كشف الدكتور محمود مزروعة، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالمنوفية، عن سر العداء والحقد الشديد الذي يبديه مفتي مصر السابق "علي جمعة"، ضد الرئيس محمد مرسي، منتقدًا حديثه عن تأييد الله عز وجل لمن يقول (نعم) للدستور الذي أعدته سلطات الانقلاب. وقال الدكتور مزروعة: "أقسم بالله أن سبب نقمة علي جمعة على الرئيس مرسي، هو رفض الأخير التجديد له مفتيًا للديار المصرية، عندما طلب منه شيخ الأزهر ذلك، وهو ما سمعته بأذني من فم الدكتور مرسي". ويُظهر علي جمعة عداء شديدًا تجاه الإسلاميين بشكل عام، وهو ما تمثل جليا في تأييده الانقلاب العسكري وفتاويه المتعلقة بإباحة دماء المعتصمين والمتظاهرين المعارضين للانقلاب، فضلاً عن استخدام فتاويه أيضًا للحشد ب "نعم" لدستور الانقلابيين. وفي معرض مطالبته المواطنين بالخروج للمشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي أقرتها لجنة الخمسين المعينة، قال علي جمعة: "الاستفتاء سيعبر بالبلاد والعباد إلى بر الأمان، وكل واحد في أسرته يذهب ويعلم أن الله يؤيده، لأنه يعمر الأرض، ولأنه ضد الفساد، وضد الإلحاد، وضد النفاق والشقاق، وسوء الأخلاق". وفي تعقيبه على هذا التصريح من جمعة، قال الدكتور مزروعة: "مثل هذا الكلام ليس غريبًا على الدكتور علي جمعة، الذي لا يعد أزهريًا، وإنما تم تصعيده في المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، ولكلامه أهداف دنيوية ليست منزهة عن الأهواء البشرية". وخاطب مزروعة "علي جمعة" قائلاً: "لو كنت تطمع في مشيخة الأزهر بهذه التصريحات الغريبة التي تتملق فيها السلطة الحاكمة، فاعلم أنها ليست من حقك من الأساس، لأنك لم تدرس بالأزهر". وأضاف في تصريح ل"مصر العربية": "يؤسفني القول بأنك قد بعت نفسك وفقدت صفتك ك"مفتي"، ولم تعد صالحًا لإعطاء فتوى أو إبداء رأي في أي قضية من القضايا الشرعية". واعتبر مزروعة أن كلام "جمعة" عن الدستور لا يعد شيئًا بجانب الخطيئة التي ارتكبها عندما أباح دماء المسلمين في الميادين، قائلاً لضباط الجيش والشرطة: "اضرب في المليان"، وهو أمر لا يقول به مسلم عادي، وليس المفتي السابق. وألقى مزروعة الضوء على تصريحات الدكتور علي جمعة أثناء أزمة احتجاز عدد من المتظاهرين داخل مسجد الفتح، بعد فض اعتصام رابعة العدوية بيومين، والتي اعتبر فيها أنه "مسجد ضرار"، رغم أن هذه الصفة لم يطلقها الله ورسوله إلا على مسجد واحد في تاريخ الإسلام كله. وطالب مزروعة جموع المسلمين بمقاطعة علي جمعة وعدم الأخذ بآرائه وكلامه، لأنه يحلل ويحرم "حسب مزاجه"، وتناسى قول النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا"، وقوله أيضًا: "من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله".