عندما سألت "جهاد" وكيل النيابة عن ارتفاع الكفالة قال: اقتصاد البلد واقع ونريد رفعه.. فلماذا نقبض عليكم إذا؟ كانت صورة الطالبة التى سجنت من أجل شارة رابعة محط استعجاب وتعليق للكثيرين، حيث إن سبب اعتقالها كان أغرب سبب وقتها وبعدها توالت الأخبار من اعتقال صاحبات البلالين إلى الشمع، فصرنا أضحوكة العالم أجمع، هذه الطالبة هى جهاد الخياط؛ طالبة بجامعة الأزهر كلية الدراسات الإسلامية شعبة أصول الدين والدعوة الفرقة الأولى . تم اعتقالها من داخل المترو وتم ضربها من قبل قوات أمن الانقلاب بالمترو حتى دفعت ساقيها ثمنا للتعبير عن رأيها. *كيف تم القبض عليك؟ وأنا فى طريقى للعودة إلى المنزل من الجامعة، وجدت مظاهرة بالمترو، وكان يقف بجوارى 5 بنات يتحدثن عن مجزرة رابعة وعن الرئيس مرسى بعد انصراف المظاهرة، وفجأة هجم الأمن وجاء ليقبض عليهن فهرب البنات من الأمن، ثم عندما رأونى معلقة «بادج رابعة»، ظنوا أنى كنت معهم، بالإضافة إلى رجل كان يقف إلى جوارى قال للأمن إنى قائدة البنات فأمسكوا بى وظلوا يضربوننى ومزقوا ملابسى وعندما جاء ثلاثة شباب كى يدافعوا عنى فاعتقلتهم الشرطة أيضا وظلوا يضربوننى حتى فقدت الوعى. وبعد أن استعدت وعيى وجدت نفسى فى مكتب أمن المترو فسألتهم لماذا تحتجزوننى؟ فسبُّونى بأقبح الألفاظ وقالوا عملنا لك قضية فأنتِ قمتى بتعطيل المترو. فقلت لهم حتى إذا قمت بتعطيل المترو فعقابها دفع غرامة فقط، فقالوا لى أنت «لبستى» قضايا خلاص، ثم أخذوا شنطتى وفتشوها وأحضروا لى شرطة نسائية قامت بتفتيشى تفتيشا ذاتيا مهينا. *كيف تعامل أمن المترو معك بعد ذلك؟ نقلونى إلى مترو روض الفرج، وعندما وصلنا هناك بدأ ضابط المكتب يسألنا ماذا أتى بكم فأخبرناه أننا لم نفعل شيئا، ووضعونا بمكان غير لائق هناك مطلقا وبدءوا يضربون الأولاد ضربا مبرحا، وأجبروهم على الجلوس على الأرض، ثم قاموا بسبى وأجلسونى أرضا غصب عنى. وطلبت منهم أن أتصل بأهلى لأخبرهم ولكنهم رفضوا، وبدءوا يكتبون المحضر الساعة الواحدة والنصف صباحا وعندما كنا نسأل الضابط ماذا تكتبون بالمحضر فكانوا ينهالون علينا بالضرب، ثم رحلونا من محطة روض الفرج إلى قسم الأزبكية. *كيف تم التعامل معكم داخل قسم الأزبكية؟ مع أول دخول لنا لقسم الأزبكية، فالضابط سأل عننا فقالوا له إنهم طلاب متظاهرون تابعين لرابعة. فرد الضابط وقال «أهلا!» وقال لهم اتركوا لى البنت وخذوا الأولاد إلى قسم الخليفة. وبعد ذلك أدخلنى الحجز وقال لى لماذا تبتسمى «دا أنت هتشوفى أيام سودا ومش هتشوفى الشمس تانى». ولم يوافقوا على الاتصال بأهلى إلا آخر اليوم، ثم فى اليوم الثانى أهلى جاءوا لزيارتى وأحضروا لى الطعام وبمجرد أن غادر أهلى دخل لى الضابط وأخذ الطعام منى وبدأ يأكل أمامى وقال لى «أصل أنا جعان»، ثم أخذ باقى الأكل. ثم دخل الضابط الساعة الثانية صباحا وقال لى هناك زيارة لك، فتعجبت وقلت له زيارة الساعة الثانية صباحا! فشدنى بالقوة، ووضع الأساور الحديد فى يدى وعصبوا عينى وهنا عرفت أنهم أمن دولة وأدخلونى حجرة وسمعت صوتا يقول لى اجلسى قلت له لم أر أى كرسى. قال لى سيرى حتى تجدى كرسيا واجلسى. ثم بمجرد أن جلست جاء أحدهم وكلبش رجلى، ثم بدأ الضابط يسأل «أنت جئتى تبع الإخوان؟، هل تعتقدى أن الإخوان حاجة حلوة؟ فهم إرهاب وبدأ يرهبنى وكنت دائما أقول له أنا لست خائفة منكم وأنتم الذين تخافون منا نحن الثوار، فبدأ يضربنى بالحزام فقلت له هذه ليست رجولة منك أنك تقوم بضربى وأنا مقيدة. ثم بدأ يهددنى بعصى الصاعق الكهربى وقال لى أنا سأجعلك تتمنى الموت، ثم تقومى بالانتحار، فقلت له أنا لن أنتحر وإن كنت أشعر بآلام الضرب. فبدأ يضربنى بالحزام فأمسكت الحزام منه فانهال على بالضرب أكثر وصوتى ارتفع فدخل ضابط آخر وقال له «من تضرب فهذه أهلها من الإخوان وإذا علموا أننا نقوم بضربها الآن سيفجرون القسم! فعصب عينى من جديد وأخذنى إلى القسم. * كيف جرى التحقيق معك أمام النيابة؟ أول يوم عرضت على النيابة فيه قال لى وكيل النيابة «هل معك صور للخروف؟»، فنظرت له والتزمت الصمت، وكان السؤال الثانى «أنت تهتفين ضد أسيادك؟» فقلت له «أنا لا أسياد لى وهؤلاء الأسياد أسيادكم أنتم»، فنادى الأمن وقال «خذوها» وقال لى وأنا أخرج معهم «هل هذا المصحف يخصك؟» فقلت له نعم. فقال للضابط أبعد المصحف». وكانوا يتفننون فى إذلالى ويمشون بى مسافات كبيرة بالكلابش فى الشارع وعندما كان يسأل المواطنون من هذه؟ يقولون هذه «بنت إرهابية من بتوع جهاد النكاح» وعند عودتى لمحبسى دخل على نفس الضابط وقال لى ماذا فعلتى؟ قلت له أخذت أربعة أيام وكنت مبتسمة. فقال لى: ولماذا أنت فرحة هكذا أنت تشبهين البلتاجى وهو مقبوض عليه فرددت عليه «هذا شىء يزيدنى شرفا». *احكى لنا عن بعض الانتهاكات التى تعرضتى لها بالحجز؟ كانت إهانات وسبابا بالأهل طوال الوقت وفى إحدى المرات دخل على الضابط وأنا أصلى فقال لى «هل أنت تصلين يا كافرة»، فقلت له وهل الصلاة صارت كفرا؟ ثم عندما وقفت خطف المصحف من يدى وألقاه فى الحمام، فذهلت وقلت له أنت مستحيل تكون مسلما، فرد على «أنت تكفرينى أيضا، أنت من جماعة التكفير والهجرة كمان؟!» قلت له قادر ربنا يخرجنى من هذا المكان وهنا كانت الصاعقة، حيث قال لى «ربنا الذى تتحدثين عنه هذا محجوز فى الغرفة التى بجوارك» فقلت له أنا سآخذ حقى منك يوم القيامة وحق المصحف الذى أهنته فقال لى «القيامة التى تتحدثين عنها لا تقوم إلا بمزاجنا نحن وسوف نتحكم فيكم دنيا وآخرة ودخولكم الجنة بمزاجنا نحن»، وكلما كان يحضر أهلى طعاما لى كانوا يأخذونه وكنت أضطر إلى أن أخبئ الأكل فى القمامة أو الحمام. *ما هى التهم التى وجهها أمن الانقلاب إليك؟ عند مثولى أمام وكيل النيابة أخبرته بأنه تم تعذيبى وسحلى وقال لى أنت كذابة ورفض يكتب هذا فى المحضر رغم أن آثار الضرب التى كانت بجسدى، بالإضافة إلى أن وكيل النيابة كان مقتنعا أنى متهمة على خلاف الواقع الذى يقول إنه لابد أن يسمع منى ثم يقرر وحتى ميعاد الجلسة لم أكن أعلم بالتهم التى وجهت إلى، عدة قضايا منها تجمهر وتعطيل مترو وتظاهر. *هل زارك أحد من منظمات حقوق الإنسان أو مدعى الدفاع عن المرأة؟ لا لم يزرنى أحد، أعموا أعينهم واتخذوا الصمت طريقا. وكانت الجلسة تتم داخل غرف مغلقة ولم تتم فى قاعة محكمة وكانوا لا يستمعون إلى أى مرافعة، ثم أخذت 15 يوما ولكن فى هذا الوقت جاءت أوامر بعدم تعذيبى بعد أن وصل الخبر للإعلام ، وأثناء ترحيلى إلى سجن روض الفرج أخذونى كى أجرى تحاليل حمل فرفضت وقلت لهم أنا بنت أجبرونى عليها، ثم رحلونى إلى السجن مرة أخرى وظللت هناك 15 يوما، ثم نزلت جلستى مرة أخرى وأخذت تجديد 15 يوما للمرة الثانية وأثناء هذا الوقت حدث معى بعض الأمور التى أدت إلى كسرى هكذا، ولكن أنا لا أفضل الإفصاح عنها فحتى أهلى لم يعرفوها. *وماذ حدث بعد الكسر؟ أخذونى إلى مستشفى أحمد ماهر وقصر العينى فرفضوا قبولى، ثم أجروا لى عملية داخل مستشفى السجن رغم أنها كانت عملية كبيرة ولا توجد إمكانيات بمستشفى السجن وأثناء إجراء العملية جعلونى أبصم على إقرار بأنى موافقة، سمعت الدكتور بعد إعطائى بنجا نصفيا يقول «صور العملية ونزلها على موقع التواصل «فيس بوك» واكتب عليها أكبر عملية عظام تمت فى سجن القناطر» دون موافقتى وآلمنى هذا كثيرا. *هل هناك أى تهديدات أو مضايقات من قبل قوات أمن الانقلاب لكِ حتى الآن؟ قبل الإفراج عنى جلس معى ضابط أمن الدولة لمدة ساعتين وقال لى إنه لو حدث منى أى شىء آخر فسوف يقبض على وسوف يتم تلفيق قضايا أخرى لى. *هل هذا التهديد سوف يوقفك؟ لا، أنا لن أتوقف حتى عودة الشرعية كاملة وإن شاء الله أمثل للشفاء وأعود للسير على قدمى وسوف أنزل حتى نكسر الانقلاب. *كيف تم الإفراج عنك وما شعورك عقب الإفراج؟ أخذت إفراجا بكفالة 5000 جنيه فقلت لوكيل النيابة أليس ال 5000 جنيه بكثير؟! فقال لى بالنص: اقتصاد البلد واقف ولا بد أن نصلحه، فلماذا نقبض عليكم إذا؟ وفى يوم الإفراج عنى ظللت بالقسم من الساعة التاسعة صباحا حتى الساعة 9 مساء ولم يخرجونى من هناك إلا عندما نزف الجرح. *متى ترى أن حقك قد عاد إليك بعد كل هذه المعاناة؟ حقى لن يعود إلا عندما نكسر الانقلاب بإذن الله كى نقتص منهم جميعا. *ما الرسالة التى توجهيها لمن صمتوا عن تعذيبك من الإعلاميين فى حين أن حمادة الذى سحل بالاتحادية قام الإعلام ولم يقعد عليه؟ أريد أن أسأل، أين أنتم مما حدث معى من سحل وتعذيب، فحمادة المسحول رجل وليس بامرأة مثلى؟! فلماذا لم تصدعونا كما كنتم تفعلون وقت د.مرسى وأنا لم أكن أنام من صوت التعذيب، فأين أنتم من كل هذا يا إعلام الانقلاب؟ وأريد أن أقول للسيسى أنت عندما تموت سوف تقف أمام ربنا وحدك دون سلاح ولا عساكر فماذا سوف تقول له حينئذ؟. *وما هى الرسالة التى توجهيها للمتظاهرين؟ أقول لهم اصمدوا وإن شاء الله النصر قريب واستمروا حتى نكسر الانقلاب. *كيف كانت ردود الأفعال لمن حولك عقب الإفراج؟ هناك من فرح بعودتى، وهناك من كان يتمنى لى الموت وقد كانوا يقولون أثناء اعتقالى ربنا يرحمها مقدما، وهناك من اعتبرنى بطلة ولكن أنا لا أعتبر بطلة لأن هناك حقا أبطالا خلف الأسوار. *ما هى الرسالة التى توجهينها للانقلابيين؟ أحب أن أقول للانقلابيين أنتم أكثر من الصهاينة؛ لأن الصهاينة حاصروا اليرموك يوما قتلوا 800 إنسان أما أنتم قتلتم فى يوم واحد أكثر من 6000 إنسان، وأن قتل الجنود وحرق الأقسام تم بإشرافكم وعلى أيديكم أنتم. أقول لشيخ الأزهر إن «الأزهر بتاعنا احنا وأنت اللى مش تبعنا» يكفى أنك باركت قتل المتظاهرين.