رغم مرور 41 عاما على الذكرى الأليمة لحرب الخامس من يونيو عام 1967 والتي احتلت فيها اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان السورية، الا أن اسرائيل لم تتمكن الى الآن من حسم تداعيات حرب الأيام الست او ما تمخضت عنه خاصة فيما يتعلق بملفات القدس واللاجئين وحدود الدولة الفلسطينية. ويقول الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والأمين العام لمنتدى الفكر العربي في عمان انه على الرغم من شدة قسوة نتائج هذه المعركة الا أن الذهنية العربية تحررت منها فبعدها بست سنوات فقط استطاع الجيش المصري ان يعبر قناة السويس كما استطاع الجيش السوري ايضا ان يخوض معركة منسقة مع مصر كان لها اثرا كبيرا على أرض القتال. وأضاف: ما يجري اليوم في المنطقة هو ليس فقط مجرد آثار لهزيمة 1967 ولكن بسبب ايضا الادارة السيئة لما حدث في اكتوبر 1973 فرغم اهمية هذا الانجاز الا انه لم يستمثر سياسيا وراهن الرئيس الراحل انور السادات على ان مصر يمكنها البدء في عملية تسوية كما راهن على الولاياتالمتحدةالامريكية الا ان إسرائيل كان في ذهنها شيء اخر فكانت تريد خلع مصر من السياق العربي وابرام معاهدة منفردة معها حتى تتمكن من فرض تسويتها على كل الجبهات الأخرى في غياب مصر. وتابع: لكن اسرائيل حتى في هذا السياق لم تستطع لانها لم تتمكن من فرض ارادتها على لبنان وقد رأى العالم اجمع هزيمة الجيش الإسرائيلي في 2006 وبالتالي لا يجب ان نقول اننا كعرب مازلنا نعيش نتائج ازمة 67 ولكن يمكن القول بأننا لم تنعلم الدروس المفيدة من الامر. واكد الدكتور حسن نافعة في لقائه مع قناة الجزيرة ان العودة الى حدود ماقبل 5 يونيو 67 هو الحد الأدنى الذي يمكن ان ترتضيه رسميا النظم العربية وهو ما جاء في مبادرة بيروت حيث اشترطت ذلك الى جانب قيام الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين. وقال: انا لا اطن انه بوسع اي زعيم عربي ان يقبل بأقل من هذا لكن على الصعيد الآخر فإن هذا الأمر غير ممكن في ظل الخلافات العربية القائمة وفي ظل الوضع الفلسطيني المتدهور وفي ظل النظام الدولي المختل وبالتالي فإذا اردنا تصحيح هذه المعادلة فيجب ان نبدا بتصحيح الواقع الفلسطيني اولا ثم العربي ثانيا وبدون هذا سيصبح من الصعب للغاية التعامل مع هذا الواقع وستصبح العودة الى حدود 1967 تحتاج الى حرب جديدة شاملة وللاسف الشديد فإن الدول والأنظمة العربية ليست مستعدة لهذا.