فادت دراسة نشرت نتائجها يوم الخميس، بأن منسوب مياه البحار قد يرتفع ستة أمتار على الأٌقل على المدى الطويل ما يؤدي إلى إغراق سواحل تمتد من فلوريدا إلى بنجلادش حتى وإن حققت حكومات أهدافها بشأن الحد من ظاهرة الاحترار العالمي. وقال فريق دولي من العلماء بقيادة الولاياتالمتحدة في دورية (ساينس)، إن كتلا ضخمة من الجليد في جزيرة جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية انصهرت في السابق على مدى ثلاثة ملايين عام عندما كانت درجات الحرارة حول معدلاتها الحالية أو أكثر قليلا. وربما يكون العالم في طريقه إلى تكرار ذلك حتى وإن خفضت الحكومات من الانبعاثات الغازية المتسببة في الاحتباس الحراري بغرض الحد من الاحترار إلى المستوى الذي حددته الأممالمتحدة وهو درجتان مئويتان فوق مستوى الحقبة الصناعية. وقال الباحثون في الدراسة التي تحمل اسم (التغيرات العالمية السابقة) "الأهداف الحالية لدرجات الحرارة قد تجعل منسوب مياه البحار على كوكب الأرض يرتفع ستة أمتار على الأقل". وقد تبقى بعض غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عدة قرون. ومثل هذا الذوبان للجليد قد يهدد بالخطر مدنا من بكين الى لندن ويغرق جزرا مدارية منخفضة. وقالت إندريا داتون من جامعة فلوريدا والمشرفة على هذه الدراسة، إن ارتفاع منسوب المياه إلى ستة أمتار قد يستغرق عدة قرون على الرغم من أدلة قديمة تشير إلى إمكان حدوث تغيرات أكثر سرعة. أضافت لرويترز "إنها توقعات على المدى الطويل ولن تحدث بين عشية وضحاها". وقالت لجنة من خبراء المناخ بالأممالمتحدة عام 2013، إن ظاهرة الاحترار قد تؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار في العالم بما يتراوح بين 26 إلى 82 سنتيمترا بحلول أواخر القرن الحادي والعشرين بعد أن زاد هذا المنسوب 19 سنتيمترا منذ عام 1900. وتقول الدراسة الجديدة التي تستند إلى عدة دراسات منها الجليد في العصور السالفة وحتى حفريات الشعاب المرجانية، إن منسوب مياه البحار زاد بما يتراوح بين ستة إلى تسعة أمتار خلال فترة دافئة سابقة منذ 125 ألف عام عندما كانت درجات الحرارة مماثلة لدرجات الحرارة الحالية. وزاد منسوب مياه المحيطات بين ستة إلى 13 مترا منذ 400 ألف عام عندما كانت درجة الحرارة السائدة آنئذ تزيد درجة مئوية واحدة عن وقتنا هذا. وقالت دراسات علمية العام الماضي، إن أجزاء من غرب المحيط المتجمد الجنوبي تجاوزت مرحلة الاستقرار وبدأت في مرحلة لا تتوقف من الذوبان على المدى الطويل.