ما زال الإتصال الهاتفي الأخير بين الرئيسين الأميركي والإيراني يشغل بال الإسرائيليين، وقد برز اليوم ما نشرته وسائل إعلام اسرائيلية عن سماح تل ابيب بنشر معلومات عن اعتقال من قالت "إنه عميل تابع للحرس الثوري الإيراني". وقال موقع والاه الإلكتروني "إن الشاباك اعتقل هذا الشخص في مطار بن غوريون في الحادي عشر من الشهر الحالي الا أنه لم يسمح بالكشف عنه إلا اليوم". صحيفة "هآرتس" ذكرت أن "توقيت الإعلان هو محاولة لتزويد نتنياهو بالذخيرة ومساعدته خلال زيارته واشنطن لتحسين موقعه المتدني في ضوء الغرام المثير والغريب بعض الشيء بين إدارة أوباما ونظام آيات الله في طهران" بحسب تعبير الصحيفة. تزامن ذلك مع وصول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الولاياتالمتحدة. وفي هذا الإطار نقلت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية عن مصادر إسرائيلية قولها "إن نتنياهو سيطلع أوباما خلال مباحثاته في البيت الأبيض على معلومات استخبارية تدل على أن ايران تواصل دفع برنامجها النووي". ومن المقرّر أن يحتل الملف الإيراني حيزاً من كلمة نتنياهو المرتقبة بعد غد الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. التقارب الإيراني الأميركي كان قد احتل حيزاً واسعاً من الإعلام الاسرائيليّ الذي أسهب في تحليلاته معتبراً إياه إنجازاً لإيران بكسر النظرة السائدة حولها. القنوات التلفزيونية الإسرائيلية وصفت ما حدث ب"الإنقلاب والتغيير التاريخي الدراماتيكي". وبعضها وصف "ما حصل بفشل للإستراتيجية الإسرائيلية في صد الليونة الإيرانية". الصحافة الإسرائيلية ذهبت أبعد من ذلك ناعية أي هجوم عسكري أميركي مرتقب على إيران. كما تناولت التحليلات الصحافية التخبط الاسرائيلي الداخلي حول ما يحدث، متحدثة عن خلاف بين رئيس الحكومة بينيامين نتنياهو ووزير ماليته يئير لبيد حول السياسة المتبعة تجاه إيران. القناة الثانية وصفت موقف نتنياهو ب"المعزول"، ونقلت عن لسانه "أنه لا يمانع أن يكون ضمن أقلية تحذر من أن ما يجري هو مناورة ايرانية هدفها إزالة العقوبات عنها". ويترقب الإعلام الإسرائيلي رد نتنياهو في خطابه يوم الثلاثاء القادم، ردّ اعتبرته القناة الثانية أنه ربما أصبح متأخراً. إلا أنّ الإعلام الاسرائيلي يتحدث عن جهود مكثفة مازال يبذلها رئيس الحكومة في زيارته إلى الولاياتالمتحدة لإزالة الستار الدخاني الذي تركه الرئيس الإيراني خلفه.