وسط حالة من القمع الأمني انطلق العام الدراسي الجديد في مصر ، حيث بدأ الطلاب منذ أول يوم دراسي في عامهم الجديد بتظاهرات أمام مدارسهم وجامعاتهم رفضا للانقلاب والواقع الذي يريد الانقلابيون ترسيخه. وتظاهر الطلاب في عدد من المحافظات على مستوى الجمهورية، حيث شارك الآلاف من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية. ورفع الطلاب لافتات تندد بجرائم العسكر وتشيد بصمود أهالي دلجا وكرداسة، مؤكدين استمرار فعالياتهم حتي عودة الشرعية والقصاص لدماء الشهداء. من ناحية آخرى ، شهدت مدارس قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس، حالة من الارتباك الشديد وعدم انتظام الدراسة جراء تفضيل بعض المعلمين من خارج القرية عدم الذهاب بسبب الحصار الأمني المفروض على القرية. وفي السياق ذاته، فوجئ طلاب ومعلمي مدارس دمنهور صباح اليوم وبعد فقرة القرآن الكريم في الإذاعة المدرسية بالاغنية الأشهر تأييداً للانقلاب العسكري الدموي "تسلم الأيادي" بديلاً عن النشيد الوطني، وسط ضجر وتعجب من بعض الطلاب والمدرسين. كما قامت قوات الأمن في الانتشار بمحيط مجمع المدارس بميدان جلال قريطم وشارع المدارس بأبو الريش وانتشرت سيارات الشرطة أمام المدارس، وفي ظاهرة هي الأغرب قام أفراد من الأمن بتفتيش رواد المدارس من طلبة ومعلمين وإداريين تفتيشاً ذاتياً لدواعٍ أمنية غير معلنة. وتحت وقع الاعتقال نظمت حركة طلاب قنا ضد الانقلاب وقفة احتجاجية أمام مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض، فيما نصبت قوات الأمن الأكمنة للطلاب واعتقلت عدد منهم قبل الدخول إلى المدارس وعدد منهم بعد انتهاء اليوم الدراسي. ومن جهته، استنكر أحد أعضاء حركة "طلاب ضد الانقلاب" تصريحات المتحدث العسكري عن استعداد قوات الجيش التدخل بالجامعات إذا طلب منها الرئيس المؤقت أو حكومته ذلك، قائلا: "تصريحات المتحدث العسكري، واعتداء البلطجية على مظاهرات جامعة الزقازيق وهم في حماية الشرطة، لن تغير من حقيقة أن اليوم انضمت لطوائف الشعب المصري شريحة جديدة غاضبة ورافضة للانقلاب هي شريحة الطلاب، وأحذر الانقلابيين وقادتهم من مغبة الاستهتار بهذه الشريحة، أو التفكير ف ي أن القمع سيرجعها ويكممها". وقال في مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر مصر: لن نتراجع خطوة واحدة للخلف في نضالنا ضد الانقلاب، مهما كان حجم القمع الذى سنواجهه، والرهان في الفترة القادمة سيكون على الشباب القادر على تغيير المعادلة السياسية في مصر، وإخراج المعتقلين السياسيين، والانتصار لثورة يناير؛ لأننا نعتبر أن اليوم بداية ثورة جديدة لاسترداد الثورة التي دهسها العسكر. وأضاف: الإعلام الانقلابي الذى يروج بأننا عشرات الطلاب سندحض افتراءاتهم بصور وفيديوهات صورناها لحشود الطلبة التي خرجت من جامعة عين شمس إلى ميدان العباسية، ومن جامعة القاهرة إلى ميدان النهضة الذى ارتوى بدماء الشهداء. ومن جهته، قال أحمد البقري، أمين اتحاد طلاب جامعة الأزهر، أن قرار تأجيل الدراسة بجامعته اتخذ لأسباب سياسية بحتة؛ وذلك لأن جامعة الأزهر وحدها بها أكثر من 90 شهيدا و85 جريحا و100 معتقلا، مشيرا إلى أن ما أشيع عن عدم جاهزية مساكن الطلاب استوجب تأجيل الدراسة غير صحيح على الإطلاق. وقال البقري في مداخلة مع قناة "الجزيرة مباشر مصر": اليوم تم تطويق بعض الجامعات بالدبابات، ولكن إرهاب الدولة هذا لن ينجح في إخراس أصواتنا، وسينطلق طلاب مصر في ثورتهم ضد النظام الانقلابي الذى قتل واعتقل زملاءهم. ولفت البقري إلى أن وزير داخلية الانقلاب كان وعد بإطلاق سراح كل الطلاب المعتقلين مع بداية الدراسة، وها هي الدراسة تبدأ ولا ينفذ وعده، ما يؤكد أن مصر واقعة تحت حكم عسكري غاشم، وقبضة أمنية فولاذية، لكننا لن نتركها تحكم قبضتها على البلاد. "بعدما كنا نتحدث عن عدم تدخل الجيش في السياسة، بات الحديث يدور الآن عن تدخلهم داخل المدارس والجامعات"!.. بهذه العبارة لخص صهيب عبد المقصود- المتحدث باسم طلاب الإخوان المسلمين– أسلوب حياة المصريين الجديد تحت إدارة الانقلابيين. وقال صهيب: الطلاب فصيل نشط جدا داخل المجتمع المصري، وقادون على تغذية الزخم الثوري، وتحويل الجامعات لحجر عثرة في طريق الانقلاب، خاصة بعدما تأكد الجميع أن المعركة لا تخص الإخوان وحدهم، بل هي معركة شعب خانه قائد وانقلب على ثورته، لذلك تجد أن حركة "طلاب ضد الانقلاب" يسيطر عليها شباب لا ينتمون لأي فصيل سياسي، فضلا عن شباب 6 أبريل ومصر القوية والسلفيين وغيرها من القوى التي اتحدت جميعها لإجهاض الانقلاب العسكري. وأضاف، في مداخلة مع قناة الجزيرة مباشر مصر، أن إلغاء الضبطية القضائية داخل الحرم الجامعي كان على هامش مطالبنا التي تتركز على دحر الانقلاب الذى يسيطر على قياداته التخبط الشديد، لدرجة أنهم أحالوا طلابا لمجالس تأديب قبل بدء الدراسة في جامعتي الزقازيق والأزهر؛ كما أن بعض الطلاب فوجئوا بأن زملاءهم اعتقلوا حينما لم يحضروا للجامعة، فماذا تنتظر منهم غير الغضب والتظاهر في وجه هذا الظلم؟!. وتابع: اليوم شهد انتهاكات في حق الطلاب، ابتداء من اعتداءات الأمن على مجموعات منهم وتحرش البلطجية بهم ومنع بعض المسيرات، لكننا مستمرون ومتمسكون بإجهاض الانقلاب، كما نحن متمسكون بسلميتنا التامة. وتعجب عبد المقصود من الاتهامات الموجهة لطلبة الإخوان بالرغبة في تعطيل العملية التعليمية، متسائلا: من الذى قام بتأجيل الدراسة في بعض الجامعات كالأزهر وحلوان؟ نحن أم سلطات الانقلاب؟ نحن وببساطة شديدة ندعم الزخم الثوري بالجامعات، فكيف نسعى لوقف الدراسة بها، خاصة بعدما أثبت الطلاب أنهم خارج تأثير الآلة الإعلامية المضللة. واختتم صهيب مداخلته بتأكيد أن بعض إدارات الجامعات تتواطأ مع الانقلابيين، لدرجة أن من بين المعتقلين طالبا كان من المفترض أن يجري امتحان مادة واحدة في الإجازة كي يتخرج، ومع ذلك رفضت السلطات إرسال وفد جامعي له داخل المعتقل لامتحانه أو إحضاره للامتحان بقوة أمنية، لتضيع عليه سنة كاملة من عمره بسبب الانقلاب العسكري!.