قال شهود عيان ومسئولون أمنيون في حركة حماس إن القوات المصرية قد فرغت صباح اليوم الأحد من إغلاق آخر ثغرة كان ناشطون فلسطينيون قد فتحوها في الجدار الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر خلال الأيام الماضية. وأضافوا أن قوات الأمن المصرية سمحت بالعبور لكل الغزاويين والمصريين الذين كانوا ما زالوا على الجانب الخطأ من الحدود، لكنهم أوقفوا مرور أي فلسطينيين جدد إلى الأراضي المصرية أو عبور أي مصريين إلى داخل غزة. وقد بدأت اليوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ضبط حدود قطاع غزة مع مصر تدريجيا بالتعاون مع قوات الأمن المصري. إغلاق مؤقت وقال القيادي في الحركة محمود الزهار بعد عودته من القاهرة أمس حيث أجرى مفاوضات مع المسئولين المصريين بشأن إعادة تشغيل المعابر، إن الحركة ستبدأ في إغلاق المنافذ إلى مصر ابتداء من اليوم الأحد وأضاف الزهار أن الإغلاق سيكون مؤقتاً وحتى إيجاد حكومة القاهرة آلية لإعادة فتح معبر رفح، المنفذ الوحيد للقطاع على العالم الخارجي. وأبدت حماس استعدادها للتعاون مع السلطات المصرية للقيام بضبط "تدريجي" للمعابر بعد أن قررت القاهرة إغلاق حدودها المشتركة مع القطاع اعتبارا من اليوم. وأشار الزهار إلى أن يوم الأحد "سيكون اليوم الأخير الذي تفتح فيه الحدود" على الشكل الذي استمر طوال الأيام الماضية. وأوضح أن حماس لن تمنع ذلك، مضيفا أن الحركة ستستعيد السيطرة على هذه الحدود بالتعاون مع مصر وبشكل تدريجي. توحيد الحدود وقال القيادي في حماس "سنحاول بالتعاون مع إخواننا في مصر أن تكون حدودا موحدة ومعابر مفتوحة"، مؤكدا على "عدم التدخل في شأننا الداخلي". وأشار إلى أنه "تم الاتفاق بيننا وبين إخواننا في مصر على عمل قنوات اتصال على مستوى محلي في المعبر وعلى الحدود، وسنقوم بتنفيذه عندما نلتقي بالحكومة" التي يترأسها إسماعيل هنية. وأكد الزهار أن الحركة لن تكون "جزءاً من تهديد الأمن القومي لأي بلد عربي وفي مقدمتها مصر مهما توافقنا أو اختلفنا" مع هذا البلد. حماس: لن نسمح بإغلاق الحدود هذا وقد تظاهر المئات من عناصر حركة المقاومة الإسلامية الجمعة، قرب معبر رفح للمطالبة بإبقاء الحدود مفتوحة. وذلك في وقت عمد فيه رجال الأمن من الجانب المصري إلى وضع العوائق الحديدية والأسمنتية لوقف تدفق الفلسطينيين، الذين لم ينقطعوا عن دخول الجانب المصري للتزود بالمؤن الذي تندر في القطاع، فيما هدد رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية، إن حماس لن تسمح بإقفال الحدود. وأشار هنية في مقابلة صحفية الجمعة، أن الشعب الفلسطيني "يملك خيارات كثيرة" في حال أقفلت الحدود مجدداً، دون أن يوضح ماهية تلك الخيارات. وفي الوقت عينه، تجمع قرابة 600 عنصر من حركة حماس عند معبر رفح، حاملين شعارات تؤيد إبقاء الحدود مفتوحة. حوارات إيجابية ومن جهتها وصفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حوارات القاهرة التي تمت بين وفد قيادي منها والقيادة المصرية بالإيجابية، مشيرة إلى أنه تم خلالها مناقشة العديد من القضايا، والاتفاق على الكثير منها ورفع مستوى علاقاتها مع مصر. وقال أيمن طه، المتحدث باسم "حماس" في تصريح صحفي له نشر اليوم الأحد (3/2): "إن اللقاء تركز على عدة قضايا تتعلق بالأوضاع الفلسطينية الراهنة، وفي مقدمتها الحصار المفروض على قطاع غزة وقضية المعبر وكذلك موضوع الحوار الفلسطيني الداخلي وإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية". وفيما يتعلق بموضوع معبر رفح؛ قال طه: "نحن قدمنا رؤيتنا إلى الأشقاء المصريين من خلال المباحثات، تلك الرؤية تقول إن المعبر معبر فلسطيني مصري خالص ليس للاحتلال أي علاقة في آليات تشغيله أو تنظيم عمله، وضرورة أن يكون هذا المعبر مسخراً لخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني في تسهيل حركة تنقلاتهم مع ضمان إدخال الأغذية والمستلزمات الطبية وجميع المواد التي يحتاجها المجتمع"، مشيراً إلى أن الرؤية التي قدمها وفد "حماس" تقوم على أن تراعي التفاهمات الأمن القومي المصري والسيادة المصرية على الجانب المصري من المعبر، منوهاً إلى أنهم في حركة "حماس" حريصون على الأمن القومي المصري في أي اتفاقيات وتفاهمات بشأن المعبر. وقال طه: "إن الحوار كانت له مؤشرات إيجابية، ونأمل أن نتفق على صيغ وآليات لتشغيل المعبر، وتنظيم عمله ضمن الرؤية المشار إليها، ونحن متفائلون للتوصل إلى صيغ نهائية تستجيب لمصالح شعبنا ولمصالح أشقائنا في مصر". وأضاف: "إن القيادة المصرية تتفق معنا على أن يبقى هذا المعبر مفتوحاً وترفض بأي شكل من الأشكال أن يستمر خضوع المعبر للاحتلال لتشديد حصاره وابتزاز شعبنا". إنهاء قضية المرضى وأضاف: "إنه ومن جانب آخر تم الاتفاق على إنهاء قضية المرضى، وتم بالفعل إدخال العديد من المرضي الذين كانوا متواجدين في العريش في مستشفيات القاهرة، وسيتم إدخال أكثر من 2000 حالة مرضية إلى المستشفيات المصرية ضمن جدولة معينة سيتم الاتفاق عليها، بالإضافة إلى قضية العالقين والمعتقلين إلى غير ذلك من القضايا التي تم التوافق عليها". استنفار دائم وأضاف: "إننا في حماس لم نضع رحالنا بعد، ولن نلقي سلاحنا وسنبقى نواصل كل فعالياتنا من أجل كسر الحصار، وسنبقى في حالة استنفار دائم في فعاليات متعددة ومتواصلة حتى يزول هذا الحصار عن شعبنا وحتى تنكسر حلقاته المفروضة على شعبنا".