غزة : علاء المشهراوي:قال موقع تيك ديبكا الاستخباري العسكري الإسرائيلي إنه ورغم نجاح التجارب على منظومة القبة الحديدة، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تمادت كثيرا بوصف المنظومة بأنها ذات قدرات خارقة، وأعطتها زخمًا إعلاميًا مقصودا.وأوضح الموقع أن الحكومة الإسرائيلية أوكلت نائب وزير الجيش الإسرائيلي متنان فلنائي- للترويج لهذه المنظومة وقدرتها بصورة مبالغ فيها لدرجة كبيرة، الا أن القبة لن تنصب جنوب اسرائيل ولا حتى شمالها قبل اندلاع الحرب ، لان هنالك جمله من الأسباب التي لم تسمح لوزارة الحرب الإسرائيلية باستعمال المنظومة في الوقت الآني.وبحسب ديبكا، فإن السبب الأول هو انه إذا كانت هناك نية إسرائيلية للحرب على إيران أو غزة أو لبنان لا بد وان تندلع هذه الحرب خلال فصل الصيف الحالي أو بداية العام القادم خلال 10 أشهر- ولذلك ليست هناك قدرة للاحتلال على نصب 18 بطارية إضافية التي يعادل ثمنها 1.25 مليار دولار خلال هذا الوقت .والسبب الثاني هو انه رغم نجاح التجارب التي أجريت على المنظومة إلا أنها لم تجرب فعليًا على ارض الواقع خلال حرب حقيقية، لذلك يصعب تقدير نجاحها.ويرى الموقع الاستخباري انه لا يوجد جيش على وجه الأرض يقوم بنصب بطاريات باهظة الثمن كهذه استنادا على تجارب فقط ودون تجربة خلال حرب حقيقية، مشيرا إلى أن التجارب على المنظومة ليست كافية للتأكد من قدرتها على صد جميع أنواع الصواريخ التي قد تطلق بكثافة من قبل حزب الله وحركة حماس.وضرب الموقع مثلا انه حتى الآن لا يوجد أي إجابة حول كيفية عمل المنظومة في حال قام حزب الله وحماس بإطلاق الصواريخ قصيرة وطويلة الأمد من جهات مختلفة وبسرعة كبيرة، وخلال استعمال أجهزة التشويش الالكتروني.وأشار إلى أن حزب الله اثبت قدرات كبيرة للغاية على صعيد الحرب الالكترونية والتشويش خلال الحرب على لبنان عام 2006 ، ولذلك من البديهي أن هذه القدرات تعاظمت بعد أربع سنوات.وأما السبب الثالث، حسب الموقع، فهو انه لا يوجد حتى الآن أي تأكيد واضح على قدرة المنظومة على اختيار أهدافها، بينما أكد الاحتلال أن المنظومة قادرة على تمييز الصاروخ الذي قد يسقط في مناطق مأهولة بالسكان وتجاهل الصاروخ الذي قد يسقط في ارض مفتوحة وخالية.وأوضح ديبكا أن تلك الاستنتاجات مجرد كلام فقط، قائلا: لنفرض أن المنظومة استطاعت رصد صاروخ موجه نحوها كي يعطلها عن العمل، وبالوقت ذاتها رصدت صاروخًا أخرا متجها نحو اسدود ، فأيهما ستختار؟ وفي حالة كهذه، لا تستطيع المنظومة الرد إلا في حال تم تنصب عدة بطاريات بنفس الوقت، وهو الأمر الذي أكد انه لن يتحقق قبل وقوع حرب قادمة.والسبب الرابع لعدم نصب البطاريات في هذا الوقت، بحسب الموقع الاستخباري، فهو ثمنها الباهظ للغاية،لان ثمن إطلاق صاروخ معترض واحد سيكلف 50 ألف دولار، بينما يبلغ ثمن صاروخ القسام الذي قد تعترضه 150 دولارا فقط .وأوضح في حال أطلق حزب الله مثلا 500 صاروخًا باليوم الواحد، وحماس 300 صاروخ على اقل تقدير، فان ثمن صد هذه المجموعة والذي لن يكون دقيقا جدا سيكون 40 مليون دولار لليوم الواحد.وقال ديبكا أن حكومة إسرائيل تسعى جاهدة للتغلب على ظاهرة التسلل غير الشرعية من الحدود مع مصر، والذين بلغ عددهم نحو 1200 نسمة في الشهر الواحد، والذي يأخذون من تل أبيب وايلات مرتعًا لهم ومن بينهم سودانيون.وأشار إلى أن إسرائيل عمدت إلى تفخيم منظومة القبة الحديدة والترويج لها إعلاميًا، في هذا الوقت بالذات، لأنها غير قادرة على وقف التسلل حاليًا الأمر الذي يزعج الجمهور الإسرائيلي، ولذلك وجدت بالقبة التي تصد الصواريخ حلاً ملائمًا لشغل الرأي العام عن القضايا الأخرى التي أصبحت ثانوية.وقال إن المشكلة مع سياسة كهذه هي أنها سياسة من يطلق النار صوب قدميه وأوضح أن الجمهور الإسرائيلي بات يعلم الآن أن حكومته غير قادرة لا على وقف التسلل ولا حتى على صد الصواريخ التي تهدد سكان منطقة جنوب اسرائيل .وقال مختتمًا بكلمات واضحة نؤكد الآن انه لا يوجد جدار فولاذي على حدود قطاع غزة، ولا توجد قبة حديدية جنوب الأراضي المحتلة عام 1948 ولا يوجد أي جدار يمنع تسلل الأفارقة إلى إسرائيل.على صعيد اخر ذكر موقع ديبكا نقلا عن مصادر مطلعة ، أن طاقم المهندسين الفرنسيين والأمريكيين العاملين في الجدار الفولاذي على الحدود بين قطاع غزة ومصر، قرروا مؤخرا وقف العمل بالجدار.وأوضحت المصادر أن قرار إيقاف العمل ببناء الجدار الفولاذي الذي أثار جدلا واسعًا جاء في أعقاب الكشف عن استطاعة حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة إزالة قطعًا من الجدار واختراقه.وقال الموقع إن نائب زعيم تنظيم القاعدة العالمي ايمن الظواهري قد انتقد في شريط مسجل له يوم أمس الحكومة المصرية التي تسمح بإقامة الجدار الفولاذي، بينما المعطيات على الأرض تشير إلى وقف عملية البناء، الأمر الذي يعني أن الظواهري غير محيط بآخر المستجدات في مصر.وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس استنكرت بناء هذا الجدار الذي وصف بالمتطور للغاية، على الحدود مع مصر بغية سد الأنفاق التي تعتبر المتنفس الوحيد لسكان غزة.