دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى إعادة القضية الفلسطينية لسيرتها الأولى، ودحر الاحتلال الصهيوني، مؤكدة على أن ذلك لن يتم إلا بالتمسك بخيار المقاومة، الذي يبدأ بفك الحصار الخانق وحشد الجهود الفكرية والسياسية والإعلامية لكسره، وتقديم كل أنواع الدعم الإغاثي والمالي والمعنوي لإنهائه. وقال محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين : "تكشّفت الحقائق، وظهر لكل العالم، مواقف الضمائر المستترة، خاصة بعد الأحداث المأسوية التي تمر بها غزة، ولم يعد هناك مجالاً إلا أن ننظر بعين الاعتبار إلى مستقبل أمتنا، منطلقين مما فجرته أوضاع غزة المحاصرة من مسئوليات جسام". وأكد عاكف في بيان صحفي أنه من الواجب شرعا والضروري إنسانياً ووطنيناً وقومياً، أن نقف جميعا وقفة قوية أمام الإجرام الصهيوني المستمر، والمؤيد من أمريكا وأوربا، وبمشاركة من الصمت العربي والعجز العالمي كله. وأضاف أن هذا الصمت دفع الاحتلال إلى شن هجمات عسكرية برية وبحرية وجوية، وحصار خانق منذ عدة أشهر، ثم حصار كلي ومنع تزويد غزة بالوقود والمواد الغذائية والطبية، حتى باتت على وشك كارثة إنسانية على كافة المستويات لمليون ونصف نسمة. واعتبر عاكف، أن هذا الإجرام انتهاكاً لجميع المواثيق الدولية والإنسانية، في ظل حصار الضفة الغربية وتحويلها إلى كانتونات معزولة عن بعضها، واستمرار سياسة تهويد القدس، وازدياد عمليات الاستيطان واغتصاب الأراضي. وأضاف: أن التمادي في جرائم الاحتلال وصل إلى حد التلميح بمحاولات التصفية بأن تصبح غزة جزءاً من مصر، وتوسيع جغرافيتها بالأخذ من الأراضي المصرية في سيناء، وبذلك يتم القضاء على المقاومة وفلسطين. وأشاد بالدور الشجاع للشعوب العربية والإسلامية التي خرجت تصرخ أمام تخاذل حكامها بأن "فكوا الحصار وافتحوا معابر غزة"، مما كان له الأثر القوي في الضغط على حكوماتها، مطالباً بوجوب استمرار هذه المواقف ضمانا لتعبئة الجماهير وتحفيزها نحو تقديم كل عون للفلسطينيين وعودة الحوار الوطني. وانتقد مرشد الإخوان المسلمين استمرار المفاوضات الفلسطينية مع الاحتلال الصهيوني، وقال: "لم يع هؤلاء المستسلمون باسم المفاوضات والمشروعات الوهمية، خاصة بعد مؤتمر "أنابوليس"، بأن الإجرام الصهيوني لن يسمح أبداً بدولة فلسطينية ذات سيادة ؟". واستهجن عاكف عدم وعي هذا الطرف الفلسطيني المفاوض بأن الاحتلال يدبر دائماً لتمزيق الصف الفلسطيني، ويعمل على طرد فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948خارج فلسطين، ويشطب حق العودة الذي يحلم به اللاجئون في الشتات، ويسعى جاهداً لإنهاء المقاومة واغتيال قادتها. وتساءل "إلى متى سيبقى هؤلاء المفاوضون يقدمون التنازلات؟"، قائلا: "فاليوم تنهار عشرة أعوام من المفاوضات العبثية، بل ينهار المشروع الاستسلامي ولا يبقى سوى خيار المقاومة التي وجهت ضربات موجعة إلى العدو الصهيوني، وزعزعت نظريته الأمنية".