أكدت فلسطين أنه آن الأوان لإنصاف شعبها واعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، وأن يفهم الاحتلال الاسرائيلي بأنه بات منبوذا من العالم الحر ، معتبرة ان اعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، الذي تأخر كثيرا، سيكون رافعة للسلام في المنطقة وليس عائقاً أمامه جاء ذلك في كلمة فلسطين اليوم الأربعاء أمام الاجتماع الخامس للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية وسفراء اللجنة السياسية والأمنية في الاتحاد الاوروبي والتي ألقاها نائب المندوب الدائم لدولة فلسطين بالجامعة العربية المستشار أول مهند العكلوك. وأضاف "العكلوك " أنه مضى قرابة نصف قرن على الاحتلال الإسرائيلي، وربع قرن من عملية السلام التي انطلقت في مدريد عام 1991، و14 عاماً على تقديم مبادرة السلام العربية، والاحتلال الإسرائيلي مازال مستمرا في انتهاك القوانين الدولية، وقرارات الأممالمتحدة، وحقوق الإنسان، وبذلك أصبح هذا الاحتلال مصدراً للظلم والاضطراب والتمييز العنصري في عالمنا لعجز المنظومة الدولية عن إيجاد آلية مناسبة لإلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال. وقال العكلوك "إننا من خلال هذا الحوار العربي الأوروبي نؤكد الموقف العربي بأن حل قضية فلسطين بشكل عادل، هو جزء هام من استقرار المنطقة والعالم، والانتصار على الإرهاب"، مشيرا إلى أن عدد المستوطنين الاسرائيليين تضاعف في فلسطينالمحتلة عام 1967 بنسبة 60 في المئة خلال السنوات السبع الأخيرة، حيث وصل عدد المستوطنين إلى 650 ألف مستوطن غير قانوني، اي أن وجوده على أرض فلسطين، جريمة بموجب القانون الدولي، وكذلك التعامل مع منتجاته." وأوضح أن هذه الزيادة الرهيبة في عدد المستوطنين إذا ما قورنت بنسبة زيادة عدد السكان في إسرائيل خلال نفس الفترة، وهي 15 في المئة، تظهر أن الزيادة في المستوطنات تمثل أربع أضعاف نسبة النمو الطبيعي، وهذا يُثبت بأن الاستيطان منهج استعماري يهدف للقضاء على أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً وقابلة للحياة. وأكد العكلوك أن اسرائيل مازالت مستمرة في تشويه الهوية العربية في القدسالشرقيةالمحتلة وتغيير تركيبتها السكانية، من خلال بناء جدار الفصل العنصري، وعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني العربي، وتهجير سكانها الأصليين بمختلف الطرق، سواء من خلال سحب بطاقات هويتهم، أو هدم منازلهم، أو إبعادهم قسراً، وكذلك استمرت السياسة الإسرائيلية بالعمل على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتهويده عبر الحفريات أسفله، ومضاعفة اقتحامه من قبل المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين، والحد من حرية وصول المسلمين إليه. وأشار إلى استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي عانى من ثلاثة حروب إسرائيلية مدمرة، راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى، وتم فيها تدمير البنية التحتية الاقتصادية بشكل ممنهج، بالاضافة الى سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها حكومة الاحتلال في باقي المدن والقرى الفلسطينية، ويتجلى ذلك واضحاً في مدينة الخليل. وقال إن إسرائيل أرادت الاستمرار في عملية سياسية وهمية، تغطي عدوانها على حقوق الإنسان الفلسطيني وأرضه ومقدساته وممتلكاته، مشيرا إلى أنه قد انكشف للعالم عدم رغبة إسرائيل بإنجاز السلام، وقبول حل الدولتين. وأكد العكلوك أهمية المبادرة الفرنسية والمتضمنة عقد مؤتمر دولي بهدف الخروج بآلية دولية مناسبة لتطبيق حل الدولتين، مشرا إلى أنه حينما رفضت إسرائيل هذه المبادرة كالعادة، فقد رحبت دولة فلسطين، وجامعة الدول العربية بها من أجل إنهاء الاحتلال، والتأكيد على المرجعيات القانونية والسياسية لأي عملية تفاوضية، وتحديد سقف زمني لها، ووضع خطوات تنفيذية بمواكبة دولية تستطيع أن تلزم إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها، مشددا على أن القيادة الفلسطينية تبذل جهود كبيرة من أجل إنجاحها وعقد المؤتمر الدولي قبل نهاية العام الجاري. وقال العكلوك إنه اذا أراد المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، أن يطبق حل الدولتين، وأن يجلب الاستقرار والأمن للمنطقة والعالم، فعليه أن يضع حداً للسياسات الإسرائيلية الاستعمراية، مطالبا مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤولياته، لإعطاء الحكومة الإسرائيلية إشارة جدية بضرورة وقف وإزالة الاستيطان غير القانوني، وإن دولة فلسطين عاقدة العزم بدعم أشقائها وأصدقائها حول العالم لتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن بهذا الشأن قريباً. وتطرق "العكلوك" في كلمته الى استنكار القمة العربية الأخيرة والتي عقدت في العاصمة الموريتانية " نواكشوط" لترشيح وانتخاب إسرائيل، لرئاسة اللجنة القانونية (السادسة) للجمعية العامة للأمم المتحدة، معبرا عن استغرابه بأن ترشح مجموعة أوروبا الغربية ودول أخرى WEOG، إسرائيل لمثل هذا الموقع، مؤكدا "أننا نعلم جيدا بأنها غير مؤهلة لتوليه، خاصة وهي تمتلك سجلاً طويلاً من انتهاكات القوانين الدولية، وقرارات الأممالمتحدة، وحقوق الإنسان الفلسطيني". وطالب العكلوك، السفراء العرب والأوروبيين بعدم تكرار هذا الأمر على نحو أخطر، وذلك من خلال ترشيح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن لعامي 2019-2020، خاصة أن الأمر يتعلق بمجلس الأمن الذي يحمل على عاتقه حفظ الأمن والسلم الدوليين. وخاطب "العكلوك" أعضاء مجلس الاتحاد الأوروبي قائلا :" إن شعب فلسطين مازال يتطلع لممارسة حقه في تقرير مصيره منذ 50 عاماً، وهناك لاجئون فلسطينييون ينتظرون حلاً عادلاً لمأساتهم منذ 68 عاماً، وهناك أسرى بانتظار الحرية". وتابع العكلوك:" إن عالمنا يمر بتحديات وأزمات كبيرة، أخطرها تلك التي تهدد أمن وسلامة دول وشعوب العالم، ونحن بإمكاننا أن نستثمر هذا التعاون العربي الأوروبي لصالح تطبيق القيم والمبادئ التي تؤمنون وتنادون بها "العدل، والأمن، والسلام".