كانت لحظة سقوط جماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة 30 يونيو تنذر بالكثير من الخطر؛ ففي طياتها شباب غاضب، بجانب أنها جماعة تحرض على العنف ولها باع طويل فيه تهديدات بحرق مصر، لكن مع استمرار التصدي القوى من الدولة وفض رابعة تعرضت الجماعة لمزيد من الأزمات، إذ لم تجد محاولاتها الكثيرة في التظاهر ونشر العنف والفوضى؛ فبدأت في تشكيل تنظيمات خاصة، وهو ما حدث فعلا بصعود قيادات المكتب الجديد محمد كمال ومحمد وهدان ومحمد سعد عليوة. وكشفت التحقيقات واعترافات عبد الرحمن البر ومحمود غزلان عن أن الثلاثى السابق ذكرهم كانوا هم أول من أنشأ لجان العمليات النوعية في الجماعة ليعيدوا بذلك سيرة التنظيم الخاص لجماعة الإخوان، فنشأت "العقاب الثورى" ونشأت معها "أجناد مصر" و"مولوتوف" و"ولع" وغيرها من حركات ما لبثت أن اختفت سريعا ولم تبق سوى " أجناد مصر"، والتى تراجعت بعض الشيء بمقتل قائدها مجد الدين المصرى أو همام مجاهد، أمام "العقاب الثورى"، والتي بزغت بعد عملياتها في تدمير أبراج الكهرباء بمدينة الإنتاج الإعلامى. المكتب الجديد يعيد التنظيم الخاص لم يعد هناك مجال للشك فى عودة التنظيم الخاص التابع لجماعة الإخوان إلى الواجهة من جديد، بعد عدة عقود من التجميد، فقد عاد التنظيم فى إصداره الجديد، يختلف عن نسخته الأولى التى وضعها حسن البنا، وقام ببنائه عبد الرحمن السندى. عملية إحياء التنظيم الخاص (الإرهابى) للإخوان، كشفت عنها سلسلة الهجمات الإرهابية التى شنتها الجماعة مؤخرًا، واعتمدت فيها على تنظيمات عنقودية، وبأسلوب توجيه ضربات خاطفة وسريعة ومركزة فى أكثر من جهة، وفى توقيت واحد. وتزامنت العمليات الإرهابية التى يقوم بها تنظيم الإخوان، مع صدور تكليفات من التنظيم الدولى للإخوان، بالعمل على تجميع التنظيمات المسلحة والمتناثرة فى تنظيم موحد، وذلك بعد اجتماعين منفصلين عقدا فى تركيا وبريطانيا، واتخذا قرارًا بالعمل على تجميع هذه الخلايا لتعمل فى إطار واحد، يعتمد على مبدأ تحديد أهداف واحدة للهجمات والعمليات الإرهابية، دون قيادة مركزية. عملية إعادة التنظيم الخاص تسعى لتجنيد 10 آلاف مقاتل للقيام بعمليات العنف، مع العمل على استراتيجية استهداف المناطق الحيوية، على غرار ما فعلته مؤخرًا حركة «العقاب الثورى» من استهداف مدينة الإنتاج الإعلامى، والتهديد بمزيد من العمليات مستقبلًا، لا تطول المنشآت فقط، بل تطول أيضًا الشخصيات، مما يدل على أننا أمام عودة للتنظيم الخاص من جديد، خصوصًا مع وجود عمليات نوعية مثل استهداف ضباط الشرطة. هذه المرة لم يعد التنظيم كما كان سابقًا، حيث اعتمدت النسخة الجديدة منه على طريقه التنظيمات الجهادية فى إنشاء خلايا صغيرة عنقودية تعمل بشكل سرى تحت مسميات متعددة لا يربط بينها وبين غيرها أى رابط أو تنسيق أو معرفة لتفادى ضرب الخلايا أمنيا. أنباء مؤكدة أشارت إلى أن هناك مشاورات جديدة بين قيادات التنظيم بالخارج، لا سيما التيار القطبى المسيطر على الجماعة، بقيادة محمود عزت، على ألا يتم الاعتماد على قيادة واحدة للتنظيم حتى لا يسهل استهدافها، مع تشكيل مجموعات فى مختلف محافظات مصر من خلال خلايا تستطيع القيام بعمليات نوعية تجاه البنية التحتية، وبعض الشخصيات العامة فى الدولة، خصوصًا أن الجماعة لديها الكثير من الأفراد الذين تم تدريبهم فى سيناء وفى غزة، إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، كما يسعى التنظيم إلى استقطاب شباب من الذين قُتل لهم مشاركون فى اعتصامى رابعه والنهضة، بهدف الانتقام. حركات العنف الناشئة عن الجماعة المقاومة الشعبية أعلنت عن نفسها بتنفيذ عدد من العمليات التى استهدفت قوات الأمن فى مصر والمصالح الاقتصادية للدولة، والتى أدت، حسب المرصد العربى للحقوق والحريات، إلى مقتل 3 وإصابة 16 من أفراد الشرطة، بالإضافة إلى حرق 12 سيارة تابعة للشرطة، وحرق العديد من نقاط وأكشاك المرور، كما تبنت الحركة المسئولية مع حركة «العقاب الثورى» عن تفجير 56 عبوة ناسفة، ونصب 12 كمينًا لقوات الأمن، والاشتباك مع تلك القوات بالأسلحة الرشاشة فى محافظات عدة، فى الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وتبنت أيضًا حرق مبانٍ حكومية وتفجير قطارات وخطوط سكك حديد ومحطات توليد كهرباء وأبراج هواتف محمولة ومحطات مياه. العقاب الثوري ظهرت منذ عام تقريبًا، إلا أن الظهور الأقوى لها كان عقب تبنيها تفجير محولات الكهرباء التى تمد مدينة الإنتاج الإعلامى، كذلك قامت بعرض فيديو نشرته على الإنترنت، أظهر مجموعة من الأفراد الملثمين يقودون سيارة ويحملون رشاشًا ويطلقون النيران على كمين للشرطة، كما أعلنت الحركة عن تشكيل هياكل لحماية الثورة فى 15 محافظة، متوعدة بتنفيذ عدد من العمليات فى محافظات مختلفة سيتم الإعلان عنها تباعًا. "كتائب حلوان" فى 15 أغسطس من العام الماضى، أعلنت «كتائب حلوان» عن نفسها عبر فيديو تم تصويره بمنطقة عزبة الوالدة بحلوان وظهر فيه 14 ملثمًا من التنظيم، لتتوالى الأحداث تباعًا حتى سقطت المجموعة بكامل أعضائها الذين وصلوا إلى 215 متهمًا. تم الكشف عن حقيقة «الخلية» الإخوانية المسلحة، التى ارتدى أعضاؤها ملابس تشبه ملابس حركة حماس، وترددت أنباء وقتها بأن من يدعم هذه الخلية هو القيادى الإخوانى الهارب أيمن أحمد عبد الغنى، زوج ابنة خيرت الشاطر. وكشفت تحقيقات النيابة العامة فى القضية عن أن العناصر المتهمة نفذت 32 عملية إرهابية، تمثلت فى استهداف الأجهزة الأمنية، ومنشآت تابعة لوزارة الداخلية، وشبكة الطرق، وتخريب أبراج كهرباء الضغط العالى، وأعمدة الإنارة، مما كبد الدولة خسائر فادحة بلغت قيمتها 40 مليونًا. "كتائب الفرقان" هي العامل الأهم فى زيادة موجة الإرهاب والعمليات المسلحة خلال الفترة الماضية، بداية من استهداف عدد من المنشآت الحيوية والشخصيات المهمة داخل مصر. وتنتهج الكتائب نفس الخط الذى تسير عليه "أنصار بيت المقدس" سابقًا فى قيامها بتصوير العمليات التى تقوم بها، وكذلك عمليات الرصد والمتابعة حتى التنفيذ. تستخدم "كتائب الفرقان" فى عملياتها قذائف آر بى جى وتختار مواقعها بعناية شديدة مثلما فعلت مع العقيد أركان حرب بالجيش محمد الكومى فى 14 أغسطس الماضى، عندما أطلقت الرصاص على سيارته "أجناد مصر" ظهرت الحركة بعد سقوط الجماعة مباشرة ونفذت عددا من العمليات المهمة، منها استهداف كمين شرطة في عبود بعبوة ناسفة، واستهداف كمين شرطة السواح بعبوة ناسفة، واستهداف نقطة شرطة بمحور 26 يوليو، بالإضافة لاستهداف قسم شرطة الطالبية في 24 يناير 2014، واستهداف قوات الأمن المركزي أمام مترو البحوث، واستهداف مقر قوات الأمن المركزي في 31 يناير 2014، واستهداف قوات الأمن المركزي في ميدان الجيزة، واستهداف قيادات قوات الأمن المركزي في ميدان النهضة، واستشهاد العميد طارق المرجاوي الذي لقي مصرعه في هذه العملية، والتفجير الذي وقع بجوار مسجد الحصري ب6 أكتوبر، وإصابة نقيب شرطة، وتفجير كمين للشرطة في ميدان لبنان، واستشهاد رائد شرطة وإصابة 6 آخرين، وتفجير كمين للشرطة في ميدان لبنان، واستشهاد رائد شرطة وإصابة 6 آخرين، واستهداف دورية أمنية في شارع الهرم بالقرب من سينما رادوبيس، تفجيرات بالقرب من قصر الاتحادية. وبعد توصل الشرطة لاماكن اختبائها وقتل قائدها؛ اختفت الحركة ولم تنفذ عمليات ليصعد العقاب الثورى بدلا منها.