وصلت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الى باريس صباح الثلاثاء في زيارة تهدف الى إنجاز المصالحة بعد الأزمة الخطيرة بين باريسواشنطن بشأن عقد غواصات استرالية. خلال زيارتها، وهي ثالث رحلة خارجية لها منذ توليها المنصب، ستلتقي هاريس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتحضر منتدى السلام مع قادة آخرين من أنحاء العالم. تشارك أيضًا في مؤتمر حول ليبيا وفي فعاليات لإحياء الذكرى السنوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى. في منتصف سبتمبر، وجهت الولاياتالمتحدة واستراليا ضربة إلى باريس عبر إبرام تحالف دفاعي في المحيط الهادئ، واستحوذت واشنطن على عقد كبير للغواصات كان موعودا أساسا لفرنسا. قالت هاريس لدى وصولها إلى باريس: "من الجيد أن أكون في فرنسا، وأنا أتطلع إلى أيام عدة من المناقشات المثمرة التي تعزز علاقتنا". وأعلنت الزيارة بعد الخلاف حول الغواصات وهي تأتي بعد إيفاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن في أوائل أكتوبر إلى فرنسا في محاولة أولى لإصلاح الأزمة. سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن كذلك إلى حل الخلاف خلال اجتماع مع ماكرون الشهر الماضي حين قال للرئيس الفرنسي إن حكومته كانت "خرقاء" في الطريقة التي تعاملت بها بصفقة الغواصات مع أستراليا. هذه الصفقة المعروفة باسم أوكوس هي جزء من تحالف استراتيجي جديد بين الولاياتالمتحدةوأستراليا وبريطانيا. كان هذا أوضح دليل على الأسف الذي أبدته الولاياتالمتحدة منذ بداية الخلاف الذي شهد استدعاء فرنسا لسفيريها في واشنطن وكانبيرا. أعربت باريس عن استيائها بعد إلغاء صفقة بقيمة 60 مليار دولار أبرمتها شركة فرنسية لبيع غواصات تعمل بالديزل لأستراليا. من المتوقع أن تؤكد هاريس التي ستلتقي ماكرون الأربعاء، مبادرات بايدن التي تشمل مناقشات حول الدعم الأمريكي المحتمل للمهمة العسكرية الفرنسية ضد الجهاديين في منطقة الساحل وخطط تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية. قال مسؤول كبير في البيت الأبيض قبل الرحلة "العلاقة بين الولاياتالمتحدةوفرنسا، وكذلك العلاقة عبر الأطلسي بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، هي حيوية بالنسبة إلينا". وأضاف "هذا أمر شدد عليه (جو) بايدن طوال حملته الانتخابية". وأوضح مسؤول آخر أن كلمة هاريس في منتدى باريس للسلام الخميس الذي يركز هذا العام على التعافي من فيروس كورونا، ستتطرق إلى "الأزمات العالمية الكبيرة والمتقاربة". كذلك، ستحضر جلسة خاصة في المنتدى مخصصة للإطار التنظيمي لشركات الإنترنت، وفق مسؤولين فرنسيين. وستزور هاريس مقبرة سورين الأمريكية في ضواحي العاصمة واشنطن الخميس، يوم الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى، كما أضافوا. قبل عودتها إلى واشنطن، ستشارك هاريس الجمعة في مؤتمر باريس حول ليبيا، وهو مسعى دبلوماسي لتشجيع انتخابات سلمية من شأنها أن توقف تدفق المهاجرين الساعين للهرب من هذا البلد الذي يشهد صراعا، إلى أوروبا. قال المسؤول: "نريد بناء ليبيا مستقرة ومزدهرة خالية من التدخل الأجنبي وقادرة على مكافحة الإرهاب داخل حدودها". تعرضت نائبة الرئيس لانتقادات بسبب أدائها بصفتها مسؤولة الإدارة عن أزمة المهاجرين في أمريكا على الحدود بين الولاياتالمتحدة والمكسيك والتي يقول منتقدون إنها تفاقمت منذ تولي بايدن منصبه.