أكّد الممثل والمغنّي المصري وائل منصور في اتصال مع «السفير» أنّ شركة «ديزني» أبلغته رسمياً، يوم الثلاثاء الماضي، استغناءها عن خدماته كمؤدٍّ لصوت شخصيّة «دونالد داك» (بطوط) بالعربيّة. وأشار منصور إلى أنّ السبب الذي قدّمته الشركة لفصله، كان تغريدة خطّها في آب الماضي، يعلن فيها كرهه للصهيونية، وألمه للجرائم التي ترتكبها «إسرائيل». أعاد منصور نشر تلك التغريدة أمس، على صفحَتيْه على «فايسبوك» و«تويتر»، وجاء فيها أنّه «يتمنى انهيار إسرائيل»، وأنه «يكره الصهيونية، وتزيد كراهيته لها كلّما قتلوا طفلاً أو احتلّوا قطعة أرض». وقال منصور: «كتبت تلك التغريدة على حسابي الرسمي منذ أشهر، ليتناولها صحافيّ إسرائيلي في تقرير نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست»، اتهمني فيه أنني معادٍ للسامية، وأساهم في كراهية العرب لإسرائيل. وخلال الأشهر الماضية، تناقلت التغريدة وسائل إعلام إسرائيلية، وبدأت تصلني رسائل تتهمني بنشر الكراهية. تفاعل الأمر، حتى قرّرت «ديزني» أنّه لا يجب عليّ أن أكمل عملي كمؤدٍّ لشخصية بطوط، وأبلغت بذلك الشركة الموكلة دبلجة أعمالها الكرتونيّة في مصر». ويضيف: «طردوني لأنني أكره الصهاينة، غريب هذا الأمر، يتحدثون عن حرية التعبير ويفصلونني من عملي لأني عبرت عن رأيي بحرية». في العام 2006، أطلّ وائل منصور للمرّة الأولى على شاشة التلفزيون، من خلال برنامج «سوبر ستار» في موسمه الأوّل. حينها، أدّى أمام لجنة التحكيم صوت شخصية «بطوط» الشهيرة. وما أن عرضت الحلقة، حتى تلقى اتصالاً من شركة «ديزني»، تطلب منه رسمياً أن يؤدّي الصوت الرئيسي لشخصية بطوط في كل أعمالها باللغة العربية. رحّب منصور بالعرض، وقام بوضع صوته على شخصيّة بطوط منذ ذلك الحين، وحتى يوم الثلاثاء الماضي حين تبلّغ من الشركة الموكلة دبلجة العمل وقف التعاون معه. لا يشعر وائل بالندم على موقفه، بل على العكس يشعر «بالفخر»، كما يقول ل«السفير»: «ما كتبته على «تويتر» ليس جديداً، هي نفسها مشاعر ملايين العرب والمسلمين حول العالم، لكن يبدو أن «ديزني» لا تؤمن بحرية التعبير، ولا تريد أن تفصل بين مهارة من يعمل معها، وبين أفكاره السياسية. مجرّد تغريدة على «تويتر» سببت لها كلّ ذلك القلق والخوف». اعتبرت «ديزني» أنّ تغريدة وائل منصور تحضّ على «معاداة الساميّة»، رغم أنّه كان واضحاً حين استخدم عبارة «الصهيونيّة» وليس «اليهود». موقفها ذلك، يفتح ملفاً عمره أكثر من ربع قرن، حول المعايير المعتمدة في إنتاجات «ديزني»، إذ لطالما اتهم باحثون وصحافيون الشركة الأميركيّة، بالترويج لمفاهيم عنصريّة ومتحيّزة، مثل التركيز على مفاهيم الجشع، وعبادة أحلام الثراء، وتصوير العرق الأبيض كمتفوّق على باقي الأعراق وصياغة مفاهيم تقليدية للجمال، وتظهر المرأة في موقع الغبيّة دوماً. آخر تلك الاتهامات جاءت على لسان الممثلة الأميركيّة ميريل ستريب، إذ تناقلت وسائل الإعلام العالميّة تصريحات ناريّة لها، تتهم فيها والت ديزني بكره النساء، ومعاداة الساميّة. بعيداً عن شخصية بطوط يعمل وائل كمذيع في إذاعة «ميغا أف أم»، إحدى أهمّ الإذاعات المصرية الموجهة للشباب، حيث يقدم برنامجاً يبثّ من الأحد للخميس بعنوان «خلي بكرة أحلى». ووائل هو شقيق الممثل الكوميدي خالد منصور، مؤدي شخصية جماهير في «البرنامج؟» الذي يقدمه باسم يوسف على شاشة «أم بي سي مصر». وكان وائل قد ظهر أيضاً في العديد من اسكتشات البرنامج، إذ أدّى شخصية عبد الحليم حافظ في أوبريت «قطري حبيبي»، وشارك في أداء أغنية «بعد الثورة». لا يرغب منصور في «تصعيد الموقف»، أو في تبني حملة لمقاطعة «ديزني» بسبب موقفها منه. يقول انه لن يضيع وقته في ذلك، وأنّ الأمر بالنسبة له انتهى.