تزعم الرئيس الاميركي جورج بوش موجة تنديد عالمية لما وصفه ب"هجوم وحشي ودنيء" على مدرسة تلمودية في القدسالغربية فيما اثنت عليها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وندد بالعملية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وكندا وإسرائيل وكذلك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فيما اكد بوش لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت دعم الولاياتالمتحدة التام. غير أن مجلس الامن الدولي فشل ليل الخميس الجمعة خلال جلسة طارئة في التوصل الى اتفاق لادانة هجوم القدس الذي اسفر عن سقوط ثمانية قتلى وتبادلت اسرائيل وليبيا الاتهامات بالارهاب. وقال بوش في بيان "تحدثت للتو مع رئيس الوزراء أولمرت لأقدم تعازيّ الصادقة للضحايا وعائلاتهم ولشعب إسرائيل. قلت له ان الولاياتالمتحدة تقف بحزم الى جانب إسرائيل في وجه هذا الهجوم المروع". ورأى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان الهجوم "المثير للصدمة" هو "سهم موجه الى قلب عملية السلام التي تم تحريكها أخيرا". ووقع الهجوم بعد اسبوع من التصعيد في اعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس والذي شنت فيه اسرائيل عملية عسكرية اسفرت عن مقتل اكثر من 130 فلسطينيا خلال ثمانية ايام. وقتل ثمانية طلبة وجرح تسعة آخرون عندما تمكن فلسطيني من القدسالشرقية من التسلل الى مدرسة تلمودية في القدسالغربية واطلاق النار في داخلها، حسبما ذكرت الشرطة الاسرائيلية. وقال بوش ان "هذا الهجوم الوحشي والدنيء على مدنيين ابرياء يستوجب ادانة جميع الدول". ودانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من بروكسل الهجوم ووصفته بأنه "عمل ارهابي ودنيء" معتبرة انه "لا يمكن لاي قضية ان تبرر هذا العمل". وابدى بان كي مون مخاوفه من ان يؤدي "استمرار اعمال العنف والارهاب الى نسف عملية السلام" التي شدد على وجوب "مواصلتها من اجل احلال سلام آمن ودائم للاسرائيليين والفلسطينيين مبني على حل الدولتين". واجرى الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا اتصالا هاتفيا بوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني "للتنديد بالهجوم" وتقديم تعازيه لعائلات الضحايا والقادة الاسرائيليين، على ما افادت المتحدثة باسمه كريستينا غالاش. واكد عباس في بيان اصدره مكتبه "ندين هذا الهجوم الذي استهدف مدرسة دينية في القدس" مضيفا "ندين كل الهجمات التي تستهدف مدنيين سواء كانت فلسطينية او اسرائيلية". ودعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى "محادثات بهدف اقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام وامان جنبا الى جنب مع اسرائيل" منددا بالهجوم الذي كان الاكثر دموية على اسرائيل منذ شباط/فبراير 2004. وصرح وزير الخارجية الكندي مكسيم برنييه ان "كندا تدعو جميع القادة الفلسطينيين الى نبذ هذه التكتيكات الارهابية الفظيعة المناقضة لعملية السلام". واشترطت ليبيا الدولة الوحيدة العضو في مجلس الامن خلال اجتماع طارئ للمجلس مناقشة مشروع القرار الذي كانت تقدمت به بعثتها والذي يدين بشدة اسرائيل "لقتلها مدنيين ابرياء بمن فيهم اطفال" في قطاع غزة، ما حال دون تبني قرار يدين هجوم القدس. وقال السفير الاميركي في الاممالمتحدة زلماي خليل زاد "كنا نعتقد ان قضية الارهاب قضية منفصلة وما حدث اليوم (هجوم القدس) هجوم ارهابي واضح". وفي بيروت، ذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله ان مجموعة غير معروفة سابقا تدعى "كتائب احرار الجليل-مجموعة الشهيد مغنية وشهداء غزة" تبنت الهجوم. وورد التبني في شريط عند اسفل شاشة التلفزيون بدون ان تذكر القناة اي معلومات عن المجموعة التي تحمل اسم عماد مغنية، اهم القادة العسكريين لحزب الله الذي قتل في دمشق في 12 فبراير الماضي في عملية تفجير. ورفض نواف موسوي المسؤول في حزب الله في اتصال هاتفي التعليق على الهجوم. وصرح سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس في بيان ان "العملية البطولية" في القدس هي "رد فعل على جرائم الاحتلال والمجزرة ضد المدنيين في غزة". وحمل طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حماس الحكومة الاسرائيلية ورئيسها اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك مسؤولية العملية. وقال "حذرنا من مغبة التصعيد ونتائجه وقلنا اتقوا غضبة الشعب الفلسطيني اذا غضب". واثر الاعلان عن الهجوم نزل مئات الفلسطينيين الى شوارع قطاع غزة واطلقت رشقات رشاشة في الجو "ابتهاجا" كما ذكر شهود عيان. كذلك نزل مئات الاشخاص الى الشارع في مدينة جباليا شمال القطاع التي استهدفتها اسرائيل في عمليتها العسكرية الدامية التي شنتها في الايام الثمانية الماضية.