استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمقر إقامته في باريس، اليوم الثلاثاء، برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسي. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب عن خالص تعازيه في ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها فرنسا، مشيدًا بما أظهرته أجهزة الأمن الفرنسية من مهنية وسرعة في التعامل مع الأحداث الإرهابية، مؤكدًا تضامن مصر مع فرنسا شعبًا وحكومة في مواجهة هذا التهديد المشترك. من جانبه، أشاد وزير الداخلية الفرنسي بالدور المصري في مكافحة الإرهاب، والجهود التي تبذلها مصر من أجل مكافحته ودحره سواء على الصعيد الداخلي أو على الساحتين الإقليمية والدولية. وقد توافقت رؤى الجانبين على أن الأحداث الإرهابية التي وقعت في أنحاء متفرقة من العالم تعكس أهمية توحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وتطوير التنسيق القائم بين الدول في هذا الصدد. كما تناول اللقاء التأكيد على أهمية تبني مقاربة شاملة للقضاء على التنظيمات الإرهابية من منظور فكرى وأيديولوجي. وأشاد الرئيس بالدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في مكافحة الإرهاب والفكر والمتطرف باعتباره منارة للإسلام الوسطي المعتدل، معربًا عن استعداد مصر للتعاون مع فرنسا من خلال الأزهر الشريف لمقاومة الأفكار المتطرفة، وهو ما رحب به وزير الداخلية الفرنسي. وأعرب الجانبين عن القلق من تنامي ظاهرة المقاتلين الأجانب الذين انضموا للتنظيمات الإرهابية التي تنشط في بعض دول منطقة الشرق الأوسط، وضرورة التصدي بحزم لهذه الظاهرة، مع التحرك الفاعل لوقف إمداد التنظيمات الإرهابية بالسلاح وتجفيف منابع تمويلها، والحيلولة دون استغلالها لوسائل التواصل الحديثة ومن بينها المواقع الإلكترونية في استقطاب عناصر جديدة. وعلى الصعيد الثنائي، أشاد الرئيس بما وصل إليه مستوي العلاقات بين البلدين من شراكة إستراتيجية على كل الأصعدة، معربًا عن التطلع لتعزيز التعاون الأمني القائم بين البلدين، وهو الأمر الذي أبدى وزير الداخلية استعداد بلاده لتعزيزه وتطويره مع مصر. واطلع وزير الداخلية الفرنسي، الرئيس على الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل السلطات الفرنسية للتعامل مع حادث الاعتداء الذي تعرض له بعض الإعلاميين المصريين مساء أمس في باريس، حيث تم إلقاء القبض على المتهمين وجار التحقيق معهم، مشددا على حرص الدولة الفرنسية على تطبيق القانون.