اعتبر مراقبون سياسيون اعلان روسيا أنها تدرس تزويد مصر بأنظمة دفاع جوى- وفقا لما نقل عن رئيس إحدى شركات الأسلحة الروسية- خطوة بناءة تعكس تعاون الجانبين فى مكافحة الارهاب وان هذه العلاقات لن تتأثر بحادث الطائرة المنكوبة. كانت الحكومة الروسية قد اعلنت أنها بصدد إرسال ثلاث مجموعات من خبراء الطيران والأمن إلى مصر"لتقويم الوضع الأمنى فى المطارات المصرية". وأشارت تقارير فى وقت سابق إلى وجود اتفاقات بشأن صفقات سلاح روسية لمصر، غير أنه لم يصدر تأكيد رسمى من أى من البلدين فى هذا الشأن. وتجرى موسكو والقاهرة حاليا مباحثات لتزويد مصر بنظامى Antey-2500 وBUK للدفاع الجوى، وفقا لما نقلته وكالة أنباء آر آى إيه الروسية عن سيرجى تشيميزوف، الرئيس التنفيذى لمؤسسة روستيك الروسية الحكومية لتصنيع السلاح. وتعرضت مصر لانتقادات واسعة النطاق فى الخارج بسبب ما وصف بالفوضى الأمنية فى مطاراتها. كان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد قبل توصيات جهاز الأمن الفيدرالى الروسى بضرورة تعليق رحلات الطيران المدنى الروسية إلى مصر. فى غضون ذلك اعلن وزير الخارجية سامح شكرى أن مصر بدأت سلسلة من الجهود الدبلوماسية للتواصل مع الدول المتأثرة من كارثة الطائرة الروسية لإزالة وتذليل المخاوف والقلق لديها بشأن إجراءات التأمين بالمطارات المصرية. وقال شكرى إن مصر تتخذ كل الإجراءات الواجبة فى إطار التحقيقات الجارية بشفافية كاملة وبوجود الأطراف الدولية ذات الشأن فى التحقيقات. وأضاف أن مصر دولة لها مكانتها ولديها قدرتها على إدارة مطاراتها و"نعمل من خلال التنسيق والتعاون مع شركائنا فى حدود السيادة المصرية وفى حدود أن مصر ليست بدولة تحتاج وصاية أو إشرافا من أحد". وأشار إلى أن تناول رئيس لجنة التحقيق كان واضحا فى إطار فنى راقٍ من خلال المؤتمر الصحفى الذى أعلن خلاله آخر تفاصيل التحقيقات بشأن سقوط الطائرة، لافتا إلى أن هناك تواصلا مع الدول المتأثرة بما حدث ولها مشاغل، من أجل إزالة وتذليل هذا القلق من خلال تعزيز الإجراءات الأمنية والعمل على إعطاء صورة حقيقية عما اتخذته مصر من إجراءات عقب سقوط الطائرة. من جهتها، اكدت الجامعة العربية رفضها الهجوم الذى تتعرض له مصر من الدول الغربية بعد حادث الطائرة الروسية ومحاولة بعض الاطراف استغلالها لأغراض المساس بمصر. وقال السفير احمد بن حلى، نائب الامين العام للجامعة العربية، فى تصريح له ان مصر دولة مهمة ليس فقط للعالم العربى وانما لمنطقة الشرق الاوسط وأى شىء يمس مصر لابد ان يكون له متابعة واهتمام من الجامعة العربية. واضاف بن حلى فى تعقيبه على الهجوم الذى تتعرض له مصر من الدول الغربية بعد حادث الطائرة المنكوبة أن "ما ينشر حول اسباب حادثة الطائرة ما هو الا تسريبات وتحليلات حاولت بعض الاطراف استغلالها لأغراض المساس بمصر". وأعلن بن حلى رفض الجامعة العربية مثل هذه الأساليب وهذه المواقف، معتقدا ان مساعدة مصر فى هذه المرحلة واجبة خاصة أنها بصدد الانتهاء من الاستحقاق الدستورى الاخير باجراء انتخابات تشريعية، وعلى الدول العربية ان تساعد مصر فى كافة المجالات، خاصة الاقتصاد.