وعلي طرفايةانطلاقاً من أفكار قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي من أجل إصلاح منظمة الأممالمتحدة وتحقيق العدالة التي تلبي مصالح شعوب الدول النامية المقهورة، عقدت اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال المؤتمر الدولي حول إصلاح منظمة الأممالمتحدة، برعاية عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والسيد أحمد قذاف الدم، منسق العلاقات الليبية المصرية، وعز العرب أبو القاسم، رئيس تحرير جريدة ليبيا العظمى اليوم، بمشاركة عدد كبير من المفكرين السياسيين وأساتذة التاريخ من الدول العربية والأفريقية.وأكد موسى في كلمته التي وجهها للمؤتمر وألقاها نيابة عنه نائبه السفير أحمد بن حلي ضرورة العمل من أجل بلورة رؤية عربية أفريقية تحقق إصلاحاً منهجياً لمنظمة الأممالمتحدة، بما يحقق العدالة بين دول المنظمة ويحد من سيطرة الدول الكبرى المهيمنة وتحقيق حلول منطقية لمعالجة آثار الحروب وإدارة الأزمات، لافتاً إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مارست حق النقض الفيتو ضد القرارات المتعلقة بالقضايا العربية 31 مرة في الأممالمتحدة.ووصف موسى الطرح الذي قدمه الزعيم الليبي معمر القذافي أمام اجتماع الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة لإصلاح المنظمة بأنه أحد المرجعيات الأساسية لتنظيم القواعد الدولية في الوقت الحاضر، خاصة وأن المسيطرون على الأممالمتحدة يحاولون الايقاع بالمجموعات الجيوستراتيجية المؤثرة واعاقة دخولهم بشكل عملي في اصلاح الأممالمتحدة.ولفت موسى الى أن الموقف الجديد للقائد القذافي يمكن أن يسهم بشكل كبير في بلورة تصور استراتيجي واسع الأفق لاتخاذ اجراءات عملية تجاه اصلاح منظمة الأممالمتحدة، خاصة وأن القائد القذافي سيرأس أعمال القمة العربية المقبلة في نهاية مارس القادم ومن ثم يمكن اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه.وانتقد موسى ممارسة الولاياتالمتحدةالامريكية لحق النقض الفيتو ضد القرارات المتعلقة بالمصالح العربية في الأممالمتحدة مما يعكس هيمنتها التي تحتم اعادة النظر في منظمة الأممالمتحدة وفق اسلوب يحقق العدالة بين الدول والشعوب.من جهته أشار د. محمد الفيتوري، أمين اللجنة الشعبية لجامعة قاريونس ورئيس المؤتمر، إلى أنه في ظل التحديات الراهنة تبرز أهمية اصلاح الأممالمتحدة بدءاً بأمينها العام وميثاقها، حيث أن هذا الميثاق وكذلك ميثاق عصبة الأممالمتحدة لم يعطيا لأية دولة عضوة في المنظمة الأممية امتيازات واسعة في تسيير المنظمة، لأن ذلك يناقض مقاصد ميثاق الاممالمتحدة في العدل والمساواة وحتى في ظل نظام مجلس الأمن لا يمنح هذا الحق، كما أن تدخل القوى في مجلس الأمن في عمل الأمين العام والحد من تصرفاته الدولية ومخالفتها يجعل المنظمة الدولية تفقد مسئولياتها الدولية، وتكون تصرفاته رهينة للأقوى في المنظمة الأممية، فتصرفاته منذ عقود خلت لا تعكس الا دور الأقوى في مجلس الأمن، وخلال العديد من الحروب والازمات الدولية والاقليمية لم نجد ما يعزز القيام بأدوار لكيفة التتعامل مع قضايا العالم الثالث والتي معظمها لم تعاصر ولادة ميثاق الأممالمتحدة .وشدد الفيتوري على ضرورة الاعلان عن قيام اللجنة الدولية (لجنة الأمم والشعوب) لاعادة صياغة ميثاق الأممالمتحدة ويعطي حق تفعيل المبادرة الى منظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي وامانة الاتحاد المغاربي.ومن جهته، أكد عز العرب أبو القاسم أمين عام المؤتمر ورئيس تحرير جريدة ليبيا العظمى اليوم، أن الهدف الرئيسي من انعقاد المؤتمر هو بلورة رؤية مشتركة من أجل اصلاح الأممالمتحدة، وشدد على أن هذا النشاط يندرج ضمن محاولات تغيير الوضع الراهن، والقائم على الظلم في منظمة الأممالمتحدة، معتبراً أن الاصلاح يشكل ضرورة قصوى استجابة لرغبة الشعوب المقهورة.وقال عز العرب: إن ميثاق الأممالمتحدة لم يطبق بشكل يجعل الجميع يحترمون هذه المنظمة، متسائلا وكيف تنال احترام وثقة الجميع وهي تنحاز للأقوياء والكبار. لافتاً الانتباه إلى أن الخلل في الأممالمتحدة ترجم على الأرض بانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان، وكذلك مزيد من التوترات والحروب، مما يتطلب توحيد الجهود وتضافرها في مواجهة عدم العدالة في منظمة الأممالمتحدة.من جانبه أشار السفير الليبي على ماريا، رئيس مكتب المتابعة والاتصال، إلى أهمية المؤتمر من أجل التوصل إلى رؤية مشتركة تحد من هيمنة الدول الكبيرة على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتهم، ومن هنا تبرز أهمية مسألة إصلاح منظومة الأممالمتحدة كما طرحها قائد الثورة الليبية معمر القذافي.وأضاف ماريا قائلاً: هذا المؤتمر يشكل بداية ناجحة، نأمل أن تتلوها منتديات أخرى في كافة دول العالم وتكون موضع اهتمام من قبل الجامعات ومراكز الدراسات لكى تحظى باهتمام القوى السياسية وقوى الحراك السياسي في العالم، ونأمل أن نراها قريباً مطلبا تعج به شوارع العالم في مظاهرات عارمة من أجل التحرك في مواجهة هيمنة القوى الكبرى، والعمل على إصلاح الأممالمتحدة وفق رؤية القائد القذافي، وبالتالي فانطلاق الجامعة العربية تجاه هذا الموضوع يؤكد أهمية هذا الخطاب ومشروع خارطة الطريق التي طرحها القائد القذافي لاصلاح الأممالمتحدة.