بعد عشر سنوات من إعلان تنظيم القاعدة الحرب على الولاياتالمتحدة لم تتمكن أجهزة الاستخبارات الأميركية من اختراق هذا التنظيم. هذا ما ورد في تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية. وأرجعت الصحيفة ذلك إلى فشل وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أيه) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في التكيف مع المعطيات الجديدة, حيث لا يوجد لديهم عملاء يجيدون اللغة العربية ولا آخرون لديهم كفاءات عالية لتجنيد مخبرين متميزين. ونقلت الصحيفة عن أحد مسؤولي الاستخبارات قوله إن العائق الأساسي أمام تجنيد عملاء يتسللون إلى صفوف القاعدة هو العقيدة, ف"عناصر القاعدة جد متدينين ويعيشون حسب مبادئهم بعيدا عن الفسق والدعارة". وتذكر الصحيفة بأن السي آي أيه استطاعت خلال الحرب الباردة أن تجند عملاء من وكالة الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) عن طريق المال. وتعتقد أن بإمكان المخابرات الأميركية اختراق صفوف هيئات أمراء الحرب بأفغانستان وبعض مؤسسات القاعدة في العراق عبر المغريات المالية. لكنها تشير إلى أن النواة الصلبة لتنظيم القاعدة بأفغانستان وباكستان لا تزال مستعصية على الأميركيين, لا لشيء حسب الصحيفة إلا لأن واشنطن تجاهلت العامل الديني في سياستها المناهضة للإرهاب. ونقلت واشنطن بوست عن المدير السابق لجهاز الاستخبارات الفرنسي آلين شويي قوله إنه لا يعتقد أن المخابرات الغربية ستتمكن من اختراق هذه الحركة في الوقت الحاضر. كما نقلت عن مايكل شوور المسؤول السابق عن وحدة تابعة للسي آي أيه كانت مخصصة لتعقب زعيم القاعدة أسامة بن لادن في تسعينيات القرن الماضي قوله إن الأميركيين نسقوا مع المخابرات الأردنية والمصرية بين 1992 و2004 ولم يستطيعوا تجنيد ولو شخص واحد للتجسس على تنظيم القاعدة. ويضيف شوور أنه لا يعتقد أن المال والمغريات التقليدية يمكن أن تقنع المتشددين الإسلاميين بخيانة قضية دينية هم متمسكون بها بشكل لا هوادة فيه.