من امتُحن بالعُجْب؛ فليفكّر في عيوبه، فإنْ أُعجب بفضائله؛ فليفتش ما فيه من الأَخلاَق الدنيئة، فإن خفيت عليه عيوبه جملةً حتى يظنّ أنه لا عيب فيه؛ فليعلم أن مصيبته إلى الأبد، وأنه لأتم الناس نقصاً، وأعظمهم عيوباً، وأضعفهم تمييزاً. وأول ذلك أنه ضعيف العقل، جاهل، ولا عيب أشد من هذين؛ لأن العاقل هو مَن ميّز عيوب نفسه؛ فغالبها، وسعى في قمعها، والأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه؛ إما لقلة علمه وتمييزه وضعف فكرته، وإما لأنه يقدّر أن عيوبه خصال، وهذا أشد عيب في الأرض.