ذلك الكيان العنصري الذي زرعه الاحتلال البريطاني في قلب الأمة العربية ليقتل أبنائنا ويشق صفوفنا ويستنزف مواردنا ويدنس مقدساتنا ويبتلع أراضينا وينتهك أعراضنا في أقبية المعتقلات ويسوم أشقائنا الفلسطينيين في الأراضي المحتلة سوء العذاب بالحصار والتجويع والتشريد والطرد. كراهية اليهود الصهاينة واجب علي كل عربي ومسلم، هذا كل ما تبقي لدينا، أو هذا أقصي ما نستطيعه الآن حتي إشعار آخر. إسرائيل التي أعدت لنا 300 رأساً نووياً لا تذوب فينا عشقاً لنابدلها حباً بحب، ولكنها تسعي للسيطرة علينا واستخدامنا خدماً وعبيداً باعتبار أن كل ال "جوييم" بالعبرية، أي "الأغيار" بالعربية وتعني كل من هو غير يهودي أقل منزلة من الكلاب والخنازير، خلقهم الله علي حد زعمهم المريض والعنصري لخدمة اليهود بصفتهم شعب الله المختار.. هكذا يعلمون أطفالهم في المدارس، وهكذا يعتقدون. الإسرائيليون الصهاينة يكرهوننا بكل ذرة في كيانهم، فمن يلومنا إذا بادلناهم كرهاً بكره؟ تعجبت كثيراً من محاولة الناشطة سميرة إبراهيم التبرؤ من تغريدات نسبت لها تتهمها بكراهية إسرائيل، بعد أن تسببت هذه التغريدات في حرمانها من التكريم في احتفال بواشنطن بحضور ميشيل أوباما وجون كيري معللة تبرؤها بأن حسابها علي تويتر تعرض للسرقة أكثر من مرة، ومن ثم أعلنت عدم مسئوليتها عن أي تغريدة عن العنصرية والكراهية. حتي لو لم تكن هذه التغريدات تخصها، فهل كانت مضطرة لتبرئة نفسها من شرف كبيريحسب لأي مصري وعربي ومسلم؟ علي كل حال هي حرة في مواقفها الشخصية أتصور أن إعلان كراهية إسرائيل العنصرية ليس اتهاماً بقدر ماهو موقف مبدئي مشرف، أو واجب مقدس تهون في سبيله كل الجوائز الأمريكية. ومعاداة السامية اتهام ينطوي علي مغالطات كبري لأن أبناء سام ابن نوح لم يكونوا كلهم يهوداً، فالعرب أيضاُ ساميون، ومن غير المنطقي أن يكره العرب أنفسهم، فكلنا ساميون، وفزاعة معاداة السامية إن كانت تخيف الأوروبيين فلا ينبغي أن تخيفنا نحن. فهل خافت سميرة من ملاحقة اليهود؟ وهل يستحق التكريم الأمريكي المشبوه التضحية بمبادئنا؟ أربأ بأي مصري أن يخشي ملاحقة شذاذ الآفاق له أو يطمع في تقديرهم ومكافآتهم. من ناحيتي .. أكرههم حتي ألقي ربي والله المستعان.