تركيا وإيران لا ترعيان مبادئ حسن الجوار مع الدول العربية.. وتدخلهما فيا الشأن العربي يجب أن يتوقف - ضم إسرائيل لأراض فلسطينية في الضفة ينسف حل الدولتين ويهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي أكد السفير حسام زكي الأمين العامالمساعد لجامعة الدول العربية ضرورةوقف إطلاق النار في ليبيا واستئنافالمسار السياسي للتوصل إلى ترتيباتوتسويات تعيد الأمن والاستقرار إلى هذاالبلد العربي العام وفي مقدمتها مكافحةالإرهاب. وقال السفير حسام زكي - في تصريحاتله اليوم إن تدخل تركيا في الشئونالعربية واستجلابها لمقاتلين وإرهابيينأجانب إلى الأرضي الليبية مرفوضومدان عربيا.. مشيرا إلى أن تركيا تختبئوراء اتفاقها مع حكومة الوفاق الليبيةلتحقيق مصالح اقتصادية وسياسيةوعسكرية. وأضاف الأمين العام المساعد لجامعةالدول العربية أن الوضع في ليبيا يحظىباهتمام كبير جدا على مستوى الجامعةالعربية والأمين العام، لأنه موضوع يؤثرعلى الأمن والاستقرار ليس فقط فيليبيا ولكن في عموم منطقة شمالأفريقيا وخاصة في دول الجوار العربيةوفي مقدمتها مصر وتونس والجزائر. وتابع زكي "أن هذا الموضوع يحظىأيضا باهتمام كبير ومتابعة مدققة منجانبنا، وهناك قرارات تخص موضوعليبيا نلتزم بها كأمانة عامة، ودائما مانتحدث بها في الإعلام وفي المحافلالدولية وندافع عن هذه المواقف التياتخذتها الدول"، موضحا أن آخر هذهالمواقف كان موقفا خاصا بموضوع ليبياسواء القرار الخاص بليبيا أو قرار آخريتناول التدخلات التركية في الشئونالعربية وهناك فقرة تخص ليبيا منحيث رفض وإدانة هذا التدخلواستجلابه للعناصر الإرهابية والمقاتلينالأجانب إلى ليبيا، وهذا الأمر اعتمد فيشهر مارس الماضي ، وتحدثنا فيه أمامالإعلام والدوائر الأجنبية كافة. وأوضح أن الموضوع الليبي يشغل حيزاكبيرا من اهتمام الأمانة العامة للجامعةخلال الفترة الماضية.. متابعا بقوله: "كانت مفاجأة طيبة عندما أعلن الرئيسعبد الفتاح السيسي المبادرة الليبيةالليبية لحل الأزمة (إعلان القاهرة) وذلكبعد اجتماعه برئيس البرلمان الليبيعقيلة صالح وقائد الجيش الوطنيالليبي المشير خليفة حفتر، وأن هذاالإعلان يفتح الباب أمام فرص التسويةالسياسية التي ينشدها الجميع والجامعةالعربية أيضا بشكل أساسي منذ بدايةالأعمال العسكرية". وتابع أن رد فعل الجامعة هو الترحيببالمبادرة وتثمينها، مؤكدا أنه طالبالمعسكر الآخر وهو حكومة الوفاق فيطرابلس بأن تعرب عن موقف إيجابيمنها حتى يمكن تمهيد الطريق أماماستئناف الحوار السياسي ما بينالجانبين وصولا إلى تسوية سياسية هيالتي ننشدها منذ أكثر من 3 أعوام. وأكد أن موقف الجامعة العربية مازالكما هو ونروج دائما إلى المرتكزاتالرئيسية في هذا الموقف وهي ضرورةالتوصل إلى وقف إطلاق نار وضرورةاستئناف المسار السياسي في ما بينالفرقاء الليبيين والتوصل إلى ترتيباتوتسويات تعيد الأمن والاستقرار إلى هذاالبلد العربي، وفي مقدمتها مكافحةالإرهاب والعمل على تطهير البلد منه. وردا على سؤال حول التدخل التركيفي ليبيا وتأثيره على الأمن القوميالعربي، قال السفير حسام زكي إنموقف الجامعة العربية واضح في هذاالموضوع وهو نابع من قرار مجلسوزراء الخارجية العرب الصادر في 4مارس الماضي بشأن رفض وإدانةالتدخلات التركية في الشئون العربية. وأضاف أن هذه التدخلات سواء فيليبيا أو سوريا أو العراق هي تدخلاتمرفوضة ومدانة، وفي حالة ليبيا هناكفقرة واضحة تتحدث عن استجلابالمقاتلين والإرهابيين الأجانب إلى أرضليبيا، وأن هذا الأمر محل رفض وإدانةمن الأغلبية الكاسحة من الدول العربية،وتحفظت دولة ليبيا على القرار لأسبابمفهومة، بالإضافة إلى دولة أخرى لكنالأغلبية وافقت على هذا القرار، وبالتاليأصبح قرارا رسميا ومعتمدا، والأمانةالعامة أمينة على هذا الموقف منالوزراء العرب وأمينة عن الدفاع عنهوشرحه أمام كل الدوائر. وأكد السفير حسام زكي أن تركيا تختبئوراء اتفاقها مع حكومة الوفاق فيطرابلس لتحقيق أهداف اقتصاديةوعسكرية وسياسية لها سواء في ليبياأو عموم منطقة شمال أفريقيا، وهذا أمرمرفوض ولا يمكن لأي شخص يفهم فيأبجديات العمل العربي المشترك أنيتقبله أو يوافق عليه. إيرانوتركيا وحول التدخل الإيراني والتركي، فيالشؤون العربية، أعرب زكي عن أسفهالشديد لتدخل هاتين القوتين (الإيرانيةوالتركية) بالشؤون العربية.وقال: "إنالأتراك أصبحوا يقلدون الإيرانيين فيمنحاهم ومنهجهم مع العالم العربي،بمعنى أنهم يحسنون استغلال الأزماتويقيمون المليشيات ويروجون لكلالأطراف خارج الدولة ويدعمون أطرافاتعمل ضد الدول ويقومون بتأليبالطوائف على بعضها وإزكاء نار الفتنةوالخلاف، وبالتالي هذه الأمور كلها تجعلمن العالم العربي ساحات للصراع سواءمن منظور داخلي أو من منظور إقليمي". وأضاف: "للأسف نحن نرصد هذه الأفعالكلها، ونعلم أن الإيرانيين والأتراك لايراعون مبادئ حسن الجوار مع الدولالعربية، وقلنا مرارا إن هذا الأمر يجبأن يتوقف، ووزراء الخارجية العربوالقمم العربية ألقت الضوء على هذهالإشكاليات وكان لها مواقف سياسيةواضحة في هذا الشأن"، مؤكدا أنالتدخل الإيراني في الشؤون العربيةمرفوض ومدان مثل التدخل التركيوبنفس المستوى وبنفس القوة. القضية الفلسطينية وحول إعلان إسرائيل نيتها ضم أراضفلسطينية في الضفة الغربية، أوضحزكي أن موقف الجامعة العربية بشأنضم أراض فلسطينية محتلة في الضفةهو موقف ليس فقط رافضا لكن رافضامع عمل نشيط على المستوى الدولي منأجل الضغط على إسرائيل لوقف هذاالعدوان، وإذا كان المجتمع الدولييستطيع أن يضغط على إسرائيل فهذاأمر إيجابي، متابعا: "لكن نحن نقوم بماعلينا في هذا الشأن، وهو تعبئة الرأيالعام الدولي المضاد لهذا التحرك ويبينالأهداف الخبيثة من ورائه لأنه فيحقيقة الأمر ينسف حل الدولتين إلىغير رجعة ويهدد الاستقرار والأمنالإقليمي والدولي". وأضاف السفير حسام زكي: "علىمستوى الأمين العام والأمانة العامة، قمنابعدد من الإجراءات من الاتصالاتالعديدة والخطابات التي صدرت إلىالأعضاء الدائمين في مجلس الأمن،وقوى دولية مؤثرة وقد يكون لهاعلاقات جيدة مع الطرفين، والقوىالمؤمنة بحل الدولتين، ونحاول أن نجدفي كل مكان حلفاء لنا والترويج لحلالدولتين والدفاع عنه". وتابع زكي، أنه إذا سقط حل الدولتينفإن الأمن والاستقرار في المنطقة سوفيكونان مهددين، ولا أحد يتحمل مثلهذا الأمر أو تبعاته، لأن تبعاته ستكونسلبية على الجميع، ومن المؤسف أنمثل هذه القرارات، على المستوىالإسرائيلي لا تؤخذ إلا مراعاة لأبعادسياسية داخلية فقط وليست للأبعادالخارجية، وللأسف الشديد هناك عدمممانعة نرصدها من جانب الإدراةالأمريكية، وبالتالي تضع الجميع فيمواجهة مع رئيس الحكومة الإسرائيليةالذي يهدف إلى تحقيق أمور تهم مسارهالسياسي قبل أن تكون مهمة لتحقيقالأمن والاستقرار في منطقة الشرقالأوسط. وقال السفير حسام زكي :"ونحن نتواصلمع كل الأطراف المساندة لحل الدولتينوالتي قد يكون لديها مكانة دوليةومكانة لدى الجانبين الفلسطينيوالإسرائيلي من أجل الضغط عليهملوقف هذا التصرف الإسرائيلي الذي نراه إذا حدث تصرفا أرعن وسوف يؤديبالمنطقة إلى دوامة جديدة من عدمالاستقرار. وأشار إلى أن التنسيق مع القيادةالفلسطينية كامل ومستمر وعلى جميعالأصعدة، فالأمانة العامة تحظى بثقةالقيادة الفلسطينية بالكامل وهم يعلمونأن الأمانة العامة من أول قيادتها علىمستوى الأمين العام إلى أصغر أعضائهاهم من أبناء القضية الفلسطينيةوالمدافعين عنها وبالتالي فهناك تنسيقمستمر ومتكامل في هذا الشأن. سد النهضة وحول ازمة سد النهضة وموقف الجامعةالعربية منها .. قال السفير حسام زكي"إن الإدارة المصرية لملف سد النهضةوالمفاوضات فيه اتسمت بكثير منالحكمة والتعقل، لكن مع الأسف تعنتالجانب الإثيوبي ومماطلته أوصلنا لهذهالنقطة.. ونتمنى التوفيق للمفاوضالمصري والسوداني وندعمهما، ونأمل أنينتهي الأمر على خير من خلال التفاوضالسياسي". وأشار إلى أن هناك قرارا وزاريا اتخذ فيمجلس وزراء الخارجية الذي عقد فيمايو الماضي وجه الانتقاد واللومللجانب الإثيوبي لأنه لم يلتزم بالمسارالتفاوضي الذي كان يجب أن يلتزم به،والجامعة العربية تقف بجوار مصر مثلمايمكن لها أن تقف مع كل من العراقوسوريا في نزاعهم المائي ضد تركياالتي تريد أيضا السيطرة على نهر الفراتوتحرمهما من حقوقهم المائية".