ألعاب الفك والتركيب لأطفال الروضة، وسيلة إبداعية رائعة لتعليم هؤلاء الصغار المفاهيم الرياضية الصعبة ومهارات التفكير الهندسي، فضلًا عن كونها جسرًا لفهم العالم المحيط بالأطفال واستكشافه والتفاعل معه، هذا ما أثبتته أحدث دراسة علمية نالت عنها الباحثة سندس محمد رزق عوض، درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة وذلك من قسم المناهج وطرق تعليم الطفل كلية التربية للطفولة المبكرة جامعة المنصورة تخصص الطفل العادي. وقد أشرف على الرسالة على الرسالة أ.د / سمية عبد الحميد أحمد أستاذ مناهج الطفل بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة المنصورة و أ.د .مسماح رمضان خميس أستاذ مساعد أصول تربية الطفل المساعد بكلية التربية للطفولة المبكرة جامعة المنصورة، وناقشها كل من وناقشها كل من أ.د / أمل محمد القداح أستاذ مناهج وبرامج الطفل بكلية التربية للطفولة المبكرة، وأ.د/ نجاح السعداوى المرسي رئيس قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية _ جامعة المنصورة. سعت الدراسة إلى التعرف على " فاعلية ألعاب الفك والتركيب في تنمية مهارات التفكير الهندسي لدى طفل الروضة" من خلال تحديد مهارات التفكير الهندسي التي ينبغي تنميتها لدى أطفال الروضة، وإعداد مجموعة من ألعاب الفك والتركيب لتنمية مهارات التفكير الهندسي لدى أطفال الروضة، وتحديد مدى فاعلية ألعاب الفك والتركيب المقترحة في تنمية مهارات التفكير الهندسي لدى طفل الروضة. وتُعد ألعاب الفك والتركيب من الألعاب التي يُقبل عليها الأطفال بأشكالها المتعددة من بناء نماذج متنوعة للأبراج، والجسور، والقلاع، والمنازل، ونماذج لوسائل المواصلات، فتبرز أهميتها في تنمية قدرة الطفل على التخيل، وتشجيعهم على الابتكار، واكتساب العديد من المفاهيم الرياضية، مثل: التصنيف حسب الشكل، الحجم، اللون، وتنمية قدرة الطفل على التمييزالبصري والتآزر الحركي، كما تقدم مادة غنية للإبداع. ومن هنا يهتم العاملون اليوم في مجال الطفولة المبكرة بتنمية المفاهيم الرياضية لدى الأطفال، حيث إن الأطفال الصغار بفضولهم الطبيعي مهتمون باستكشاف العالم من حولهم وفهمه، ولذلك تعتبر الطفولة المبكرة من الفترات الحساسة التي يجب ألا يهدرها التربويون، وأن يحاولوا استغلالها الاستغلال الأمثل لبناء عقلية يقظة قادرة على الملاحظة، والبحث، والربط بين ما تراه من عناصر. من جهة أخرى فرض التقدم العلمي والتقني الراهن مطالب عدة على جميع مناحي الحياة، منها العمل على تطوير المناهج التعليميَّة عمومًا، ومناهج الرياضيات على وجه التحديد، باستخدام أنشطة تساعد الطفل على استيعاب الأنشطة الرياضيَّة، وتحديدًا مجال الهندسة بدءًا من مرحلة الروضة باعتبارها حجر الأساس اللازم لتطوير الخيال والإبداع للمراحل التعليميَّة اللاحقة، ومن هنا برزت الحاجة إلى الرياضيات، حيث إنها لغة الحياة العلميَّة وتطبيقاتها؛ وتعدُّ الرياضيات فنًّا فيه انتظام وتآلف ذاتي ومتعة عقلية، وحتى يبرع الإنسان في هذا الفن عليه أن يتعرف أدواته وأساليبه، ويتمكن من إتقانه. وحظى مجال الرياضيات بأهمية خاصة في عصرنا الحاضر لما يسهم به من تقدم ورقى للمجتمعات التي باتت تعتمد بصورة متزايدة على ما توفره لها التكنولوجيا من وسائل تيسر الحياة، وتسرع بالكثير من العمليات التي كانت في الماضي تستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين، إضافة إلى أنها تُسهم فيالتصدي لمشكلات متنوعة في شتى مناحي الحياة الحديثة، ولذلك تهتم المجتمعات الحديثة بتدريس الرياضيات بالتحديد في المراحل الدراسية المبكرة، كما أن تعليم الرياضيات يهدف إلى المساهمة في إعداد الطفل إعدادًا يجعله قادرًا على مواجهة الحياة، وذلك من خلال تزويده بالمعلومات والمهارات الأساسية وتنمية الاتجاهات الإيجابية نحوها. ولما كانت مرحلة رياض الأطفال هي الأنسب لاستمتاع الطفل بممارسة الألعاب التي تحتاج منه تنمية تفكيره، وتعتمد على تصنيف الأشياء، وبناء الأشكال، والمجسمات، وقياس الكميات، وتعليم الرياضيات في مرحلة الطفولة المبكرة ليس فترة لإقحام الأطفال في تعلم العمليات الحسابية التي لم يحن موعد تعلمها بعد؛ بل هي الفترة المناسبة التي يتعلم فيها المفاهيم الرياضية والهندسية عن طريق اللعب والتحدي والاكتشاف عن طريق البيئة المحيطة به فقد أجمع المختصون والمهتمون بعالم الطفولة على أهمية البحث عن أساليب تطوير تفكير الطفل الإبداعي، وظهرت في السنوات الأخيرة العديد من الأبحاث والدراسات القائمة على الألعاب، والتي تركز في مجملها على تنمية حس الابتكار والتفكير الإبداعي لدى الطفل، ومن أهم الألعاب التي أوصت بها هذه الأبحاث، والتي تحرص الكثير من الأسر على شرائها، هي الألعاب التركيبية كالمكعبات، وإكمال الصور الناقصة، والكلمات المتقاطعة، وغيرها. من هنا تجمعت الدوافع العلمية إضافة لملاحظات الباحثة واهتمامها الشخصي لإجراء هذه الدراسة، وللتحقق من فروضها أخضعت الباحثة عينة قوامها 60 طفلًا وطفلة للدراسة التجريبية،وهم من أطفال الروضة "المستوى الثاني" بروضة المنصورة كولدج ، وروضة الإمام محمد عبده التجريبية بمحافظة الدقهلية لعام 2020 /2021م، تتراوح أعمارهم (5_6) سنوات، وقد تم تقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين متساويتين لتمثل إحداهما المجموعة التجريبية (بروضة المنصورة كولدج) وبلغت (30 )طفل وطفلة ، والأخرى ضابطة (الإمام محمد عبده التجريبية) وبلغت (30 ) طفل وطفلة. ومنهجيًا وظفت الدراسة المنهج الوصفي وكذلك المنهج التجريبي باستخدام التصميم التجريبي لمجموعتين إحداهما تجريبية ويطبق عليها ألعاب الفك والتركيب لتنمية مهارات التفكير الهندسي والأخرى ضابطة يطبق عليها الألعاب المعتادة بالروضة، وقد اشتملت أدوات الدراسة على استبانة تحديد مهارات التفكير الهندسي التي يمكن تنميتها لدى أطفال الروضة،واختبار مهارات التفكير الهندسي لأطفال مرحلة الروضة،ودليل ألعاب الفك والتركيب في تنمية مهارات التفكير الهندسي لدى أطفال الروضة. وخلصت الدراسة إلى وجود أثر دال إحصائياً عند استخدام ألعاب الفك والتركيب في تنمية بعض مهارات التفكير الهندسي لدى طفل الروضة. الباحثة سندس محمد رزق عوض الباحثة سندس محمد رزق عوض