في الوقت الذي ازدادت فيه حدة لهجة الحكومة السودانية الرافضة لقرار مجلس الأمن وازداد تمسكها بموقفها، شهدت عشرات المدن في أنحاء العالم ما سمي بمسيرات تضامن مع سكان دارفور بدعوة من منظمات دولية كبرى مثل العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش. وأعلن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم حسين لدي مخاطبته حشدا شارك فيه الآلاف من مجاهدي الدفاع الشعبي ان باطن الارض خير لهم من ظهرها اذا سمحوا لاي جندي اممي بان يطأ ارض السودان لتدنيسها. واعلن الوزير الاستعداد لسحق كل من يوافق علي نشر القوات الدولية بدارفور واضاف انه احب الينا ان نمزق ونقطع اربا اربا من ان نستعبد مرة ثانية واننا سنموت واقفين مرفوعي الرأس كرماء . وفي الخرطوم سيرت منظمات المجتمع المدني مسيرة حاشدة انتهت الي مقر الاممالمتحدةبالخرطوم وسلمت مذكرة لممثل المنظمة في الخرطوم. وشارك عشرات السودانيين امس الاحد في الخرطوم بتظاهرة ضد اليوم العالمي من اجل دارفور الذي من المقرر ان يحشد التاييد لارسال قوات دولية الي هذا الاقليم السوداني، معتبرين ان وراءه مؤامرة صهيونية. واطلق المتظاهرون صيحات جاء فيها اذهبوا الي الجحيم ايها الصهاينة مؤكدين ان المقاومة ستستمر حتي النهاية. وقال ابراهيم محمد ابراهيم رئيس المجلس السوداني للمنظمات الطوعية ان المسيرة تعبير للعالم الخارجي والاممالمتحدة عن رفضنا التام للتدخل في شأن دارفور موضحا ان التدخل يزيد في حدة التوتر مما يضعف العمل الانساني في تلك المناطق بالاضافة الي ان الصراعات تؤدي الي عدم اداء عمل منظمات المجتمع المدني بالوجه الاكمل. ونظمت امس 30 منظمة غير حكومية تجمعات تأييدا لنشر قوات حفظ سلام دولية في دارفور في نحو خمسين مدينة في العالم، منها منظمة العفو الدولية و هيومن رايتس ووتش والمجموعة الفرنسية اورجانس دارفور . وفي العاصمة البريطانية لندن تجمع متظاهرون خارج السفارة السودانية في لندن رافعين لافتات تطالب بوقف ما وصفوه بالإبادة العرقية في الإقليم. كما سلم رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود رسالة لرئاسة الحكومة البريطانية تطالبها بالضغط على الخرطوم لقبول نشر القوات الأممية. وفي رواندا دعا ناجون من الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1994 إلى اتخاذ إجراءات وتقديم مساعدات عاجلة لسكان دارفور متحدثين أيضا عما وصفوه بالإبادة الجماعية. وفى القاهرة أصدر مركز دراسات حقوق الإنسان بيانا أدان فيه ما وصفه بتدهور الوضع الإنساني في دارفور وطالب البيان الحكومة السودانية بقبول انتشار قوات الأممالمتحدة. ردا على هذه المسيرات سيرت منظمات مدنية سودانية مسيرة في الخرطوم الأحد سلموا خلالها مذكرة إلى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة عبروا فيها عن رفضهم لقرار مجلس الأمن بإرسال قوات إلى دارفور.
وطالب المتظاهرون بتوجيه تكاليف نشر مثل هذه القوات لجهود التنمية ونزع السلاح وإعادة الإعمار في الإقليم. وحذروا من أن تطبيق القرار 1706 سيجر مزيدا من الحروب والمآسي على أهالي دارفور.
واتهم نقيب المحامين السودانين فتحي خليل منظمات يهودية بممارسة الضغوط على الولاياتالمتحدة وبريطانيا لدعم القرار 1706.
أما الحكومة السودانية التي رفضت مرارا القوات الأممية فقد وصفت ما يسمى باليوم العالمي للتضامن مع دارفور بأنه أكذوبة تقف وراءها جهات لها أجندة خاصة وأطماع في الإقليم. لكن المعارضة ترى أن الأمور تتجه لمزيد من التعقيد وتحمل الحكومة مسؤولية ذلك بسبب ما وصفته بالانفراد بالقرارات الخاصة بالإقليم دون التشاور مع القوى الرئيسية. وتوقع أمين السياسات بحزب المؤتمر الشعبي المعارض بشير آدم رحمة أن تغير الحكومة موقفها الرافض للقوات الأممية.
وقال: إن هذه الموافقة ستتم بعد الحصول على ضمانات من الإدارة الأميركية برفع السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. في هذه الأثناء دعت الحركة الشعبية لتحرير السودان -الشريك الرئيس فى الحكومة السودانية- إلى قبول نشر القوات الدولية لتفادي المواجهة مع المجتمع الدولي.
وقال المتحدث باسم الحركة ياسر عرمان في مؤتمر صحفي إن "المواجهة مع المجتمع الدولى ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباه"، مؤكدا أن حركته ستتقدم بمقترحات جديدة لم يفصح عنها بشأن نشر القوات الدولية.
كما أكد فصيل مني أركو ميناوي بحركة تحرير السودان الموقع على اتفاق أبوجا للسلام تأييده لنشر القوات الأممية. وفي السياق نفسه أعرب رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو عن قلقه من تدهور الأوضاع في الإقليم. ودعا في بيان رسمي إلى دعم العمل الذي يقوم به الاتحاد الأفريقي وأكد أنه سيزور السودان قريبا لبحث سبل حل الأزمة.