ندد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الأحد في غزة بالحصار الإسرائيلي "غير المقبول" المفروض على القطاع، فيما تحاول واشنطن احياء عملية السلام عبر وسيطها جورج ميتشل رغم التوتر على الارض. وقال بان كي مون في خان يونس بجنوب قطاع غزة "قلت في شكل واضح وكررت للقادة الإسرائيليين أن سياسة الاغلاق التي يتبعونها لا يمكن أن تستمر وهي سيئة". واضاف أن هذه السياسة "تتسبب بمعاناة انسانية غير مقبولة لسكان غزة وتضعف المعتدلين وبالعكس تمنح قوة للمتطرفين". وفي اليوم الاول من جولته في إسرائيل والأراضي الفلسطينية السبت، قال بان أنه "يتفهم" قلق إسرائيل حيال حماس و"يشاطرها" اياه، لكنه ابدى "ثقته بامكانية رفع الحصار" مع تبديد "قلق إسرائيل المشروع على الصعيد الامني". وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة الذي يقطنه مليون ونصف مليون شخص منذ سيطرة حركة حماس عليه في يونيو 2007. وتعرض القطاع لهجوم عسكري إسرائيلي في شتاء 2008-2009 في محاولة لوقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية المحلية الصنع على جنوب اسرائيل. واسفر الهجوم عن مقتل اكثر من 1400 فلسطيني فيما قتل 13 اسرائيليا. ولدى وصوله إلى قطاع غزة صباحا، كان في استقبال بان كي مون اطفال يحملون لافتات تدعو إلى رفع الحصار عن القطاع. وتتزامن زيارته مع مناخ متوتر على الارض، وفي وقت تحاول الولاياتالمتحدة اطلاق المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين تمهيدا لإحياء عملية السلام المتوقفة منذ نهاية 2008. من جهتها، اعتبرت حركة حماس الاحد أن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة لقطاع غزة "غير كافية"، مطالبة المسؤول الدولي بقرار "سريع" يؤدي إلى رفع الحصار الاسرائيلي عن القطاع. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم أن "بان كي مون والامم المتحدة باستطاعتهما فك الحصار عن قطاع غزة وعليهما تحقيق ذلك، ومن المفترض ان يبنى على هذه الزيارة اتخاذ قرار فوري وسريع بفك الحصار ولجم العدوان المتواصل على شعبنا ومقدساتنا". واعلن الجيش الاسرائيلي الاحد مقتل فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الاسرائيلي قرب نابلس في الضفة الغربية فيما كانا يحاولان طعن جندي. وقتل السبت فلسطينيان اخران بيد الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية ايضا.وتعليقا على ذلك، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية الاحد ان قتل اسرائيل للفلسطينيين في شكل يومي هو رد على بيان اللجنة الرباعية الدولية حول الاستيطان. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس أن "التصعيد الاسرائيلي وقتل الفلسطينيين بشكل يومي هو رسالة الحكومة الاسرائيلية الحالية للفلسطينيين والعرب وللجهود الاميركية، ورد على بيان اللجنة الرباعية وتحد لقراراتها". ومن الجدير بالذكر سقطت ثمانية صواريخ على الاقل خلال الايام الاخيرة في إسرائيل انطلاقا من قطاع غزة، اسفر احدها عن مقتل عامل زراعي تايلاندي. وعلى صعيد عملية السلام، كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل ساعات من لقائه الموفد الأميركي جورج ميتشل، رفضه وقف الاستيطان في القدسالشرقيةالمحتلة مؤكدا ان سياسة البناء الاسرائيلية في القدس "هي نفسها في تل ابيب". لكن وسائل الاعلام ذكرت ان نتانياهو سيكون مستعدا للقيام بخطوات حسن نية حيال الفلسطينيين بناء على طلب الولاياتالمتحدة.وتأتي زيارة ميتشل للمنطقة اثر مطالبة اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط التي عقدت اجتماعا الجمعة في موسكو اسرائيل ب"وقف كل الانشطة الاستيطانية" واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بهدف التوصل الى اتفاق في موعد اقصاه عامان. واضافة الى نتانياهو، سيلتقي الموفد الاميركي وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وبان كي مون. وسيجتمع الاثنين في الاردن بالرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يشترط وقف الاستيطان لمعاودة اي حوار مع اسرائيل. وتعثر انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بعد قرار الدولة العبرية في التاسع من مارس بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقية.وادى هذا الامر أيضا إلى ازمة دبلوماسية بين اسرائيل والولاياتالمتحدة.