هل كان وزيرالدعاية السياسية "جوبلز" لزعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر؛ ورفيقه حتى الدقائق الأخيرة من حياته قبل أن ينتحرهو وزوجته بعدما تخلّص من أبنائه الصغاربالسمِ خوفاً عليهم من الروس؛ والذى يُعتبرإحدى الأساطيرفي مجال الحرب النفسية ، ويُعد أبرزمن وظّفوا واستثمروا وسائل الإعلام في هذه الحرب وصاحب الشعارالشهير إكذب حتى يُصدقُك الناس! وله مدرسته فى الكذب المُمنهج والمُبرمج والذى يعتمدُ الترويج لمنهج النازية وتطلُعاتها إبّان الحرب العالمية بين الحلفاء والمحور..هل كان جوزيف جوبلزيعلمُ أنه بمقولته الشهيرة وتنظيره الجُهنمى سوف يصبحُ أيقونةً ورمزاً يُحتذى فى إعلامنا بأنواعه الثلاث المقروء والمسموع والمرئىُّ على السواء حينما قال: إعطنى إعلاماً بلا ضمير أعطك شعباً بلا وعى!.هل وصل إلى مخِيلة الرجل أن إعلامياً مثل أحمد سعيد " إعلامىّ النكسة الشهير" بإذاعة صوت العرب يستحلُ خداع الملايين من المصريين فى محاولته لمجاملة عبدالناصروعصابته! حينما ردد فى الإذاعةِ أن مصرَ ستُلقى بإسرائيل فى البحر! وهوما إستغلته الدعاية الصهيونية واللوبى اليهودى فى أمريكا لنيل إستعطاف الرئيس الامريكى ومساعدته مما كان له أثره كمقدمةً لنكسة عام1967بفضل أحمد سعيد!! الذى ظل يردد جُملته تلك التى تلقفها الغربُ بإعتبارها مُعبّراً عن سياسة القاهرة وكذلك جُملته التى خدع بها مستمعى إذاعة صوت العرب والموجات المركزية التابعة لها وهى بشرى يا عرب فنحن على أعتاب تل أبيب! وكانت طائرات العدو الصهيونى ترمحُ فى سماء المحروسة!! ولقد رأينا كثيراً من أشباه أحمد سعيد فى الأعلام المصرى المعاصر ممن حافظوا على شعارجوبلز إكذب حتى يصدقُك الناس وساروعلى درب " سعيد "وكانومن قِلة الضمير وإنعدامه ؛ أداةُ التزييّف فى وعى الأمة بالكذب والنفاق والتلون المستمر والإخلاص لمصدرالرزق أياً ما كان مصدره حتى ولو كان الموساد الإسرائيلى! وبالطبع فإن أثر المُعاصرين بما تحت أيديهم من سماوتٍ مفتوحة وفضائياتٍ عابرة لكل الحدود أشدُ قوةً وفتكاً من مذياعِ أحمد سعيد والذى كان يعمل فى أوقات محدودة وبأدواتٍ بسيطة بالمقارنة بعدد إستديوهات المُعاصرين وكاميراتهم وبرامجهم وخِدعهم من حِيل وفوتوشوب وقصٌ ولزق وتلاعبٌ بعقل المشاهدِ بطوفان البرامج التى تحملُ الكذب والخداع وتبُثه إلى المشاهد على مدارالساعة! وللأسف فإن المصريين جميعا إلا قليلاًمنهم ، يكوّنون آراءهم تِبعا لمُعطيات ومعلومات الإعلام، وعلى أساس هذه المعلومات التي يستقونها من قنواتهم المفضلة ؛ يُدلون بأرائهم ومشاركاتهم من خلال ما يستقونه من تلك القنوات التى إستطاعت حشد جموعٍ غيرقليلة من المصريين إيجابا وسلباً ضد أول رئيسٍ منتخبٍ ببراعة لا تخطئها العين ؛تعمّدت ميديا الفساد بما معها وتحت يديّها من جرائد وصحف وقنوات فضائية تشويش الفهم عند الناس وقلب الحقائق أمامهم من خلال تعظيم الأخطاء وسِترالإيجابيات التى تحققت فى مسارالثورة تزامن ذلك مع كمّ المؤامرات التى حِيكت من إدارة الدولة العميقة لتفشيّل المؤسسات التى جاءت بإرادة المصريين من برلمان ورئاسة وجمعية تأسيسية لوضع الدستور..لكننا لا يمكن أن نغفل دورالشعب المصرى فى مهمة إستحماره! حينما يستمع إلى إعلامية السى بى سى الشهيرة بحديثها عن تجاوزات الإستفتاء على الدستورفى محافظة البحيرة فى المرحلة الأولى ثم يظهرلهم أن البحيرة من محافظات المرحلة الثانية! ويعودون أدراجهم للإستماع إليها مرة ثانية ؛ فأى عذرٍيمكن أن نبحث عنه لشعبٍ قبل أن يُستخف به إلى الدرجة التى وصل الحال عند بعض المصريين من الصياح والتشنُج كلما بذل أحدُ المخلصين جهداً لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عندهم؛ وكأنه يخشى فوات لذةِ الإستخفاف به وكأنك تقرأ قول الله عزوجل واصفاً حال هؤلاء من الوداعة والمعايشة مع من يستخف بهم حيث يقول " فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين" صدق الله العظيم