في "اسرائيل"، وخلافاً لمختلف الدول والمناطق، أحدثت العاصفة الثلجية "ألكسا"، عاصفة جديدة لا تقل بخطورتها على الصهاينة، حيث النقاش الحاد والخلافات المتفاقمة بين قيادات المؤسستين السياسية والأمنية حول مدى حقيقة جهوزية "إسرائيل" لحال الطوارئ. فقد كشفت "الكسا" أن "اسرائيل"، وخلافاً لما سبق وروجت له الجبهة الداخلية على مدار السنتين الأخيرتين، غير جاهزة، ليس فقط لمختلف السيناريوهات المتوقعة في حال الطوارئ، إنما لأبسط هذه السيناريوهات.
وطرح السؤال كيف يمكن ل"إسرائيل" أن تواجه تعرضها لقصف صاروخي مكثف إذا لم تتمكن من توفير الحماية والأمن لسكانها لمجرد عاصفة ثلجية.
وأعادت إخفاقات الجبهة الداخلية الصهيونية خلال أيام العاصفة، إلى نقاش الإخفاقات خلال السنوات السبع الأخيرة، بدءا من حرب لبنان 2006، ثم عملية "الرصاص المصبوب" 2009، ثم حريق الكرمل 2010، وعملية "عامود السحاب" 2012 /السماء الزرقاء، وصولاً إلى الإخفاق الحالي في تجهيز البلاد لمواجهة العاصفة الثلجية.
وإزاء هذا الاحتدام العاصف في النقاش قرر مراقب الدولة الصهيونية فحص هذه الإخفاقات فيما دعت جهات مسئولة إلى تشكيل لجنة تحقيق.
أما الحكومة الصهيونية أعلنت حال طوارئ وعقدت جلسات متواصلة رفض خلالها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب موشيه يعلون والقائد العام للشرطة يوحنان دانينو الانتقادات وطالبوا بوقف ما أسموه "التذمر"، من الوضع، كما رفضوا الدعوة إلى تشكيل لجنة تحقيق في الأوضاع، وادعى نتنياهو أن "إسرائيل" عالجت الأوضاع بشكل أفضل من دول أخرى، سقط فيها عدد كبير من الضحايا جراء العواصف.
وفيما أدت العاصفة الثلجية إلى وفاة خمسة صهاينة، ظهر في مدينة القدسالمحتلة، على وجه الخصوص، الإخفاق الأكبر للجبهة الداخلية، وتبين أن المدينة غير جاهزة لأي حال طوارئ، حيث المؤسسات والمدارس ما زالت مغلقة ومعظم الطرق مغلقة.
وأدت العاصفة إلى انهيارات لم تتمكن طواقم الطوارئ من الوصول إلى السكان وإنقاذهم. وفي الشمال، أشعل فشل الجبهة الداخلية الضوء الأحمر، حيث وضع المنطقة لم يكن أفضل من القدس.
وبموجب المعطيات الصهيونية فقد أدت "الكسا" إلى انقطاع التيار الكهربائي عن حوالي ستين ألف بيت، خاصة القدسالمحتلة وشمال "إسرائيل"، وحتى كتابة هذه السطور لم تتمكن الجهات المسئولة عن إعادة الكهرباء لغالبية البيوت.
كما ألحقت العاصفة خسائر مادية بلغت قرابة 420 مليون شيكل. وشارك جيش الاحتلال في عمليات الإنقاذ حيث قام بنقل 35 مصفحة إلى مناطق مختلفة في البلاد لتقديم المساعدة للمواطنين، خاصة في مدينة صفد، في الشمال.
وفيما وصفت الصحيفة موقف نتنياهو والمسئولين بالاستهتار قالت:" أن المؤتمر الصحفي الذي عقدوه كان عرضا متعجرفاً وفكاهياً غريباً، وصل قمة الاستهتار فيه عندما دعا القائد العام للشرطة الصهيونية إلى التوقف عن التذمر والأنين".
وفي جانب آخر وصف البعض القدسالمحتلة خلال العاصفة بالعودة إلى العصور الوسطى وكتب الصحفي جاد ليئور يقول:" أحداث العاصفة الثلجية الكبيرة التي ضربت القدس كانت واضحة تماماً، وأظهرت فشل كافة الأنظمة.
فالكهرباء انقطعت، ومسارات الطرق التي وعدنا بفتحها أغلقت من قبل الشرطة، والآلاف امضوا ليلة كاملة على الطرق الموصلة إلى العاصمة في حالة تجمد، بلا طعام ولا ماء ولا غطاء. ويرفض الكاتب حديث نتنياهو والمسئولين بان العاصفة كانت شاذة وقال: "يذكرني هذا الإخفاق بإخفاقات سابقة أثبتت في كل مرة انه توجد لدى السلطات وأجهزة الطوارئ عملية منظمة وصحيحة لاتخاذ القرارات.