدية سيدروت أن يعلن استقالته على الملأ وهي التي أجبرت أكثر من 3000 آلاف مستوطن على الرحيل من سيدروت والمجدل وجعلت اليهود لا يسكنون سيدروت بل يهجرونها .
وقلل ابو احمد من قدرة عمليات الاغتيال بحق قادة الفلسطينية في التأثير على عمليات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون . وقال:' رسالتنا هي أن عمليات الاغتيال لن تجبر سرايا القدس أن توقف صواريخها والعدو واهم '. وأشار إلى أن الاحتلال يتحدث عن وجود منظومة لصد صواريخ المقاومة الفلسطينية ،وستكون جاهزة بعد أعوام. وحكم أبو حمزة على هذه المنظومة بالفشل لأن صواريخ المقاومة مباركة من الله عز وجل وهو الذي يسيرها ولا يمكن بإيقافها إن وضعت المنظومة الحديدية .
وأضاف:'هذا لا يمكن أن يثنينا عن المزيد من الإصرار في ضرب هذا العدو وان نبتكر ما يمكن أن يفشل مخططاته في صد صواريخ المقاومة '.
قلقاً كبيراً للاحتلال
في السياق شدد أبو قصى الناطق باسم لواء الشهيد حسن المدهون ، على أن الصواريخ أصبحت تشكل قلقاً كبيراً للاحتلال وكذلك قذائف الهاون، وقال :' معركتنا متواصلة مع الاحتلال ولن يكون فيها إلا النصر للمقاومة والهزيمة لقوة الاحتلال '.
وأكمل مستشهداً بالمثل الشعبي الشائع 'العيار الذي لم يصيب يدويش '. وأكد على أن صواريخ المقاومة و الهاون أصبحن أكثر تطوراً ن على الرغم من مواصلة المقاومة تطويرها أكثر فأكثر لتكون جاهزة على ضرب العمق الإستراتيجي للإحتلال من داخل قطاع غزة .
وعن الوسائل التي يعتمدها لواء الشهيد حسن المدهون في إطلاق الصواريخ ، لفت إلى أن مهمات الإطلاق تحفها رعاية الله وحفظه رغم خطورة الأماكن التي يصل إليها المجاهدين ، وقال:' في الإطلاق ربنا يحمينا ويسهل لنا الأمور ، لأن عملنا خالصاً لوجهه الكريم ، فيعمي بصر اليهود '.
وشدد على أن الفصائل الفلسطينية تعمل في ساحة حرب حقيقية مع الاحتلال لذلك عليها أن تطور من وسائلها وصواريخها لتصل لأبعد مدي وتفشل كل منظومة يعمل الاحتلال على إنتاجها لإيقاف الصواريخ .