بالأسماء والأرقام نكشف حقيقة " ولاية سيناء " و انضمام عناصر من كتائب القسام للتنظيم رد مزلزل من الجيش المصرى ضد الارهابيين بعد جريمة كمين الصفا بالعريش ماذا يجرى فى سيناء ؟ سؤال يتم طرحه عند كل جريمة إرهابية يتعرض لها الجيش أو رجال الشرطة فيسقط فيها شهداء جدد ... وكان طبيعياً أن يتم طرحه على وقع العملية التى وقعت هذا الأسبوع بالعريش واستهدفت كمين الصفا وراح ضحيتها 20 شهيداً وأعلن تنظيم ما يسمى ب " ولاية سيناء مسئوليته عنها ..علامات استفهام عديدة مطروحة تتعلق بالمواجهة مع الإرهاب وهل يمكن القضاء عليه أو على الأقل تجفيف منابعة ؟ هل يمكن قطع الامدادات التى تصل للإرهابين من السلاح والأموال والأفراد عبر قوى إقليمية تحالفت مع الإخوان بهدف السيطرة على مساحة من الأرض تكون نواة لولاية يحكمها الإرهاب بعد أن فقد حكم الوطن بأكمله ؟ ثم ما هى قصة " ولاية سيناء " فرع داعش بسيناء ؟! كيف نشأت و كيف تدار وما هى أهدافها ؟ وكيف يمكن منعها من تحقيق هذه الأهداف ؟ وما هى الأمور العاجلة التى يجب ايجادها على الأرض لوقف نزيف الدم وسقوط الشهداء ؟ وما هى حقيقة انضمام افراد من حماس إلى هذا التنظيم فى سيناء ؟ هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة المتعلقة بالإرهاب فى سيناء نجيب عنها فى السطور التالية : بداية تشير الإرقام وفقًا لتقرير المركز الإقليمي للدراسات السياسية والإستراتيجية، الصادر في فبراير 2015، إلى أن عدد ضحايا الإرهاب في صفوف قوات الجيش والشرطة منذ فبراير 2011 وحتى يناير 2015، بلغ 522 شهيداً ، منهم 203 من الجيش بنسبة 39٪ من إجمالي الضحايا، و319 من الشرطة بنسبة 61%. و أن إجمالي مصابي الجيش والشرطة منذ عزل محمد مرسي، وصل إلى 192 قتيلًا من الجيش والشرطة، فيما أصيب 269 بإصابات جراء الاعتداءات والتفجيرات والتي وصل عددها إلى 204 حادثة، وفقًا ل «مؤشر القاهرة لقياس حالة الاستقرار»، سقط معظمهم في شمال سيناء، حيث إنها احتلت المركز الأول لساحة عمليات التكفيريين، تليها القاهرة... كما شهدت المواجهات مع الإرهاب مواجهة بارزة ومشهودة تتعلق بمخطط إقامة إمارة اسلامية فى الشيخ زويد فى يوليو الماضى قضت عليها القوات المسلحة المصرية بكل قوة وافشلتها مسقطة أكثر من 100 ارهابى قتيلاً مع استمرار عمليات نوعية للقوات المسلحة والشرطة كان لها آثار ايجابية فى إطار عملية " حق الشهيد " ثم جاءت جريمة هذا الأسبوع والمتثملة فى الهجوم على كمين الصفا بالعريش وهو الهجوم الانتحارى الإرهابى الذى وقع السبت الماضى و تبناه تنظيم " ولاية سيناء " الإرهابى ، عبر بيان نُشره على موقع "تويتر". ذكر فيه أن عنصرًا يُدعى "أبو قعقاع المصرى" اقتحم الكمين بسيارة مفخخة، فيما تولت مجموعات أخرى الهجوم على الكمين بقذائف "آر بى جيه" وأسلحة آلية متعددة الأعيرة، ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة بينهم ضباط، وزعم البيان كطريقة هذا التنظيم فى تبرير جرائمه أن العملية جاءت ردًا على "تفتيش نساء المسلمين وإهانتهن على الحواجز"، كما توعد بأن "القادم أدهى وأمرّ". رد مزلزل ضد " دواعش سيناء " " لا جريمة إرهابية تمر بدون عقاب رادع " هكذا عودنا الجيش المصرى والشرطة فى سيناء فى مواجهة الإرهاب وفى ضوء هذه الاستراتيجية يتم الرد ..، وزارة الداخلية من جانبها أصدرت بيانا نعت أبناؤها الذين استشهدوا فى هذه الجريمة البشعة أثناء أداء واجبهم الوطنى ، وهم: المجندون يوسف أمير فؤاد، 21 عاما، من المنوفية، ومحمد طه حسين، 21 عاما، من الإسماعيلية، وحسن أبوغنيمة محمد، 21 عاما، من بنى سويف، وفتحى جمال فتحى، 21 عاما، من دمياط، ومصطفى على محمد، 21 عاما، من السويس، ومحمد مصطفى حسين، 21 عاما، من أبو كبير شرقية، وحمادة غريب عبد العزيز، 21 عاما، من المنوفية، ومحمود إبراهيم عبد الجواد، 21 عاما، من الجيزة، وإبراهيم عبد الغنى على، من القليوبية، وبسام هنداوى محمد، 21 عاما، من الإسماعيلية، وياسر ممدوح محمد، 21 عاما، من بورسعيد، وملازم أول محمد إبراهيم، 27 عاما، من مدينة العريش، والنقيب محمد عمر البدرى، 32 عاما، من المنوفية، وعريف شرطة سعد أحمد سعيد،30 عاما، من أسيوط، والنقيب محمود منير محمود، 32 عاما، من فاقوس بالشرقية. و قد تقدم وزير الداخلية بخالص العزاء والمواساة لأسر شهداء الواجب الوطنى، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.? كما عقد اللواء مجدى عبد الغفار اجتماعاً مع عددٍ من مساعديه من القيادات الأمنية لدراسة تعزيز الإجراءات الأمنية بشمال سيناء. ، وأكد خلال اللقاء أن هؤلاء الإرهابيين لن يفلتوا بفعلتهم وسينالون عقاباً يستحقونه، وثمّن الوزير حجم الجهود والتضحيات التى يقدمها رجال الشرطة والقوات المسلحة الذين يضربون كل يوم المثل فى البطولة والتضحية من أجل مواجهة قوى الشر والإرهاب، مؤكدين على وطنيتهم وانتمائهم لتراب هذا الوطن بتلك التضحيات. واستعرض الوزير ظروف وملابسات الحادث مع القيادات، والنتائج المستخلصه منه بهدف اتخاذ اجراءات تضمن عدم تكرار وقوعه مرة أخرى، وطالب رفع معدلات الأداء بصورة مستمره، بما يسهم فى تطوير المنظومة الأمنية ويتفق مع الظروف والمتغيرات على الساحتين الداخلية والخارجية وتداعياتها الأمنية، وفق خطط أمنية مدروسة وأساليب مستحدثة قادرة على أداء متطلبات العمل الأمنى وفق منظور متطور. وأكد عبدالغفار أن الوزارة ستتخذ العديد من التدابير والإجراءات والدفع بالتعزيزات الأمنية والدعم اللوجستى لشمال سيناء وذلك بالتنسيق والتعاون الكامل مع القوات المسلحة، وبما يضمن فرض سيطرة أمنية محكمة على كافة أرجائها، ووجه بتكثيف الحملات بشكل مستمر لاستهداف العناصر الإرهابية والخطرة. أخطر الحقائق عن تنظيم " ولاية سيناء " وهنا يأتى السؤال ما هى حقيقة تنظيم " ولاية سيناء " ، التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات والعمليات العسكرية الأخيرة ومنها عملية كمين الصفا بالعريش ، وكيف نشأت ومن هم قادتها، وعلاقتها بالتنظيمات الجهادية الأخرى؟ تشير المعلومات الموثقة إلى أن “ولاية سيناء” تنظيم نشأ فى أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 تحت اسم تنظيم أنصار بيت المقدس وأعلن فى بادئ الأمر عداءه لإسرائيل؛ لكنه فور عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى قرر نقل نشاطه من الجبهة مع إسرائيل إلى مهاجمة قوات الجيش والشرطة فى عدد من المدن المصرية بهدف إقامة إمارة إسلامية فى سيناء حيث يصفون الجيش والشرطة المصرية بالمرتدين . وتنظيم ولاية سيناء الذى أعلن مسئوليته عن تفجير كمين الصفا بالعريش هو أيضاً المسئول عن تفجير مبنى مديرية الأمن فى الدقهلية ومبنى مديرية أمن القاهرة، وتفجيرات أنشاص التى وقعت من قبل فضلا عن تفجيرات مديرية أمن جنوب سيناء واستهداف الكمائن الشرطية فى عواصمالمحافظات المصرية فى العام ونصف العام الماضى، ومؤخرا تبنى عددا نوعيا من العمليات الإرهابية التى استهدفت عسكريين ومدنيين مصريين. يبلغ متوسط أعضاء تنظيم ولاية سيناء من المقاتلين المدربين 200 عنصر إرهابى مسلح، وتقول تقديرات بحثية علمية إن أعداد إرهابيى تنظيم ولاية سيناء ما بين 150 إلى 250 فردا كحد أقصى. ويقسمُ التنظيمُ مقاتليه إلى مجموعات وخليات تتكون من بين 7 إلى 10 إرهابيين لكل خلية تتحرك بسرعة وخفة وسط المدن السيناوية ومن ثم يمكنها التنقل إلى داخل المحافظات مع ضعف الرقابة الأمنية فى الكمائن على طول الطرق المؤدية إلى محافظات الدلتا والقاهرة ويصل عدد هذه الخلايا ل 25 خلية تقريبا ً . وقد جمّع تنظيم ولاية سيناء سلاحه من تجار الأسلحة السيناويين وخاصة أولئك المنتمين إلى قبيلتى السواركة والرشايدة واللذين تضررت تجارتيهما جراء قرار السلطات المصرية تدمير الأنفاق وقد دخل تنظيم ولاية سيناء فى معركة عدائية مع حركة حماس، ما أدى بحركة حماس أن تطرد عناصر التنظيم خارج قطاع غزة بسبب أفكارهم الجهادية التكفيرية وقيل إن حركة حماس حصلت على فتوى من القرضاوى باستباحة دماء أعضاء السلفية الجهادية وتم قتل أحد مراجعهم على منبر مسجد فى قطاع غزة. وقد بدأ تنظيم ولاية سيناء بالمصريين ثم ما لبث أن ضم عددا من الجهاديين التكفيريين من ليبيا والسودان، وبعد ذلك تطور الأمر بأن ضم التنظيم عناصر أجنبية دخلت مصر بتأشيرات سياحية قادمة من أوروبا. تعد قبيلة عرب شركس هى نقطة الارتكاز الأساسية التى يعتمد عليها عناصر التنظيم فى الإيواء والمناورة والتحرك، وقيل إن تنظيم ولاية سيناء الإرهابى يخزّن بها معظم عتاده العسكرى واللوجيستى ولا تتعاون تلك القبيلة مع السلطات المصرية فى تسليم الإرهابيين. وقد بايع تنظيم ولاية سيناء تنظيم الدولة الإسلامية داعش على الولاء والطاعة كما بايع التنظيم أبو بكر البغدادى خليفة له، ونشر تنظيم ولاية سيناء عبر صفحاته الإلكترونية أنه أصبح جزءا من الدولة الإسلامية، فى إشارة إلى تنظيم داعش فى العراق والشام، ورفع علم داعش فى عملياته التى نفذها فى الفترة الأخيرة. زعيم دواعش سيناء تلقى تدريبات بالخارج على يد منظمة ارهابية خارج مصر ثمة معلومات مهمة أيضاً عن زعيم تنظيم ما يدعى " ولاية سيناء " المدعو أبو أسامة المصرى، واسمه الحقيقى: محمد أحمد على، عمره اقل من 40 عاما، وهو من مواليد مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، لكنه كان مقيما لفترات كبيرة بمحافظة الشرقية شمال القاهرة، وهناك اعتنق الفكر الإرهابى وبعد ذلك سافر إلى خارج مصر وتلقى تدريبه على يد أحد تنظيمات الإرهاب الدولى، وهو مصاب بمرض البهاق وينتشر المرض فى أماكن متفرقة من جسده لكنه أكثر وضوحا فى يديه. ابرز المفآجات التى حصلت عليها " النهار " تتمثل فى انضمام القائد البارز فى كتائب القسام أبو مالك أبو شاويش وهو قائد ميداني بارز وأحد مؤسسي وحدة النخبة وقاد عمليات هامة خلال حرب غزة الأخيرة في مدينة رفح و معه قائد سرية ناشط في القسام إلى تنظيم " ولاية سيناء " بعد وصولهما بالفعل إلى سيناء عبر الانفاق مع عائلتيهما إلى الأراضي المصرية بتنسيق مع مقاتلين من تنظيم لاية سيناء . ولا يُعرف إذا ما كان الرجلين يريدان البقاء في سيناء والقتال هناك أم أنه سيتم نقلهما إلى ليبيا أو سوريا أو العراق خاصة بعد أن اعلنا اقتناعهما بفكر داعش والرغبة فى القتال معها لإقامة الخلافة وهو أمر تسبب فى صدمة عنيفة داخل حماس التى تسعى جدياً لتقارب مع مصر بعد زيارة وفد منها لمصر مؤخراً خريطة الإرهاب واستراتيجية جديدة للمواجهة مجرد نظرة على خريطة العمليات الإرهابية التى شهدتها مصر في عامي 2014-2015 والشهور الأولى من العام 2016 تكشف أن جماعات الإرهاب تسعى للمزيد من نشر الفزع والرعب بعد الضربات التى تعرضت لها على يد الجيش والشرطة والخسائر التى منيت بها وقد أخذت العمليات الإرهابية خلال هذه الفترة أنماطا وخصائصا مختلفة تحاول به الإرهاب تصدير رسالة بقدرته على الهجوم واسقاط المزيد من الضحايا من خلال استهداف مباغت لرجال الشرطة والجيش بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، وإطلاق صواريخ آر بي جي.. ومدافع الهاون ، وهو ما يتطلب استراتيجية جديدة فى تأمين الكمائن وتحركات الأفراد وتطوير تسليحها ومعداتها بما يتناسب مع شراسة الحرب الدائرة في سيناء ضد الجيش المصري والشرطة ويمكنها من رصد هذه العمليات وافشالها قبل أن تحقق أهدافها استنكار واسع لجريمة العريش ومطالبات بالقصاص العاجل هذا وقد لقيت الجريمة لتنظيم ولاية سيناء ضد كمين الصفا بالعريش استنكاراً واسعاً من الرموز الدينية فى مصر حيث استنكر الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، العملية الإرهابية الدنيئة التي نفذها إرهابيون بتفجير كمين أمنى جنوب مدينة العريش، والتي أسفرت عن استشهاد 18 شرطياً، بينهم 4 ضباط، مؤكداً في بيان صحفي له ، أن الإرهاب الأسود ما زال يزداد في غيه وضلاله فيسفك الدماء الغالية ويحصد الأرواح الطاهرة، فاستحقوا لعنات الله ورسوله والمؤمنين في الدنيا والآخرة جزاء ما أفسدوا في الأرض، و أن أرواح الشهداء الطاهرة التي ارتقت إلى بارئها ستكون خصيمة لجماعات التطرف والإرهاب عند الله يوم القيامة، فقد قال النبى صلى الله عليه وآلة وسلم: "أول ما يحكم الله فيه يوم القيامة الدماء". محمد مختار جمعة "وزير الاوقاف" كما نعى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ببالغ الحزن والأسى شهداء رجال الشرطة البواسل الذين أصابتهم يد الغدر والإرهاب بمدينة العريش، سائلا الله (عز وجل) أن يتقبلهم في الشهداء، وأن يلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان، داعيا لمصابي الحادث بالشفاء العاجل. وأكد وزير الأوقاف، أن يد الغدر والخيانة لن تزيدنا إلا قوة وصلابة وإيمانا بهذا الوطن وإخلاصا في الدفاع عنه وعن كل ذرة رمل منه، وأن هذه الحوادث الإرهابية تؤكد لنا حجم المؤامرة التي يتعرض لها الوطن، مما يتطلب منا الوقوف صفا واحدا في وجه الإرهاب الغاشم حتى نجتثه من جذوره بإذن الله تعالى، وما ذلك على الله (عز وجل) بعزيز. الأزهر يطالب الدولة بدرء الخطر اللعين أعرب الأزهر الشريف عن إدانته الشديدة للهجوم الإرهابي الخسيس الذي استهدف - مساء السبت - الكمين الأمني بحي الصفا جنوب العريش، وأسفر عن استشهاد 18 من رجال الشرطة. وأكد الأزهر الشريف تضامنه مع كافة مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجيش والشرطة؛ للقضاء على قوى الشر والإرهاب التي تستهدف زعزعة أمن الوطن وضرب استقراره، مشددا على دعمه وتأييده لجميع الإجراءات التي تتخذها الدولة لدرء خطر هذا الوباء اللعين. ويتقدم الأزهر الشريف بخالص العزاء والمواساة إلى الشعب المصري، وقوات الشرطة ، وأسر شهداء الواجب الوطني، سائلا الله- عز وجل- أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء. بقلم : شعبان خليفة