بدأت نيابة ملوي تحقيقاتها في أحداث دير أبوفانا، التي أسفرت عن مصرع فلاح مسلم وإصابة 5 مسيحيين بينهم راهبان، في اشتباكات واسعة بين المسلمين والمسيحيين على قطعة أرض يدعي كل طرف ملكيتها له، واستمعت النيابة إلي أقوال المصابين وشهود العيان، وأمرت باستدعاء الطب الشرعي لإعداد تقرير عن أسباب الوفاة. وفي ساعة مبكرة من صباح أمس، عثرت قوات الأمن على الرهبان الثلاثة المختطفين داخل منزل أحد المتهمين، وتم تحويلهم إلي مستشفي ديرمواس العام، لإعداد تقارير بما بهم من إصابات، وعاد الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي إلي ممارسة عمله في المطرانية، ودعا في عظة قداس الأحد الشعب إلي "الهدوء". وفرضت أجهزة الأمن إجراءات مكثفة حول المطرانية ودير أبوفانا، في وقت تظاهر المئات من الشباب الأقباط داخل مطرانية ملوي، للمطالبة بمحاسبة المتورطين في الحادث، واتهموا الشرطة بالتخاذل والسلبية، وألمحوا إلي أن الأمن يعرف مرتكبي الواقعة، ورددوا في هتافاتهم كلمة "كيرياليسون" التي تعني "يارب ارحم" باللغة القبطية وكذلك: "حسني مبارك ياطيار قلب القبطي مولع نار"، وتدخل ممدوح رمزي، محامي البابا شنودة، لإقناعهم بالهدوء، وإعطاء الفرصة للاتصالات التي تجريها الكنيسة مع سلطات الدولة، مؤكدا أن البابا يتابع تطورات الموقف من أمريكا. وكانت اشتباكات اندلعت بين "عرب قصرهور" ورهبان وعمال الدير، بسبب الخلاف علي بناء سور حول الدير، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل المواطن خليل إبراهيم محمد "32 سنة" وإصابة الراهبين باخوم أبافني وفيني أبافني، والعاملين منير لبيب إبراهيم، ورأفت زكريا، وشاب يدعي "بولس". من ناحية أعلن اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا أنه عقد جلسة مصالحة بين أطراف المشكلة والتى وقعت بين عدد من مواطنى عرب قصرهور وبين الرهبان و العاملين بدير أبوفانا بمركز ملوى، ضمت كافة الأجهزة المعنية والتنفيذية وأعضاء مجلسى الشعب والشورى عن المركز. وقال المحافظ إن جلسة الصلح تهدف إلى اقتلاع جذور المشكلة والتى بدأت أحداثها منذ عام 2005 إلى جانب وضع إطار قانونى لامتلاك قطعة الأرض المتنازع عليها، حيث إن كل طرف من أطراف المشكلة يريد الحصول على قطعة الأرض، مشيرا إلى أن المشكلة ليس لها علاقة من قريب أوبعيد بأى أحداث فتنة طائفية، وأن المشكلة مجرد خلاف على مصالح ومشاحنات جيرة وليس لها أى دلالات أخرى.