كتب : محمد مصطفىتعد التكنولوجيا الحديثة ووسائل الإتصال اونلاين من أنجح الطرق وأكثرها تقدماً في التواصل بين الأحياء والأموات أيضاً، حيث نجح الألماني أندرياس روزنكرانس نحات شواهد القبور المرمرية في مدينة كولون الواقعة فى غرب ألمانيا فى إبتكار تقنية جديدة تهدف الى نقل زائري المقابر الى ما يسمى عالم المتوفي الإفتراضي، حيث قام بإضافة رقم غرافيكى الى شواهد القبور كالذي يستخدم في السلع وبطاقات السفر وغيرها، ما يتيح للزائر الدخول لصفحة إنترنت خاصة بالمتوفي، والإختيار بين قراءة سيرة حياة المتوفى، أو الاستماع إلى أغنية بصوته، أو إلقاء نظرة على الصور الخاصة به، وأيضا يستطيع الزائر أن يقرأ بعض الأمثال والأقوال المأثورة التي كان المتوفي يحبذها.ويتوقع (روزنكرانس) رواج سلعته في الأيام المقبلة، مشيراً الى تزايد الطلبات، ولكن من الضروري الحصول على موافقة إدارة المقبرة قبل شراء لوح المرمر منه، هذا لأن بعض إدارات المقابر تعتقد أن الاتصال هاتفيا بصفحة المرحوم قد يكون مسموعا للزوار الآخرين، وهذا يزعج الزائر ويخل بهدوء وقدسية الموت.وتشير الإحصائيات الى ارتفاع دخل شركات الدفن في ألمانيا بشكل كبير في العقدين الماضيين بسبب دخول التقنية إلى علم الأموات من أوسع أبوابه. وعقب تزويد شواهد القبور بشاشات وبرقم سري تستعرض لقطات من المحطات المهمة في حياة المتوفى، وموضة شواهد القبور الناطقة التي تعدد للزائر خصال المتوفى الحميدة، صار بوسع الزائر اليوم أن يتصل بالميت بواسطة هاتفه الجوال.
