وجد اعتراف الولاياتالمتحدةالامريكية بوجود سجون سرية كانت قد انكرتها ترحيبا واسعا من دول ومنظمات كانت تصر على وجود هذه السجون واعتبرت الاعتراف انتصارا لها.ورحب وزير الخارجية الهولندي بن بوت امس الخميس باعتراف الرئيس جورج بوش بوجود سجون سرية تديرها وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.إيه) لاعتقال واستجواب المشتبه بهم في قضايا الارهاب لكن بوت قال إنه يأسف لعدم إخباره بهذا الامر.ودعا الوزير في مقابلة مع الاذاعة العامة الهولندية إلى إدارة جميع السجون بطريقة تتماشى مع بنود اتفاقيات جنيف.وقال بوت إنه لم يندهش عند معرفته بأن الولاياتالمتحدة تدير مراكز احتجاز سرية في الخارج لكنه يأسف لان وزيرة الخارجيةالامريكية كوندوليزا رايس لم تخبره على الرغم من سؤاله لها حول هذا الموضوع.وأضاف أن رايس رفضت الرد على سؤاله لكنها أكدت أن السجون لا تشهد عمليات تعذيب.وكان بوش قد اضطر بعد ضغوط داخلية تهدد مستقبله حزبه الجمهوري للاعتراف بوجود هذه السجون ونقل 14من المعتقلين فيها الى سجن قاعدة غوانتانامو في خليج كوبا 1 بعد ان ظل واعضاء حكومته ينكرون وجود هذه السجون السرية. ومن هؤلاء المعتقلين في السجون السرية خالد شيخ محمد الذي اعتقل في الاول من مارس 2003 في باكستان. ولد في الكويت في اسرة من اصل باكستاني وهو الرجل الثالث في تنظيم القاعدة ويعتقد انه مدبر اعتداءات 11 سبتمبر 2001. كما يشتبه في انه يقف وراء خطة الاعتداءات "بوجينكا" في آسيا في التسعينات. وكان بين اكثر الارهابيين المطلوبين من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي). وضوان عصام الدين الملقب بالحنبلي و اعتقل في 14 غسطس 2003 في تايلاند. اندونيسي الجنسية ويشتبه بانه ممثل القاعدة في جنوب شرق آسيا والعقل المدبر للمجموعة الارهابية الاقليمية الجماعة الاسلامية حسب المخابرات الامريكية. كان ملاحقا من قبل اجهزة الامن الاندونيسية لدوره المفترض في اعتداءات بالي في 12 اكتوبر 2002 وايضا الاعتداء على فندق ماريوت الاميركي في جاكرتا في الخامس من اغسطس 2003.و ابو زبيدة الذي اعتقل في 28مارس 2002 في باكستان. واعلن بوش في كلمة في البيت الابيض ان 14 من هؤلاء المعتقلين، بينهم المتهم بتدبير اعتداءات 11 سبتمبر 2001، نقلوا الى قاعدة غوانتانامو العسكرية الاميركية في كوبا لمحاكمتهم امام محاكم عسكرية عندما يسمح القانون بذلك. وقالت الادارة الاميركية انه بنقل المعتقلين الى غوانتانامو اصبحت السجون التي كانوا محتجزين فيها خالية. وصرح مسؤول كبير في الاستخبارات الاميركية طلب عدم كشف هويته "مع ان وكالة الاستخبارات المركزية لا تعتقل احدا اليوم نعتزم مواصلة برنامج الاحتجاز هذا". واضاف ان هذا البرنامج "هام جدا في الحرب على الارهاب". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية كشفت في 2005 عن وجود هذه السجون السرية مما اثار استياء دوليا واسعا وعزز الشكوك في وجود ممارسات مدانة تصل حد التعذيب ترتكبها امريكا باسم الحرب على الارهاب. ودعت لجنة الاممالمتحدة لمكافحة التعذيب في مايو الولاياتالمتحدة الى اغلاق كل السجون السرية في الخارج بينما خلص تقرير اجراه مجلس اوروبا الى ان حوالى عشرين بلدا اوروبيا تضم سجونا من هذا النوع لكن واشنطن انكرت و جودها. وقال بوش "اريد ان اقول لمواطنينا وللعالم بوضوح ان الولاياتالمتحدة لا تمارس التعذيب (...) لم اسمح به ولن اسمح به ابدا". الا انه اعترف بان وكالة الاستخبارات المركزية لجأت الى ما اسماه "نوع من الاجراءات البديلة" التي وصفها بانها "قاسية" لكنه قال انها كانت "قانونية وضرورية". ورفضت الادارة الاميركية كشف الوسائل التي استخدمت تحسبا لامكانية استخدامها في المستقبل مجددا. وقال بوش ان "البرنامج" سمح به القضاء واطلع عليه عدد من اعضاء الكونغرس الذين تم اختيارهم بعناية كبيرة. وقال مسؤول في الاستخبارات ان اقل من مئة سجين اعتقلوا فيها نافيا ان يكون عددهم بلغ الآلاف.واضاف هذا المسؤول ان "البرنامج لا يطبق سوى على الارهابيين الاكثر خطورة والذين يعتقد ان لديهم المعلومات الاكثر اهمية بما في ذلك المعلومات حول تهديدات وشيكة". واوضح المسؤول نفسه ان متوسط اعمار الذين يقومون بعمليات الاستجواب هو 43 عاما وجميعهم متطوعون وقد اختيروا بدقة لتحمل "وسط يتسم بضغوط كبيرة"، موضحا انهم يتلقون 250 ساعة من التدريب والتأهيل لمواجهة المشبوهين. واوضح بوش ان عددا من الذين تم استجوابهم سرا سلموا الى دولهم لمحاكمتهم او سجنهم بعد انتهاء وكالة الاستخبارات المركزية من انتزاع المعلومات منهم. وبرر بوش اعلانه هذا بالخطر الذي يشكله قرار للمحكمة العليا يمنع محاكمة المشبوهين امام محاكم عسكرية. ولم يشر بوش الى امكانية اغلاق السجون السرية في كلمته التي تعزز الشكوك في القيمة القانونية للمعلومات التي تم الحصول عليها.ومنذ اسرهم، يخضع هؤلاء للاستجواب من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في سجون سرية اقر بوش بوجودها.وهي المرة الاولى ايضا التي يعترف فيها بوش بان الولاياتالمتحدة كانت تحتجز شيخ محمد. واقر بان السي آي ايه لجأت في سجونها السرية الى وسائل استجواب "قاسية". لكنه لم يوضح ما يقصد بذلك غير انه اكد انها سمحت بالحصول على "معلومات حيوية" اتاحت احباط هجمات جديدة واسر رجال امثال خالد شيخ محمد