سلم المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دعوة للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مكتبه غدا الثلاثاء في واشنطن, فيما أكد نتانياهو أن سياسة إسرائيل للبناء في القدس لن تتغير. من ناحية أخري, ارتفع عدد شهداء المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال إلي4 خلال24 ساعة بعدما أطلق جنود الاحتلال أمس النار علي فلسطينيين, مما أسفر عن استشهادهما, بينما اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل بعرقلة مفاوضات السلام. من جانبه, ندد سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون بالحصار الإسرائيلي علي قطاع غزة, ووصف احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بغير المقبول. فقد أعلن بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ان سياسة إسرائيل بخصوص القدس تشابه تلك التي كانت متبعة في عهد الحكومات السابقة جميعا, مؤكدا أنها لم تتغير. وأضاف أمس أن البناء في القدس مثل البناء في تل أبيب.. مشيرا إلي أنه شرح هذا الموقف للادارة الأمريكية.. ويمكن لكل طرف في المحادثات طرح مواقفه في كل المسائل الخلافية'. وتابع أنه لا يمكن التوصل إلي حل حقيقي للمسائل الجوهرية إلا بالتحاور المباشر, مشيرا الي انه بادر الي نقل رسالة خطية الي هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية رغبة منه في منع أي تأويلات لتوضيحات الحكومة.. وأشار الي ان مضمون الرسالة كان قيد البحث خلال مداولات المجلس الوزاري السباعي. كان افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي قد أكد أن إسرائيل ترفض أي نوع من التنازل لأجل الفلسطينيين في أحياء القدسالشرقية مهما كان السبب. وتطرق ليبرمان إلي المفاوضات غير المباشرة, التي يعتزم إدارتها السيناتور جورج ميتشل المبعوث الامريكي الخاص بعملية السلام في الشرق الاوسط.. فقال' إنني آمل من المسئول الأمريكي جورج ميتشل أن يمارس ضغوطا علي الفلسطينيين.. ويجب العلم بأن القدس لن تخضع لأي مفاوضات'. وكان الموفد الأمريكي الي الشرق الاوسط جورج ميتشل قد دعا بنيامين نتانياهو الي لقاء الرئيس الأمريكي باراك اوباما غدا في واشنطن, بحسب ما افاد مكتب نتانياهو. وقال المصدر نفسه ان نتانياهو تسلم الدعوة من ميتشل في مستهل لقائهما أمس في القدس. وقد توجه نتانياهو مساء أمس الي واشنطن حيث سيشارك اليوم في المؤتمر السنوي لمنظمة ايباك, اكبر مجموعة ضغط يهودية أمريكية. في الوقت نفسه, كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن نية سلطات الاحتلال مصادرة49 دونما من أراضي غرب محافظة رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة بدعوي إعادة فتح طريق مغلق منذ عام2000. ميدانيا, استشهد أمس اثنان من الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال جنوبي نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة, ليرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين إلي أربعة في أقل من24 ساعة. وزعمت مصادر إسرائيلية أن الفلسطينيين الشهيدين حاولا طعن أحد الجنود, إلا أنه تمكن من إطلاق النار عليهما, فيما أفادت مصادر أخري بأنهما كانا يحملان أدوات زراعية عندما اقتربا من نقطة للتفتيش عند حاجز حوارة, فاطلق الجنود النار عليهما بدعوي أنهما كانا يهتفان بشعارات يؤكدان من خلالها نيتهما قتل جنود. وأعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة ان التصعيد الإسرائيلي وقتل الفلسطينيين بشكل يومي, هو رسالة الحكومة الإسرائيلية الحالية للفلسطينيين والعرب وللجهود الأمريكية, ورد علي بيان اللجنة الرباعية. وأضاف في تصريح لوكالة الانباء الفلسطينية وفا ان هذا التصعيد مدان ومرفوض, وهو حكم بالفشل علي كل الجهود المبذولة من جميع الأطراف, خاصة اللجنة الرباعية والإدارة الأمريكية لتحقيق اي تقدم علي صعيد عملية السلام. وأضاف ابو ردينة ان' تجميد الاستيطان وليس تأجيله هو الطريق الوحيد لاعادة الثقة بعملية السلام واقوال نتانياهو لا تساعد في العودة للمفاوضات'. يأتي ذلك في الوقت الذي اخترق مئات المواطنين الفلسطينيين أمس منطقة ما يسمي بالحزام الأمني الذي تقيمه إسرائيل في حي النهضة شرق محافظة رفح جنوب شرق قطاع غزة إلي مسافة200 متر بمشاركة متظاهرين أجانب ومزارعين فلسطينيين يطأون أرضهم لأول مرة منذ سنوات. علي الصعيد نفسه, حذر مجلس الإفتاء الأعلي في فلسطين, سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عواقب السياسة التي تتبعها وتهدف إلي تهويد القدس وخلق واقع جديد فيها بدون المسجد الأقصي المبارك, مؤكدا أن الفلسطينيين والمسلمين لن يسمحوا لهذه المؤامرة بأن تمر مهما كان الثمن, فالأقصي عندهم أغلي من المهج والأرواح. من ناحيته, ندد كي مون بالحصار الاسرائيلي ب'غير المقبول', مشيرا إلي أنه ذكر بوضوح للقادة الإسرائيليين ان سياسة الاغلاق التي يتبعونها لا يمكن ان تستمر وهي سيئة'. واضاف ان هذه السياسة' تتسبب بمعاناة انسانية غير مقبولة لسكان غزة وتضعف المعتدلين وبالعكس تمنح قوة للمتطرفين'. وفي اليوم الاول من جولته في اسرائيل والاراضي الفلسطينية أمس الأول, قال انه' يتفهم' قلق اسرائيل حيال حماس و'يشاطرها' اياه, لكنه ابدي' ثقته بامكان رفع الحصار' مع تبديد' قلق اسرائيل المشروع علي الصعيد الامني'. من جهتها, اعتبرت حركة حماس ان زيارة كي مون للقطاع' غير كافية', مطالبة المسئول الدولي بقرار' سريع' يؤدي الي رفع الحصار عنه. فيما أكد الدكتور ياسر الوادية منسق عام تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة أن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة تسلم خلال زيارته الحالية إلي قطاع غزة قوائم بجميع احتياجات ومتطلبات مواطني غزة المحاصرين الحيوية والخدماتية والتعليمية والصحية والمتضررين من الحرب الأخيرة. وكان أهالي قطاع غزة المتضررون من الحصار والحرب الإسرائيلية قد سلموا رسالة مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية إلي بان كي مون أثناء دخوله قطاع غزة عبر معبر إيريز أمس. وقال الأطفال والجرحي والمتضررون والمشردون في رسالتهم ' إذا لم تتحركوا الآن فمتي ستتحركون؟. إذا بقي الحصار علي غزة قائما فسيسألكم التاريخ عن دماء وأرواح آلاف الضحايا'. وأضاف بان كي مون إن استمرار احتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في قطاع غزة دون توفير حقوق الإنسان الأساسية له هو أمر غير مقبول ولا يمكن تحمله. وأكد جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار الإسرائيلي علي غزة ان تصريحات بان كي مون أمس بشأن رفع الحصار غير كافية. وقال الخضري في تصريح خاص لراديو' سوا' أمس ' إنه يتعين علي المسئول الدولي ان يقدم تصرفا واقعيا وملموسا ليؤكد رغبته في رفع الحصار عن قطاع غزة'.