غزة : علاء المشهراوي:اتهم وزير الداخلية بحكومة غزة فتحى حماد المخابرات الإسرائيلية بأنها جندت بعض العملاء وطلبت منهم وضع متفجرات بمواقع للمقاومة الفلسطينية والحكومية.وحذر حماد من مواصلة المخابرات الإسرائيلية محاولاتها تجنيد العملاء عبر الهواتف الخلوية وشبكة الانترنت.وقال الأجهزة الأمنية لحماس ألقت القبض على عملاء تم تجنيدهم من قبل إسرائيل مؤخرا وأدلوا بمعلومات اعترفوا فيها بأنهم بلغوا عبر الهاتف الجوال معلومات عن المقاومة وأجهزة الحكومة الفلسطينية بغزة.وتستخدم سلطات الاحتلال الإسرائيلية أسلوب الترغيب والترهيب للأسير الفلسطيني في مراكز التوقيف والتحقيق المختلفة، مستعينة بمحققين مختصين بعلم النفس، لمحاولة تجنيد العملاء.وأكد أحمد الطوباسي المحامي والباحث القانوني في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان أن مراكز التوقيف والتحقيق تسعى إلى تجنيد أكبر عدد من العملاء من خلال عدة أساليب تختلف باختلاف شخصية الأسير وطبيعة تفكيره.ويشير الطوباسي المختص بزيارة الأسرى في معسكر توقيف حوارة جنوب مدينة نابلس إلى أن هذا المعسكر أحد الأماكن التابعة لإدارة الجيش الإسرائيلي وليس لمصلحة السجون الإسرائيلي.ويوضح أنه غالبًا ما يتم العرض على الموقوفين داخله للتعاون مع الاحتلال أثناء الاستجواب الأولي لهم، مشيرًا إلى أن الموقوف في معسكر حوارة يتم احتجازه لمدة ثمانية أيام، ويتم تمديد اعتقاله للاستجواب مرة أخرى في كثير من الأحيان.يذكر أن التحقيق يتم مع الموقوف لمدة ربع ساعة إلى نصف ساعة على الأكثر، ويكون الاستجواب غالبًا للشرطة الإسرائيلية، يتم خلاله أخذ معلومات عامة وإفادة أولية من الموقوف، والتحقيق الرسمي يتم في مركز سالم التابع لسجن مجدو قرب مدينة جنين.ويؤكد الطوباسي أنه يتم التركيز على فئة الأطفال تحت 18 عامًا لتجنيدهم كعملاء، ويعتقل العديد منهم على قضايا صغيرة وتافهة، منها توجيه تهمة إلقاء حجارة أو المرور عبر الحاجز دون امتلاك بطاقة هوية، علمًا أن الطفل لا يملك هوية من الأصل لصغر سنه!.ويشير إلى أن الاحتلال استدعى مؤخرًا عشرات المواطنين من إحدى القرى القريبة من مدينة نابلس، دون أن يكون هناك أية مواجهات مع الاحتلال، وسلموا إخطارات بالحضور لمركز حوارة لاستجوابهم وليس للاعتقال.وبيّن أن أحد الشبان تم سؤاله في بداية الاستجواب إذا كان متزوجًا أم لا، وآخر هل هو متعلم أم لا، وشاب آخر سُئل عن طبيعة علاقته بأهله وإذا ما كان راضيًا عن حياته، وكلها أساليب خبيثة للإيقاع بهم.ويؤكد المحامي أن من سبق له الاعتقال يكون لديه القدرة على التعامل مع تلك المواقف، وتدارك الأمر لصالحه، لكن من لا يملك الخبرة وخاصة من الأطفال يقعون في خطر التردد أو الموافقة على التعاون مع الاحتلال.الأسير المحرر س.م من إحدى قرى مدينة نابلس أكد أنه عرض عليه التعامل مع الاحتلال بطرق مختلفة وأكثر من مرة.وقال الأسير المحرر لصفا: في الاعتقال الأول لي عام 2002 تم توقيفي في معسكر حوارة، وأثناء استجوابي من قبل المحقق بدأ بالحديث حول إمكانية توفير عمل ودخل يمكن من خلاله توفير قسط الجامعة، ومرة أخرى عرض علي المحقق أن يوفر لي تصريح للعمل داخل إسرائيل.ويضيف في تلك الأثناء كان العرض بشكل مباشر، وبالتالي كان ردي مباشرا وواضحا، أني لا أحتاج إلى عمل لأني أعمل في قريتي وأوفر دخلي ومصروفي بشكل طبيعي ولست بحاجة لأحد.ويؤكد س.م أن الأسير في تلك المواقف يجب أن يتحلى بالجرأة وسرعة البديهة والحسم في الرد وعدم التردد، فهذه المواقف تطلب من الإنسان الانتباه لطبيعة الرد.ويتابع حديثه: اعتقلت مرة أخرى عام 2006، وكنت أنوي السفر لإكمال دراستي بالخارج، وبالتالي كان عرض المحقق تخفيض مدة الحكم وإمكانية السفر واستكمال الدراسة، وكانت طريقة طرح المحقق ذكية وبشكل غير مباشر، بحيث أن الذي لا يملك الخبرة يمكن أن يقع في شباك المحقق.وحول دور المجتمع في توعية فئة الشباب والأطفال، رأى المحامي أحمد الطوباسي أن هناك نوعا من اللامبالاة لدى المؤسسات في المجتمع الفلسطيني باتجاه هذه القضية.وطالب بضرورة نشر الوعي حول خطورة اعتقال الأطفال واستدعاءات التحقيق في مراكز التوقيف، إضافة إلى توضيح الأساليب التي ينتهجها المحققون الإسرائيليون في حديثهم مع الأسير.انتهى